هي الملكة وحلاوة اللسان وبساطة التعبير وعمق المعاني والأشارات ، وستراتيجية الأستقراء وسبق النظر التي حباه بها الله والتي مكنته من أن يكون وبدون منازع راية أو بيرقا للعوام ، أو كما يسمونهم اشقائنا في مصر حزب القنفة ( الكنبة ) .. ونخص بالذكر عوام بغداد المدينة المظلومة وأهلها الذين (مردت) صدورهم صخرة عبعوب واستباحة دماؤهم أجهزة البولوني لكشف المنظفات وأفقرتهم صفقات أسلحة سعدون الدليمي وعلي الدباغ وجوعتهم بطاقة عبد الفلاح السوداني التموينية وأهانهم شارع مطار صابر العيساوي وسلبت كبرياؤهم فنادق قمة هوشيار زيباري .
قد لا تعلم أيها العلوي أن تصريحاتك التي تدلي بها وكأن أسلاك تربط بين صدور المعدمين من أبناء الميزانيات الأنفجارية العراقية وبين ضميرك ، لكي تنطق وبتطابق عجيب كل ما يفكروا فيه أو يتضرعوا حصوله من الباري العزيز .. ولست أبالغ أنك وفي كل مرّة تظهر علينا من تلك الشاشة العراقية الأصيلة أجد نفسي وقد عوضني تحليلك الدقيق وتشخيصك النزيه عن حبـّاية الضغط اليومية التي وصفها لي جراح القلب .
قد يخسر كثيرا ، من لم يتعظ من خبرتك وفراستك في قراءة الخريطة السياسية الراهنة ، كما حصل مع الخاسر الأكبر اياد علاوي عندما غبن حقك وقدرك وفق سفرك الثقافي والنضالي المشهود ، بعد أن كان مدفوعا بشيطانين مارقين حاقدين أنهوا تاريخه وحاضره بل وحتى مستقبله السياسي وهما محمد خورشيد وراسم العوادي .
رسالة اليك أبا أكثم .. أهل بغداد ما زالوا يجدوك وكأنك دنكة من دنك شارع الرشيد تنحني بالصف بتوازي معها وتحمل واقفا ومنحنيا على كتفيك شناشيل أحد عمارات راس القرية المطلة على مكان معلوم من ذاك الشارع الذي سجل الكثير من تاريخ العراق المعاصر .