7 أبريل، 2024 6:12 ص
Search
Close this search box.

طرد الخميني من العراق ( أسبابه ونتائجه )

Facebook
Twitter
LinkedIn

تأخرت في كتابة هذا المقال عقد من الزمن ، بسبب ظروفي وإنشغالي ، وتسارع الاحداث على الساحة العراقية ، وتواصلي اليومي مع شباب التظاهرات والثوار في جميع مدن العراق ، والتصدي للاعلام المأجور والطابور الخامس ، ومواجهة المؤسسة الدينية الفاسدة ، كل هذا شغل نهاري وليلي ، لكن فكرة المقال بقيت ماثلة أمام عيني كل لحظة ، والذي يدفعني لكشف ملابسات طرد الخميني من العراق ، ترابط المخخطات الدولية التي تستهدف العراق منذ ذلك الزمن حتى اللحظة ، وتتابعها ، وجني ثمارها من قبل القوى الدولية والاقليمية والمحلية ، وإكتواء العراقيين بنارها ، يحتم علي كشفها للعراقيين خاصة ، ومهمتي ككاتب عراقي تهشيم المؤسسة الدينية الفاسدة التي تحالفت مع قوى الشر والظلام لتمزيق العراق ، وقد نجحت في فك الارتباط بينها وبين الناس ، حيث غادر خندق العمامة أكثر من 70% من شيعة العراق ( حاضنة المشروع الايراني ) هم يصفونه بالالحاد ، وهو موقف ووعي سياسي ، ومتى كان للعمامة المزيفة دين حتى غادرته الناس ؟.
أختلف عن غيري في طرح وتناول الاحداث ، ولي إسلوبي الخاص في الكتابة والحديث ، أدولو ( بصطلتي ) والاخرون يدلون بدولهم ، الصطلة في اللهجة العراقية هي الدلو نفسه لكنها من الحديد ، توجع في ضرب الرؤوس العفنة ، ولهذا السبب إستخدمتها كسلاح مهم في مواجهة ( آيات الشيطان ) .
تحيط بقضية الخميني ملابسات دولية وإقليمية ومحلية ، وحلقة تلتف حوله ، مهمتها خداعه كشخص مستهدف وموجه ، ومؤسسة دينية تشتغل لصالح شاه إيران وبريطانية وأمريكا ، والحرب الباردة بين الروس والغرب الرأسمالي كانت حاضرة بقوة ، ومن خلال الصراع الذي دار بين الخميني والمؤسسة الدينية في النجف ، كشفت لنا تصريحات الخميني إرتباط المؤسسة الدينية في النجف بصانع القرار الغربي ، وشركاته النفطية ، وما يقدم للشيعة الفقراء من فقه وعقيدة فاسدة ، ماهو إلا تضليل عقولهم وتجهيلهم ، والتآمر عليهم .
صدام قوي بين الخميني وعمائم النجف وكربلاء ، ومشادات كلامية ، لاتختلف عن تلك التي كانت بينهم بعد ثورة العشرين في العراق ، بسبب تبعية قسم من رجال الدين الشيعة الفرس في النجف لبريطانية ، والاغراءات المالية من قبل الانكليز ، وبالتالي بيع العراق والثورة ، وتسليم مصير العراق مرة آخرى لوزارة المستعمرات البريطانية ، لان رجل الدين الشيعي ( المرجع الاعلى وحاشيته ) المستورد ، همه الاول والاخير ما تقدمه بريطانية من أموال ، لأنه غريب ودخيل على العراق ، ولهذا السبب يفرط بوحدته وثرواته ، وهذا ديدن المرتزقة مهما كانوا وتستروا بعناوين القداسة .
المصلحة المالية للعمامة حضرت في قضية الخميني في العراق ، هناك مرجعية محسن الحكيم التي كانت توجه من قبل شاه إيران ، بواسطة ضابط المخابرات الايراني ( إبراهيم اليزدي ) أبو خليل ، ومن قبل السفارة البريطانية في بغداد ، وهناك ايضا قادة حزب الدعوة ( الاربعة ) : محمد مهدي الاصفي وكاظم الحائري وعلي الكوراني ومرتضى العسكري ، وهؤلاء غير عراقيين ، عملاء مخابرات شاه إيران .
كانت الضغوطات الايرانية والغربية تمارس ضد الخميني من النجف ، والتصعيد يصل احيانا إلى إستهدافه شخصيا ، وتسفيهه وشيطنته ، وصدرت فتاوى بنجاسته لأنه يدرس الفلسفة ، وهذه الاخيرة غطاء لما يجري في الخفاء ، لان المؤسسة الدينية لاتعنيها الطهارة والنجاسة بقدر ما يعنيها تمرير الاشاعات التي تصدر من سفارتي إيران وبريطانية في بغداد ، وتغلف بغلاف يديني فقهي .
وظفت القوى الدولية أدواتها في الصراع على الارض العراقية ، ضد الخميني ، وأهم هذه الادوات مرجعية محسن الحكيم وحزب الدعوة وقادته الاربعة غير العراقيين ، مهمة حزب الدعوة إتلاف الصحف والمجلات والمنشورات التي تصدر عن مؤسسة الخميني في النجف ، وتوجه للداخل الايراني ، ورميها في نهر الفرات أو تقطيعها ورميها في المجاري لتأخذ طريقها مع المياه الآسنة ، ومهمة الحكيم وأولاده تشويه سمعته .
شتمهم الخميني جميعا ولم يستثن حتى الخوئي ، وصفهم بقطاع الطرق وفقهاء الحيض والنفاس والارذال .
قتلوا أحد أولاده في النجف ، والذي يحكم مرجعية محسن الحكيم إبراهيم اليزدي ضابط مخابرات إيراني ، ولهذا الاخير مهام كثيرة منها تفرقة السنة والشيعة ، والسيطرة على سلاح الفتوى ، وله دور مهم في إصدار فتوى ( الشيوعية كفر وإلحاد ) والتي راح ضحيتها أكثر من عشرين ألف مفكر عراقي ، غالبيتهم يصلون ويصومون ، لكنهم إتخذوا الشيوعية واليسار مذهبا سياسيا ، وهذا ما يزعج الغرب في زمن الحرب الباردة ، ولم تستطع القوى الرأسمالية صد المد اليساري وهو فكر مقبول في العالم كله ، حتى في أمريكا ، إلا بتوظيف فتاوى رجال الدين سنة وشيعة ، فكانت أدوات الغرب هي ( فتوى الشيوعية كفر وإلحاد ) و( جهاد العرب الافغان ) وتفريخ الاحزاب الاسلامية في زمن عبد الكريم قاسم ، لتوظيفها في الحرب الباردة ضد الروس والمد اليساري في الشرق الاوسط ، الذي يختزن تحت أرضه ثروات الذهب الاسود ( النفط ) ، وفي أمريكا تم إستهداف الشيوعيين من قبل المكارثية ، ومنهم كارتن لوثر كنج ، صاحب مقولة ( لدي حلم ) .
فشل محسن الحكيم وأولاده في التخلص من الخميني ، مات الحكيم ، وخلفه الخوئي في قيادة المرجعية الدينية ، وبقيت محاولات شاه إيران مستمرة للتخلص من الخميني ، وطرده خارج العراق .
تصاعد الحراك الثوري في إيران ضد الشاه ، وكان المحرك للثورة الايرانية هو حزب تودا ( الشيوعي اليساري ) ، كاد أن يصل إلى سد الحكم في طهران ، وهذا يقلق القوى الغربية ، لانه لو وصل حزب تودا إلى السلطة في طهران ، لأنقلبت الطاولة في الحرب الباردة لصالح الروس ، ولأمسك الخاصرة الرخوة للاتحاد السوفياتي في العالم والشرق والاوسط .
بريطانية ودهاء الانكليز في توظيف الاسلام كله ، ورجالته في خدمة المصالح الغربية منذ 1850 ، إقترح فكرة تسفير الخميني من العراق إلى فرنسا ، وليس صدفة أن يغادر الخميني من العراق إلى باريس .
الفكرة البريطانية هي أن تتعايش القوى الغربية مع الاسلام المسيطر عليه ، أفضل من التعايش مع الشيوعية ، فتحركت الحلقة التي تلتف حول الخميني لتوجيهه وخداعه ، لإستهداف ثورة الشعب الايراني ، وأسلمة المنطقة العربية أمريكيا ، وتشكيل حركات دينية متطرفة .
وخداع الخميني إستمر حتى وهو في الحكم ، وخصوصا اثناء الحرب العراقية الايرانية ، تنقل إليه الاخبار الكاذبة عن إنتصار وصمود الجيش الايراني ، هذا ماكشف أحمدي نجاد في حملته الانتخابية ، ليفضح جناح رفسنجاني .
جاك شيرك وصدام حسين وراء صفقة طرد الخميني من العراق ، والاخير يريد التخلص منه ، وأظن أنه لايريد الدخول في مواجهة مع الغرب لو رفض صفقة طرد الخميني ، وبالتالي يكون مصيره كمصير عبد السلام عارف .
كانت الثورة الايرانية تتحرك بقوة بإتجاه إستلام الحكم في طهران ، وغالبية المتظاهرين من النساء ، ولا توجد محجبة واحدة بينهم ، اليسار يتقدم ، قلق الغرب يتزايد ، وفي أثناء زيارة الرئيس الامريكي جمي كارتر إلى طهران ، كانت التظاهرات في إيران تشتد في كل لحظة ، إلتقى كأس الرئيس الامريكي كارتر مع كأس الشاه ( خمر ) فدعا كارتر بهذا الدعاء : الله يديم عليك الملك أيها الشاه المعظم ، وبعد اشهر من هذا اللقاء ، إتصل الشاه بصديقه كارتر طالبا المساعدة أو اللجوء الى أمريكا ، أغلق كارتر الهاتف بعد جملة واحدة ، آسف أنا لا أعرفك من أنت ؟.
وصل الخميني إلى طهران من فرنسا ، كانت عملية سطو كبرى على ثورة الشعب الايراني ، لمنع حزب تودا من إستلام الحكم ، فكان الانتصار الاول الذي حققه الغرب في زمن الحرب الباردة ضد الروس .
بدأت عمليات تصفيات لقادة الثورة ، ولم يسلم منها حتى رجال دين ، ومنهم من الحلقة القريبة من الخميني نفسه ، لانهم رفضوا فكرة ولاية الفقيه ، فتحرك الاعلام لشيطنة شريعة مداري ومنتظري ، وآخرين لانهم رفضوا وصف ( جمهورية إسلامية في إيران ) ، عمليات تفجير وإغتيالات وإعدامات وإقامة جبرية لكل من يرفض مشروع المتشددين الذين إختطفوا ثورة الشعب الايراني .
الملاحظ أن الخميني والحاشية التي سيطرت على إيران ، أعلنت الحرب على العراق مباشرة ، ووجهت الاعلام المنادي بالحرب وتصدير الثورة ، وهذا خلاف ما تكون عليه الدول والحكومات التي تستلم الحكم بعد إنقلاب أو ثورة ، تحتاج لسنوات وربما عقد من الزمن ، للبناء ولملمة شمل الامة ، ومعالجة المشاكل والجروح التي تخلفها الثورة ، فبدل من الاهتمام بالداخل الايراني ، أعلنت الحرب على العراق ، ووجهت الخطابات لتعلن الثورة في العراق .
ظهرت حركة إبن لادن مباشرة بعد أن إستقر حكم العمامة في إيران ، وكان المنادي بالجهاد هنكتن أحد أهم زعماء المحافظين الجدد ، وصاحب مقولة : شعوب دول النفط ماهم إلا صدفة جيولوجية ، ليس لهم من ثرواتهم إلا الخمس ، وهذه منة من الغرب عليهم ، ولانهم لايستحقون الحياة ، علينا أن نستولي على ثرواتهم .
نقل لي الشيخ عبد المجيد الصميري ، قيادي في حزب الدعوة : كيفية نقل محمد باقر الحكيم من سورية إلى إيران ، بعد وصول الخميني الى الحكم ، لانهم يخشون من إستهدافه من قبل المخابرات العراقية ، وكان الحكيم متنكرا بزي عربي ( عقال وعباءة ) ويعمل في دكان صغير في دمشق ، فسألهم محمد باقر الحكيم : وهل سيقبل بنا الخميني ؟.
لانه ممن إشتغل وحرض على طرد الخميني مع والده الحكيم ، أخبروه بأن الخميني لايمانع ولايحقد على الحكيم بسبب إرتباطهم بالشاه ، لكن القضية ليست كذلك ، كانت النية مبيتة لتكشيل ( المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ، ومنظمة بدر ) من قبل المخابرات الايرانية .
بعد عملية خداع طويلة للخميني عن مجريات الحرب مع العراق ، تمت تصفيته بالسم ، كان الخميني مريضا ، والمغذي مربوط بذراعه ، فطلب من الاطباء رفع المغذي ليتوضأ ، دخل الحمام ، فتقدم جنرال إيراني ، وأدخل السم في المغذي على أنه زاد في الدواء ، والتصوير الذي ظهر فيه الجنرال ، إختفى بعد شهر من وفاة الخميني ، وتمت تصفية أحمد الخميني في المستشفى وهو شاب ، والمتهم رفسنجاني .
إنقلاب كبير على نظرية ولاية الفقيه ، التطبيق يختلف عن النظرية ، الدستور ( لايليها إلا إيراني من ابوين إيرانين ) والفكرة الاساسية ( ولاية أمر المسلمين ) .
مرشح رفسنجاني غير مجتهد ، يعني ولي فقيه بدون إجتهاد ، وهنا تنتفي الولاية ، قدموا علي خامنائي ، والصقوا به الاوصاف ( آية الله وولي امر المسلمين ) وطلبوا من الشاهرودي تعليم ولي الفقيه الجديد ( خليفة الخميني ) وقالوا : يتذاكران .
خرجت مرة أخرى حاشية محسن الحكيم ( قادة حزب الدعوة الاربعة ) وهم سماسرة ومخابرات في زمن الشاه ، لتقديم ولي الفقيه الجديد ( خامنائي ) حتى ترتاح القوى الغربية التي سجلت إنتصارا في الحرب الباردة ، فرحب كل من علي الكوراني ومرتضى العسكري وكاظم الحائري والاصفي ) بولي الفقيه في طهران .
هؤلاء الاربعة قادة حزب الدعوة الذين إشتغلوا على طرد الخميني من العراق ، وشاركوا في عملية إغتيال عبد السلام عارف ، طرحوا على محمد باقر الصدر العرض الامريكي عام 1978 بأن يستلم حزب الدعوة السلطة في العراق ، بعد البكر ، فرفض الصدر ، وطردهم وأفتى بحرمة دخول العمامة في العمل السياسي ، فتصدى له من قدم العرض الامريكي وهو علي الكوراني ، وقال له : أنت عميل أمريكي .
البيان المزور المنسوب للخميني الموجه للصدر محمد باقر :
يطلب منه البقاء في العراق ويقلل من شأنه ، لتحريض الحكومة العراقية للتخلص منه ، لأسباب كثيرة ، لان الصدر يتوفر على أسرار علاقة حزب الدعوة بالغرب ، وطرحه مشرعا يضر بشركة البازار الفارسية التي تنصب مراجع الشيعة بالتعاون مع الانكليز ، وهو مشروع المرجعية المؤسسة ، مكونة من 5 مراجع حتى يعرف الشيعي الصادر والوارد من أموال الخمس والزكاة ، وهذا خط أحمر منذ الف سنة ، فقرروا تصفيته ، دخل إبن الخوئي محمد تقي على صدام حسين ، طلب منه تصفية الصدر حتى لايخرج خميني آخر في العراق .
وهناك بيان مزور كتبه إبراهيم الجعفري وابو مجاهد الركابي من طهران ، موجه للصدر مع إهانة .
محاكمة صدام حسين تستنثي ملف إعدام الصدر ، تدخلت إيران ومرجعيات النجف وحزب الدعوة وقوى دولية ، ومنعت طرح ملف إعدام الصدر ليحاكم صدام بسبب أول قضية حدثت في زمن حكمه العراق ، حتى لاتنكشف الاسرار ، وتفضح الجهات الدولية والاقليمة والمرجعيات الدينية إن تحدث صدام حسين عن إعدام الصدر ، واقل ما يخافون منه : سيلجأ صدام حسين إلى أنا عبد مأمور ، ولايمكن لي مخالفة فتوى المرجعية الدينية العليا للشيعة في النجف ، وهي التي كفرت محمد باقر الصدر وأجبرتني شرعا بإعدامه ، وما أنا إلا منفذ أوامر .
مالذي بقي من إرث محمد باقر الصدر المهان إيرانيا ؟.
فتوى منسوبة له ، ولا نعرف صحتها وهي ( ذوبوا في الخميني كما ذاب هو في الاسلام ) إستخدمتها إيران لنهب ثروات العراق وتدميره ، وتشريع وجودها في ارض الرافدين ، وتشكيل 67 مليشيا تابعة للحرس الثوري الايراني ، لتهشيم الدولة العراقية .
هكذا تلعب القوى الدولية في توظيف أدواتها ، وخداع البسطاء من الناس ، والسيطرة على سلاح الفتوى بريطانيا أمريكيا ، تجسد أكثر في زمن يزدي هذا الزمان ( علي السيستاني).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب