18 ديسمبر، 2024 10:53 م

صدر في فرنسا مشروع قانون من أجل اصلاح العمل السياسي من خلال فرض معايير وقوانين اكثر مراعاة للاخلاق في السياسية ..ويمنع هذا المشروع المحاباة وتوظيف النواب والوزراء أعضاء من أسرهم وأقاربهم كما انه يمنعهم من مراكمة المقاعد في المجالس النيابية والبلدية في آن واحد ويمنع ايضا النواب من الترشح لاكثر من ثلاث مرات ..
هذا مايحدث في فرنسا أما مايحدث لدينا ، فلانرى وجوها جديدة عدا نفس الوجوه المستهلكة منذ عدة دورات انتخابية ومازالت تشحذ الهمم لخوض جولات جديدة وكأنها ترفع جميعا شعار ( ماننطيها ) الذي رفعه رئيس الوزراء السابق وكأن السلطة حكرا على فئة دون اخرى وعلى وجوه دون أخرى ..ان كانت هذه الوجوه تعتقد ان السلطة مكافأة لهم على معارضتهم للنظام السابق ان لم يكن بالفعل او بالقول فباضعف الايمان ، فهذا اعتقاد خاطيء لأن كل مرحلة تحتاج الى دماء جديدة والى أفكار مبتكرة ربما تنتشل البلد من مستنقع الخراب الذي يخوض فيه منذ أن تعاقبت على حكمه وجوه لاهم لها الا التمسك بمقاعد السلطة وتصفية حسابات قديمة وجديدة على حساب الشعب الذي ينتظر الفرج فلايرى بصيص أمل منه ..
بعد ان خرجت داعش من الانبار والفلوجة ثم الموصل ، صار من الطبيعي أن نفكر في لملمة مابعثرته الاحداث السياسية فنعمر المدن ونعيد بناء نفوس ابنائها ليحرصوا عليها وتتظافرجهودهم مع جهود الحكومة لانقاذ مايمكن انقاذه ، لكن ملامح المرحلة المقبلة بانت منذ أن بدات نفس الوجوه التي أضاعت تلك المدن تدعو الى اعمارها والهدف من ذلك ليس الروح الوطنية بل تقاسم المكاسب والمنح المالية التي سيتم رصدها لعملية اعمار المدن ..اتساءل ، هل نسي سكان تلك المدن من كان وراء ضياع مدنهم ليسمحوا من جديد بتسليمهم مقاديرهم ، وهل حظي مواطنو المحافظات الاخرى بأية خدمات من نوابهم الذين انتخبوهم ليعيدوا انتخابهم ويسمحوا لهم بتصدر المشهد السياسي من جديد ؟…لو حدث هذا فلاداع للشكوى من نقص الخدمات او شيوع الفساد في البلد فلايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ، وتلك الوجوه لاتسعى لتغيير ماتحمله من ضغائن واهداف شخصية بل تسعى الى التحالف مع الشيطان ذاته ان كان يضمن لها مقعدا في السلطة !!ولاينبغي على المواطن بعد ذلك ان يستغرب صعود اقارب المسؤولين واتباعهم حتى لو كانوا معدومي الشهادات والكفاءات ، فالسياسة في العراق تقوم على المحسوبية والمنسوبية في العمل السياسي التشريعي والتنفيذي والانتخابات تقوم على عمليات تزوير لم تعد تخفى على أحد ، وبالتالي ، واذا ادرك المواطن مايحدث حوله ستتكرر لدينا نفس الطرفة التي رافقت الانتخابات الجزائرية حين حقق حزبان جديدان اعلى نسبة في الانتخابات وهما حزب المقاطعين للانتخابات ، وحزب الاوراق الباطلة !!.لكن المؤلم في الأمر ان هذه الطرفة لو تحققت فعلا فلن تكون مضحكة لأنها ستمنح المرشحين فرصة أكبر للفوز بالتزوير وستخدمهم مقاطعة الانتخابات والاوراق الباطلة …نحن الان أما اختيارين احلاهما مر ، فنحن نقف بين البحر والعدو كما حدث في زمن طارق بن زياد وعلينا ان نعبر البحر بمهارة لننجو أو نواجه العدو بجسارة لنصمد ..