أمّا ” الأغاتي ” هذه المفردة الشعبية والجماهيرية التي لا اتذكّر اذا ما استخدمتها ذات مرّة واين , واعتزّ بها كثيرا , لكنّي هنا اعرضها واقدّمها بدفْءٍ للآنسات والسيدات والسادة < وليس اولئك السادة – القادة > من القرّاء والقارئات ” لكنما ليس من قارئات الفنجان ” .! , كما أنّ ” الأغاتي ” هنا قد تغدو تمهيداً سيكولوجياً وعاطفياً لإستقبال ال : – < الله بالخير > .
وَ هذه ال ” الله بالخير ” هي عنوانٌ لكتابٍ صدر حديثاً وقد اهداني إيّاه مؤلفه الكاتب الصحفي والأديب الغاطس في التراثيات السيد عادل العرداوي بالرغم من أنّ علاقتنا لا تتجاوز تبادل التحايا , وكان ذلك اثناء حضورنا الخميس الماضي في بيت الحكمة \ اليونسكو .. وفي الصدد هذا فأكاد اجزم أن لم يستثر ولم يجتذب رؤاي ” بجاذبيةٍ شديدةٍ ” أيّ عنوانٍ لكتاب بقدر ما شدّني نحوه عنوان هذا الكتاب .
” الله بالخير ” هي اختزالٌ مكثّف لكلّ التراث العراقي الماضي والحاضر والمستقبل , وهي سوسيولوجيا معبّرة عن التقاليد الخلاّقة لكلّ العراقيين في استقبالهم ولقاءاتهم للقريب والغريب , كما تستعملها كلّ القوميات العراقية مترجمةً عبر لغاتهم , حيث يسموها الأخوة الكرد ” بخير بي ” لذات المعنى العربي .
ولعلّ البعض ليسوا على درايةٍ بأنّ اصطلاح ” الله بالخير ” مستخدم عند العراقيين من دون سائر الأقطار العربية , لكنّ كثافة أسفار العراقيين السندبادية الى الدول العربية والأفرنجية قد جعلت المجتمعات العربية متفهمة وبأدراكٍ لمعنى ومغزى هذا التعبير العراقي المتأصل والمتجذر في الطباع والثقافة العراقية .
الكتاب هذا وبكلا جزئيه غزيرٌ بالأحداث والحوادث والحكايات اللواتي شهدها الشارع والمجتمع العراقي على صعدٍ اجتماعية ” بعيدةً عن الدين والأسلام السياسي وساسة السياسة ” , وقد امسى هذا النوع من الكتب اكثر جاذبية من الكتب الأخرى السائدة في المكتبات والمستلقية على الرفوف , ففي المجتمع العراقي قد اضحى الحنين الى الماضي اكثر من تطلّعٍ الى مستقبلٍ مبهم يؤشر الى ديمومة الوضع الحالي – المزري في المدى القريب على الأقل ولربما الأكثر .!