22 نوفمبر، 2024 4:06 م
Search
Close this search box.

طرح قضية المنبر الحسيني المُذَهب للنقاش

طرح قضية المنبر الحسيني المُذَهب للنقاش

لقد أشعلت قضية المنبر الحسيني المذهب الذي وضع في حسينية قصر الزهراء عليها السلام الساحة العراقية والشيعية بشكل عام وخصوصاً مجاميع التواصل الإجتماعي ، فمن يؤيد وضع المنبر المذهب في الحسينية ومن لا يؤيد وكلاهما يمتلك أدلة لدعم موقفه ، وحتى هذه النقاشات لم تخرج في غالبيتها عن الآراء الشخصية في القبول والرفض .

الدليل الأول الذي يتشبث به الرافضون لوضع المنبر الحسيني المذهب في الحسينية هو الدليل الإنساني أو ألأخلاقي حيث يتساءلون إذا وزعت أموال المنبر الحسيني المذهب على الفقراء ألم يكن أفضل ؟؟ والدليل الثاني هو رفض تشبيه المنبر الحسيني بعروش الملوك والطواغيت المذهبة ؟؟ .

وقد أجاب أصحاب الرأي الموافق على وضع المنبر الحسيني المذهب على هذه الأدلة ، أن عملية تذهيب المنبر الحسيني قضية شخصية بحتة فالمتبرع هو طلب ان يُذَهِب المنبر وهو صاحب الأموال والناس مسلطون على أموالهم ولا يملك إي إنسان الحق في التصرف في أموال غيره نعم عنده الحق في التصرف بأمواله فقط .

وأما قضية الفقراء عنوان جميل جداً يستقطب القلوب ويُهَيّج المشاعر ولكن لماذا يطرح هذا العنوان دائماً في القضايا التي تتعلق بإحياء شعائر أهل البيت عليهم السلام ؟؟؟ لماذا لا يطرح هذا العنوان في حياتنا الاجتماعية من أجل مساعدة الطبقة الفقيرة في المجتمع ولماذا لا يطرح هذا العنوان بشكل قوي أمام الطبقة السياسية والمستفيدين وأذيالهم الذين سرقوا ثروات العراق ووزعوها فيما بينهم . فلم يُسرق بلد في العالم من قبل قياداته السياسية كما يسرق العراق ، فثمانمائة الف دولار كما يدّعون ثمن المنبر الحسيني المذهب ماذا تعمل لفقراء العراق امام مئات المليارات التي تسرقها القيادات السياسية وأتباعها وأذيالها كل عام ، علماً أن مبلغ المنبر لا يغطي سفرة واحدة من سفراتهم أو حفلة واحدة من حفلاتهم فالذي يعتني بهذا العنوان الإنساني عليه ان يتوجه الى الطريق الصحيح والمعني بمسألة سرقة حقوق الشعب ومن ضمنهم الفقراء .

وأما الدليل الثاني الذي يطرحه الرافضون لتذهيب المنبر الحسيني هو التشبه بعروش الملوك والطواغيت ؟؟ العرش او المنبر لا قيمة له بل قيمته بمن يرتقيه لأن المكان بالمكين فأن كان ظالماً ومفسداً فيصبح أعواداً لا قيمةً لها بالرغم من إحاطته بالثمين من الجواهر كما قال الإمام زين العابدين عليه السلام عن منبر المسجد الأموي (يا يزيد إذَّن لي أن أصعد هذه الأعواد …) ويصبح منبراً عندما يرتقيه من يقدم للناس النصح والرشاد والموعظة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حتى يبني مجتمعاً متماسكاً وسعيداً وخير مثال على هذا المنبر هو المنبر الحسيني ، هذا المنبر الذي يعتبر من نعم الله علينا التي يجب شكره عليها في كل لحظة ،لأنه قد أزال الشك وأظهر اليقين بعد أن أرانا طريق محمد وال محمد صلوات الله عليهم أجمعين عن طريق مصائبهم وعلومهم و كراماتهم وأخلاقهم ، لأن لولا هذا المنبر لكنا في سكرة الجهل تتقاذف بنى المذاهب والفرق وتحركنا حبائل الشيطان وفتنه ودسائسه ، ونظراً للدور الكبير الذي يقوم به المنبر الحسيني والذي لا يقدر بثمن في توعية الناس ونشر الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بطريق أهل البيت عليهم السلام ، فأن فكَّر أحد الموالين في تغليف المنبر الحسيني بالذهب من أمواله الخاصة تقديراً للوظيفة المقدسة التي يقوم بها المنبر الحسيني فما المشكلة في ذلك ، جائز هذه الفكرة لا تناسبني من ناحية الأولويات ولا تناسبك ولكن في تفكيره مناسبة بل هي الأفضل من ناحية الأولويات ، لأن هذا المنبر وطريقه في طرح مشاكل الناس وخصوصاً الفقراء منهم يعتبر من أفضل الوسائل في مكافحة الفساد بشكل عام والفقر بشكل خاص والقضاء عليه ، فهذه أمواله والناس مسلطون على أموالهم ومن الصعب ان تجد فكرة تجتمع عليها الناس لأن رضا الناس غاية لا تدرك ، رضا الناس كانت أحدى طلبات نبي الله موسى عليه السلام من الله سبحانه وتعالى في المناجاة ، قال يا رب هب لي رضا الناس قال الله سبحانه وتعالى يا موسى هذه صفة متخذتها لنفسي فكيف أهبها اليك .

بالإضافة للأدلة أعلاه توجد قضايا مهمة تتعلق بمسألة المنبر الحسيني المذهب هي :

القضية الشرعية : وهذه القضية يجب ان تطرح على المراجع العظام علماً أن أراهم الفقهية حول مسائل متشابهة معها جميعهم يعطي الجواز او الإباحة وهذا رأي فقهي بسهولة يمكن الإطلاع عليه من خلال مراسلتهم أو مراجعة مسائلهم الفقهية ، ولا يمكن لأحد ان يتصدى للإفتاء إلا المراجع وهذه من أولويات المذهب الذي يعرفها الجاهل والعالم ، فمن تصدى لقضية المنبرالحسيني المذهب لم يكن من هذا المقام ؟؟؟.

القضية القانونية : إذا كان هناك إشكال قانوني في وضع المنبر المذهب في حسينية قصر الزهراء عليها السلام فعلى المؤسسات القانونية أن تتولى الأمر ، بعد أن يتوجه ممن يتضرر من وضع المنبر الحسيني المذهب في الحسينية ليقدم شكوى للمؤسسات القانونية ؟؟؟؟ والقضية تأخذ مجراها القانوني .

ومن خلال طرح النقاط اعلاه نلاحظ أن عملية الهجوم على المنبر الحسيني المذهب وإغلاق حسينية قصر الزهراء عليها السلام الى شهر رمضان مع منع السيد الطلقاني من التبليغ لمدة سنة واحدة ، عملية غير عادلة ولها عواقب وخيمة على وحدة الصف الشيعي وكذلك العملية السياسية بشكل عام لأنها ضربت بالصميم هيبة المؤسسة القانونية و المرجعية الدينية والبيت الشيعي بشكل عام .

أحدث المقالات