موسى بن جعفر الكاظم(7 صفر 128هـ-25 رجب 183هـ) أحد أعلام المسلمين، والإمام السابع عند الشيعة الإثنا عشرية، والده هو الإمام جعفر بن محمد الصادق أحد فقهاء الإسلام، قضى جزءاً من حياته في السجن، وعاصر فترة حساسة من تاريخ المسلمين، كنيته أبو إبراهيم وأبو الحسن، ومن ألقابه: الكاظم والعبد الصالح وباب الحوائج وسيد بغداد وطبيبها، حيث يتطبب الناس بزيارة مرقده، الواقع في جانب الكرخ من العاصمة بغداد.
عندما تسمع عن أحداث وروايات، فأنت تكون بين التصديق والتكذيب بنسبة 50% تقريباً، بحيث أنك لا تستطيع تصديقها بنسبة 100% ولا رفضها بنفس النسبة، ولكن تعتمد نسبة تصديقك في صعودها ونزولها، على مدى ثقتك بالراوي، فكيف إذا كنت أنت حاضر الحدث بل وصاحبه؟!
أروي حادثتين حصلتا معي، كشهادةٍ للتاريخ أولاً، وثانياً: كمعلومة للباحثين ولا سيما في الدراسات الباراسيكلوجية، وثالثاً: هي دعوة لهؤلاء الباحثين المختصين، أن يحظروا لهذا المكان، وليروا وليدرسوا الطاقات الهائلة فيهِ، التي تسبب علاج الكثير من الأمراض المستعصية…
* الحادثة الأولى
في عام 2009 تورم مفصل(ركبة) قدمي اليمنى، فتسببت بألم شديد، وعدم قدرتي على المشي إلا بصعوبة، فراجعتُ عدداً من الأطباء، فصرفوا لي العلاج، وكان على نوعين (أدوية وتمارين رياضية مع تدليك)، هدأ الألم ولكني بقيت لا استطيع المشي إلا بصعوبة بالغة، حتى أخبرني الأطباء إنني لن أستطيع المشي على قدمي اليمنى أكثر من 100متر!
فذهبتُ إلى زيارة المرقد الشريف، بعد أن أعلن الأطباء نهاية علاجهم لي، ولم أفعل شيئاً سوى الصلاة والدعاء، ثم خرجت من المرقد الشريف، وبدأت قدمي تتحسن تدريجياً حتى زال الأم نهائياً وإختفى الورم، وللتحدي قمتُ للذهاب إلى(كربلاء) سيراً على الأقدام، مشاركاً في زيارة الأربعين، فقطعت مسافة 200كم وأكثر، ولم تؤلمني قدمي ولم تتعب أبدا…
* الحادثة الثانية
في عام 2011 أُصبتُ بمرض إلتهاب القصبات الحاد، وأصبح من الصعب عليَّ القيام بعملية التنفس، وبطبيعة الحال ذهبت إلى المستشفى وبعد فحصي من قبل الطبيب المختص أمر بأخذ أشعة لصدري وإجراء تحاليل دم، وبعد رؤيته للأشعة، قال الطبيب: هل تدخن؟ قلت: لا، قال نصاً:(إبني صدرك محتركَـ! إنت لو بيك (ربو) أحسن، راح أصرفلك علاج لمد إسبوع وترجع نفحصك من جديد، وهذا العلاج روح إشتريه من برة، ولازم يكون إسباني أصلي، وإياك أن تشرب الماء البارد، أو أيَّ شئٍ بارد، وإن شُفيت وتعافيت) وكان العلاج يتضمن نوعاً من الحقن(الأبر) القوية…
إستخدمت العلاج لمدة إسبوع، ثم إصطحبت أخي ليذهب معي فقد سائت حالتي، وبعد إجراء الفحوصات الطبية، قال الطبيب: لا يوجد تحسن، عاود العلاج مرةً أُخرى، وتعال بعد أسبوع، فخرجت من المستشفى وأعطيتُ لأخي الكيس، الذي فيه الفحوصات والدواء، وقلت لهُ: إني ذاهبٌ إلى طبيب بغداد…
ذهبتُ إلى زيارة المرقد الشريف، وبعد الصلاة والدعاء، تمكنت من قراءة بعض آيات القرآن، ثم إنبطحتُ على ظهري، ومددت رجليَّ نحو القبلة، ووضعت القرآن وهو مفتوح، على صدري، فأحسست بشئٍ من الراحةِ، ثم بدأتُ أتصببُ عرقاً وأحسستُ بجوعٍ شديد فخرجت من المرقد، وذهبت إلى أحد المطاعم، فأكلت بنهمٍ شديد، ثُمَّ عدتُ أدراجي إلى البيت، فأغتسلتُ ونمتُ نوماً عميقاً، فقد حرمتُ منهُ لآكثر من 10 أيام، فصحوت في
صباح اليوم الآخر، وليس في صدري شئٌ يُذكر، فذهبتُ إلى عملي وأنا بصحةٍ كاملة، ولكي أطمئن على شفائي التام، فقد عصيت أمر الطبيب حين قال: إياك وشرب الماء البارد، فقد كان الجو حاراً، فشربتهُ وأنا مطمئن، والحمد لله أولاً وأخيراً…
بقي شئ…
قالوا: مَنْ لمْ يشكُر المخلوق لَمْ يشكر الخالق؛ هذه الأيام تمر علينا ذكرى إستشهاد الأمام موسى بن جعفر، فأردت بمقالي هذا، أن أُعبر عن مدى شكري وإمتناني لهذا الولي والإنسان العظيم، وأن أوجه دعوى صادقة، لدراسة مثل هذه الأمكان، لعلنا نصل إلى ما يفيد المجتمع البشري جميعاً…