الاول من رمضان اكتمل وانا راجع الى البيت ومعي مما رزقنا الله لنتسحر به واذا بالشارع مقطوع ويقول لي الشرطي هنا المرور ممنوع والامان مرفوع عليك من الجهة الثانية تنطلق للشروع عندها اصبحت على يقين بان رمضان الكريم المسكين سيصبح حزين ,
كنت على علم بوضع غير معتاد قوات كثيرين منتشرين في منطقة من أرض الحدث وعند دخول داري واخبرت ام (ام امير) ما يجول في بالي وان الوضع ليس كما يرام انها الحرب وليس السلام ذهبت الى سلاحي لأكون متأهبا لو وصلت الحرب الى داري ووضعت يدي على الزناد وانادي ( اللهم احفظ العراق والعراقيين ).
وماهي الا ثلاث ساعات واذا بها يختلط حابلها بنابلها من شتى صنوف الاسلحة من مذنب وقاذفة وطائرات ودخان الانفجارات يهيمن على الافق واصبحت السماء حمراء في منطقة واحدة و وكأننا في يوم الحساب ولم نكن نميز بين طبول السحور وطبول الحرب من شدة المواجهة التي كانت بين الجيش العراقي وانصار المرجع الحسني الصرخي انها الفتنة لعنة الله على من أيقظها ولعنة الله على من ايقظ طبول الدم .اشتعلت الارض والسماء في مكان من ارض كربلاء وخلال دقائق تتصاعد اعمدة الدخان ويمنع التجوال بعد ان رفع في رمضان ويذهب الامان وليقتل الانسان اخاه الانسان .
واذا مع الاحتدام المسحراتي يجوب الشوارع ,أي ايقاظ تيقظنا يامسحراتي فالكل قد دق عنده طبول الحرب و جرس الانذار عند الكبار والصغار .تكلمت معه ليقول لي تبا لهم لقد افسدوا عملي اليوم وفقدت فيه لذت الانجاز في ايقاظ النائمين لاستثاب بهم فالكل متأهبين لا للطعام بل لحماية انفسهم من الحرب والنار .
واذا بصوت الرصاص بالهواء مر فوقنا ضرب سيارة جارنا , انزل رأسك يا مسحراتي ….
فقال ليضربوني او يقتلوني لكن صوت طبلي سيعلو فوق طبولهم ولا ابه بما يجري. واتحداهم بصوت عالي طبلي اعلى من طبولهم انه طبل الله لا شيطانهم .
من يقاتل من يا مسحراتي !!!
في خندقان متقابلان انهم شيعتنا قاتلهم و مقتولهم منا في كربلائنا قلعة التضحية والاباء مدينة ابا الشهداء ونحن من بيده السلطة وزمام الامور في غفلة من العصور .
وما بك يا مسحراتي !!!
ضاع صوتي وطبلي مع صوت السحور في ظل صوت الهاون والقاذفة .ولكن رمضان أوجب وأفضل وحرم القتال فيه انه من اشهر الحرام ولماذا حرم القتال فيه لكي يكون فقط لله وحده لا شريك له اذن سيعلو طبلي على طبولهم .
ولكن العقول المتحجرة جعلت لرمضان شريك انه دماء الضحايا من كل فريق انها ارادة الشيطان لا ارادة الله لقد تغلغل شيطانهم في نفوسهم واحشائهم لقد عكروا ليلتنا المباركة وضاع وقارها وهدوئها . وسننتظر لنعيدها بعد عاما من الان .
ومع بزوغ شمس الصباح وانتهى الديك من الصياح وليلة الشيطان كانت قد انقضت وبقي منها صوت اطلاقات متفرقة مرة تتجدد بصوت عالي ومرة تنخفض ومع صلاة الظهر انتهت الغمة
كربلاء لك منا الف سلام انت في حدقات العيون انت احلامنا والشجون دموعنا وبكائنا وعشقنا كربلاء والله لا نستكين ندافع عنك كالمجانين ولن نسمح بأصوات النشاز ان تعكر صفوك وصفاؤك .
اللهم اني استودعك العراق وكربلاء وان تحفظ اهل العراق من كل سوء وتبعد عنه الدواعش من كل الطوائف نحيا ونموت كربلاء بردا وسلاما كربلاء .
الى من يهمه الامر كربلاء خط احمر يختلف باللون وبالشكل والطعم والرائحة عن باقي الخطوط الحمراء التي نسمع بها…أنتهى .