22 ديسمبر، 2024 8:26 م

ان رياح الحروب تبدأ عندما تفقد الإمبراطوريات مخزونها من الأموال والسلطة . ولكي تبين للعالم انها قوة عظيمة ولا زالت تمتلك السيطرة تلجا الى خلق مشاكل تؤدي بنهاية المطاف الى الحرب. وهنا تكمن لعبة الحروب لدى سماسرتها ومن ضمنها أمريكا.
لا يخفى على احد ان أمريكا وقوتها تمكن في مجالين هما الطاقة والسلاح فان سيطرت قوة الطاقة على السوق فان أمريكا تفقد التوازن وتلجا للضغط العسكري والأمني وخلق الفتن وتأجيج الصراعات من اجل كسب أصحاب تلك الدول التي تمتلك الطاقة الى صفها. في اخر عشر سنوات أمريكا حاولت خلق الفتن في الشرق الأوسط ونجحت بذلك وكسبت الى صفها كل من الامارات والسعودية ومصر والبحرين الى صفها من اجل تزويدها بالمال والنفط مقابل حماية أمريكا لها من خطر صنعته لهم وهي الخوف من المد الشيعي الإيراني .
وعلى هذا الأساس كسبت النقطة الأهم المال والطاقة وبما ان أمريكا وساستها تتحكم بهم قوى تصنيع الأسلحة فلابد من تصريف هذا السلاح بشكل قانوني تستطيع السلطة تسويقه الى الجيش الأمريكي وحلفائها، لا بد ان تدخل في حرب يمكنها من شراء تلك الأسلحة وبيعها بطرق قانونية التوائية تضحك بها على شعوبها . فحاولت الدخول على خط ازمة داعش مع العراق وسوريا لكن دون تدخل كبير يمكنها من شراء ترسانة ضخمة من الأسلحة ففشلت بذلك . هنا لابد للسياسة الامريكية من بديل فأزمة داعش لم تعد لهم بالمردود المالي والسياسي المتوقع .
وهنا كانت خطة السياسة بجلب ترامب الى الحكم والتحكم به عن طريق إسرائيل وشركات الاسحلة وادخلته طريق الضغط المباشر على ايران باعتبارها التهديد الأكبر لمصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة فبدأت بخطوات عاجلة مماثلة لحرب العراق لكن بوتيرة سريعة على اعتبار ان المكتسبات على المحك والحاجة ملحة الى بيع الترسانة الجديدة وتجربتها في الحروب . ان العملية الحاصلة بمحاصرة ايران اقتصاديا واتهامها بانشاء صواريخ نووية وانها تهدد الإسرائيليين نراها شبيه بتلك الاتهامات التي وجهت للعراق ابان حكم صدام حسين . وانها تتبع نفس التكتيك التي اتبعته مع العراق لكن بصورة سريعة ربما لان العراق كان يمتلك قوى عربية كثر تقف الى صفه في تلك اللحظة التي من شانها إطالة مدة الحصار ثم الحرب .

اليوم بعد ان كسبت أمريكا وسيطرت بالكامل على دول منطقة الخليج والعراق وأفغانستان صار بمقدورها ان تشن حربا على ايران من عدة محاور وبهذا تكسب شيئين تجربة ترسانتها الجديدة من الأسلحة على ايران باعتبارها منطقة كبيرة وجيدة والثاني كسب تجار الأسلحة الى السياسة الامريكية ودعهما للحكم في أمريكا وجعلها قوة عظمى تستطيع من خلال ذلك تحقيق مصالحها الخاصة باي منطقة .
ان الهدف الاسمى من شن حرب على ايران ليست القوة والنفوذ وحسب وانما القرب والسيطرة على أسواق الصين لان الصين باتت السوق الأكبر في العالم حتى في صناعة الأسلحة والتي تزخر بيها أسواق أمريكا نفسها .
بصريح العبارة ان الحرب وشيكة على ايران وقريبة جدا اكثر مما يتصوره البعض وان أمريكا ستتكبد خسائر فادحة وربما ان وقف روسيا وتركيا والصين مع ايران ان تكون هناك حرب عالمية جديدة وهذا ما لا استبعد ابدا نتيجة الصراع التكنلوجي والسيطرة ومناطق النفوذ في العالم وان خريطة جديدة للعالم سترسم ما ان دخلت أمريكا بهذه الحرب .