بعد صمت طويل فّجّر الشيخ جلال الصغير قنبلة اخرى من قنابله النتنة التي اعتاد على تفجيرها من آن لاخر لأنه ومنذ خيبته في الانتخابات الاخيرة ، قد قلل من ظهوره العلني . وهذه المرة ، فتح فاه الملغّم بسم العقارب ليلدغ ، كعادته ، مكّون من مكونات الشعب العراقي . فمن منبر جامع براثا في الجمعة الاخيرة اطلق الشتائم على اهل الغربية ومن ورائهم كل “سنة العراق” مهددا اياهم بكلمات حاول تخفيف حدتها لكنه لم يخف معناها ،فنعتهم بالطائفية ( وياعيني على لا طائفيته ) ، وأن استمرارهم بالاعتصامات ستتصدى له قوات الامن والجيش ( لانها مسيسة وبجيب الحكومة طبعا ) ، وان لم تنجح قوات الامن ، فأن الشيعة ( يقصد ميليشياته والميليشيات الاخرى المدعومة من الحكومة وايران ) سيتصدّون لهم حيث تتوفر القدرة على النصر على ” الاعداء ” – في اشارة الى المذابح الطائفية السابقة والتي كان الصغير أحد أقذر فرسانها حتى سمّي ” الشيخ الاحمر ” لولوغه في دماء الابرياء .
ليس غريبا على الصغير وامثاله من المعممين والافندية مثل هذا الفحيح المقيت ، فهم لا يجيدون لغة العصر الا لغة الطائفية المتعصبة التي تشي بضحالتهم وتخلفهم ولؤمهم الذي دنس ليس فقط نفوسهم وعرضهم ، بل ولسانهم وملابسهم حتى وصل الى حد المرض النفسي المستعصي .
لا ادري بأي منطق تحكمون؟ فان كانت 1400 سنة من ” المظلومية ” لم تعلمكم حرفا من اصول الكلام واصول الحكم وقيم الانسانية والتسامح والتعامل مع الاخرين ، فهل ستحتاجون الى 1400 سنة اخرى لتتعلموا اساسيات فن الحياة . فما زالت عقولكم مستعصية في القرن الاول الهجري فكيف ستعبرون الى القرن الواحد والعشرين وانتم ، وهذا هو شر البلية ، تدعون تمثيل وقيادة الطائفة وتمسكون حبال الحكم بايديكم ؟ لكن نقولالحمد لله لأن توكيل القيادة لم يأت من الله او من الحسين بل من الكافر بوش الذي جمعكم من زواريب ايران والسيدة زينب وانزلكم على رؤوسنا بالبرشوت لتلوثوا فضاء حياتنا بفايروسات التعصب البغيض وتقسيم الناس على طبقا لانتماءاتهم المذهبية وهو مرض لم نعرفه سابقا وبعد ان اصابنا فقدنا بوصلة الاجاه الصحيح في الحياة .
طيب بعد أن أنهى الاميركيون الاشاوس ” مظلوميتكم ” ، فما هو النموذج الصالح للحكم وللحياة الذي قدمتوه لشعبكم ؟ عشر سنين عجاف مرت على حكمكم الذي لم يصمد الا بحراب الاميركيين وبمواصلة الشد على عصب التعصب الطائفي . وعندما تفلس بضاعتكم او تجارتكم بالدين التي تتقنونها ولا تعرفوا تجارة غيرها ، فماذا ستفعلون ؟ وكيق ستبررون خيبتكم ؟ فان كان هناك الان من تستثيرونه غرائزيا ، لن تجدوه غدا بعد انكشاف فساد بضاعتكم التي لا تستطيع ان تعبر بالدولة والناس الى عصر الحداثة والقرن الواحد والعشرين .
تحتج ياصغير بأن المتظاهرين والمعتصمين في الغربية هم بعثيون وصداميون وعملاء لدول اجنبية – والدليل الدامغ على اتهامك : رفع بضعة اعلام من ذات النجوم الثلاث من بين آلاف اخرى رسمية (وطبعا النجوم لا تشير الى صدام بل الى امل الوحدة العربية ورموزها العراق وسوريا ومصر والتي اسقطتموها بضغط من الكورد) وبضعة لافتات فيها كلام طائفي من بين الاف اللافتات التي تدعو للوحدة واحقاق الحق . فلماذا اقمتم الدنيا وسددتم سهامكم لتصيب كل الحراك والمشاركين فيه واتهامهم بالطائفية والعمالة.
وفي الوقت الذي لا نستبعد وجود بعض المندسين وحتى العملاء – وهذا امر صار طبيعيا وليس استثنائيا في عصر الاستقطاب السياسي والمذهبي الحاصل بالبلد ، فأين الغرابة وانتم تجاهرون بعمالتكم لدولة مجاورة ، بل وتفتخرون بها، و ترفعون الاف الاعلام من كل شكل ولون في الشوارع والساحات وحتى في دوائر الدولة وفي مسيرات الحج المبرور الى مقامات الائمة ومن بينها صور واعلام دولة الولي الفقيه واعلام حزب الله والبحرين واعلام الميليشيات غير الشرعية . وبماذا تبرر قيام ميليشيات خارجة عن الدولة ” رسميا ” باستعراضات عسكرية ومهرجانات تحتفل بعيد دولة مجاورة ويرفع فيها السلاح . فهل هذه ليست طائفية ؟… فلم الكيل بمكيالين .. فكما تكيلون يكال لكم .
تصدرون مذكرات قبض على رؤساء المتظاهرين ورؤساء عشائر تحت المادة 4 ارهاب المطاطية ( لاستيك يصلح لصنع مصائد مغفلين حسب القياس والطلب ) بتهمة الحضَ على الطائفية … وكلامكم الطافح بكل القذارات الطائفية النتنة والبغيضة (حسب المصطلحات المالكية الجديدة ) ..الذي تصدعوَن رؤوسنا به ليل نهار .. لا تشمله هذه المادة المقدسة (تشمل بس ولد الخايبة ) . وماذا تقول لمهووس موتور يظهر على الفضائيات يشكل ميليشيا ويهدد بقتال نصف الشعب بلا مبرر الا ان دولة مجاورة تامره بذلك ثم يخرج مرة اخرى ليهدد دول مجاورة .. وما زال حر طليق بل يتحدى الحكومة ان تصل اليه فأين المادة 4 المطاطية ؟ فهل حلال عليكم وحرام على الاخرين ؟
لا أدري الى أين تأخذون الناس ، وكفى كذبا على العباد فلا انتم شيعة ولا تمثلون الشيعة ، وأنا منهم ، فأنتم لستم الا زمرة لا اخلاق لها ولا كفاءة ولا مهنية وعصابة من السراق والدجالين والمتاجرين بالمذهب ، غير جديرين بقيادة قطيع حمير فما بالكم بدولة وأثبتوا في عشر سنين أن ادمغتكم غير قابلة لأن تتعلم شيئا او ان تستفيد من نجربة الحكم .
لن تستطيعوا خداع الطائفة كثيرابالرغم مما تكرسّوه من منهوب المال لفتح فضائيات جديدة وجرائد صفراء لنشر فحيحكم البغيض وتجنيدكم لاقلام مأجورة لا تجيد أمرا الا العزف على ذات الاسطوانات المشروخة عن جرائم البعث والصداميين والعمالة والتحامل على العرب في حين ان عشر سنين من حكمكم فاقت جرائم قرن كامل . النفخ في الطائفية لن يفيدكم ولن تحولوا الطائفة الشيعية الى ” شعب الله المختار ” يايهود العصر . فماذا قدمتم للطائفة من انجازات لتبرروا حكمكم ؟
الصغير وقائمة ومن يشبهه من ذوي الوجوه ستراهم في كل مقتل يهيمون ، يقولون مالا يشعرون ، ومن على المنابر .. يطرطرون . العالم منشغل بالتنمية المستدامة ، ونحن منشغلون بالطرطرة المستدامة ..وصار الصغير وشفيعه المالكي لها علامة .