23 ديسمبر، 2024 5:39 م

طحين للبيع …. خبز يابس للبيع  … كنتور عتيك للبيع ….

طحين للبيع …. خبز يابس للبيع  … كنتور عتيك للبيع ….

( الجمعة) عطلة الاسبوع وعند الساعة السادسة  والنصف صباحا نهضت على صوت ينادي ( طحين للبيع 00 خبز يابس للبيع 00 ماطور ماي عتيك للبيع 00 مولدة عتيك للبيع 00غسالة عتيك للبيع 00 كنتور عتيك للبيع 00 الخ)) وراح يعدد بانواع العتيد للبيع ولم يبقى شيئا  لم يذكره , وللامانه  ويشهد علي ربي  انه لم ينادي ( زوجة عتيك للبيع) فحمدت الله وشكرته  ان زوجاتنا لازلن شبابا رغم تقادم السنين وسقوط عدد كبير من اسنانهن !! ولاحاجة  لابدالهن بأخرى ( معلمة او مهندسة او موظفة) مثلا 00 وقد وصفهن النبي (ص)( بالقوارير) ومستقبل القارورة ( الانتيكه)00 ويوم يقف الانسان أمام خالقه والاهوال التي يمر بها كمثل وقوفي أمام زوجتي ( الانتيكه) أطال الله  في عمرها وقهرها عندما تريد فستانا جديدا او مجمدة  جديدة او قلادة ذهبية شاهدتها عند جارتها  وهي تندب حظها العاثر الذي لم يضعها  بمستوى صاحباتها00000
فنزلت مسرعا  طاردا هذه الافكار  التي تلازمني يوميا  وأثارها المنادي مجددا  لارى المنادي الذي حرمني  لذة نوم الصباح , فرأيته  حاسر الرأس يرتدي بنطال كابوي  قديم يشبه بنطال ( رونالد ريغان) في أحد أفلامة السينمائيه  ويتقدم أمام الحيوان الذي يجر عربته  ورثيت  لذلك الحيوان الذي يئن من المسير  ولو علمت  وشاهدت هذا المنظر اللاحيواني الناشطة بحقوق الحيوان  ( بريجيت باردو) راعية منظمة ( الدفاع عن الحيوان ) لاقامة الدعوى لنصرة هذا الحيوان العراقي 00 لذل نناشدها بفتح فرع لها في العراق للدفاع عن الحيوان المظلوم في العراق000
تذكرت هذا الموقف عندما كان دارنا في المدينة القديمة  وفي تلك الازقة حيث كان نشاطهم الصباحي عند الساعة السابعة صباحا يبدء ندائهم الرخيم , كانها سمفونيه  عالقة في ذاكرتي لو سمعها ( بتهوفن ) او ( باخ) او ( منير بشير) لاعتزلوا الموسيقى  من غير رجعة لعذوبتها !!
( بطالة للبيع 00 تراب حنطة للبيع 00 طين خاوة للبيع 00 فوال 00 خياط فرفوري00 الخ ) وفرحت كثيرا اننا في تطور كبير وملموس وخاصه الخدمات التي يقدمها الباعة المتجولين مقارنه بالماضي ونحن في بلد وصفوة  بانه عبارة عن سفينه عائمة في بحر من البترول .. فبدلا من المناداة بحاجياتخم  راحو ينادون بمكبرات الصوت  المتنقلة والصغيرة  منها اليابانية او الكورية او الصينية الصنع وهذا تطور حاصل 0000 ولم نحتاج الى خياط فرفوري  فأن أبريق الشاي في دار من الستيل الفرنسي  وهذا تطور حاصل 0000 ولم نحتاح الى الفوال  ونحن نتنتع بقراءة ابراج الحظ يوميا على صفحات الصحف والمجلات الفنية والثقافية وحتى السياسية  ومجانا وهذا تطور حاصل 0000 ولم نحتاح الى تراب حنطة  الذي بديله الزاهي والتايد لتنظيف الاواني والمطابخ  اضافة الى خدمات الفضائيات في اعلانات الشامبو وانواع الصوابين  المعطرة والمصنوعة من خلاصة الزيتون والليمون  وجميع الفواكه وحتى العسل وهذا تطور حاصل 0000
وفي أحدى الايام ألزمتني عمتي اليالغة من العمر التسعين  بشراء ( طين خاوه) ورحت ابحث عنه في كل مكان  ودخلت على مواقع الانترنيت وآخره موقع (ناسا) الفضائيه الامريكيه  فطلبوا مني بيان موقعه وعلى اي كوكب  من الكواكب  لكي يتم احضاره وهذا تطور حاصل 0000 الا ان  رئيس دائرتي رعاه الله  انقذني من هذه الورطة حيث احضر لي نوع من انواع الشامبو  عليه صورة المطربة ( نانسي بنت الحاج عجرم ) حيث قدمته الى عمتي باعتباره (طين خاوه) مستحضر من نوع جديد … الا أنها انهالت علي بالسب والشتم وهذا تطور حاصل 0000والحمد لله
وعلى هذه السلسله من الطموحات والاحلام وبعد دخول ( العم سام ) الى العراق حلمت بالتطور وان فطوري اليوم ( بيتزا بعسل التفاح) وولدي يعد حقيبة سفره لحضور مؤتمر علمي في احدى الجامعات الفرنسية ,, وابنتي ستحضر مباراة للتنس في احدى الجزر اليابانية 0 وزوجتي ( العنتيكه) على موعد لحضور مزاد بيع عقد ماس نادر في لندن 0000 عندها  افقت من هذا الحلم على صوت زوجتي وهي تصرخ ( احترق الشاي)00
فتحيه لبلدي الذي يحمل حضارة ستة الاف سنة .
[email protected]