إنتهت حربُ غزّة بتدمير غزة،هذا هو الواقع الكارثي الذي تعيشه غزة وبلداتها،وحينما نقول كارثياً،فهوكارثي بكلّ ماتعنيه الكلمة، من معنىً يفوق الوصف الإنساني،مئات الآلآف من النازحين بلا مأوى، وأكثر من ثلاثين ألف شهيد،وخراب ودمار لمدن عامرة وبهية،سوّيت بالأرض،هي وأهلها،بسبب حماقة 7أكتوبر،قامت بها حماس وأخواتها ،في خطوة مجنونة غير محسوبة النتائج ،كانت سبباً لنشوء حرب طاحنة غير متكافئة، أججها آخرون من خارج فلسطين،وبررها مفلسون، وإستغلها إقليميون لأهداف سياسية ،وأجندة لمشروع قومي طائفي عالمي، تقوده إيران وأذرعها في المنطقة، وهذا لم يعد خافياً بل هي من يعلنه،وإنما تجسّد في أكثر من عاصمة عربية، أولها بغداد الرشيد والمجد،وفي هذا السعار الصهيوني في غزة، الذي إستغل عملية (7)أكتوبر،فرصة للقضاء على مشروع المقاومة الفلسطينية الحقيقية،التي يمثلها شعب فلسطين العظيم،ومنظمة التحرير الفلسطينية،وليس فصائل إسلاموية رعناء،تقاد من خارج فلسطين،تمويلاً وتسليحاً لأجندة هذه الدول ومشروعها التدميري،اليوم تتجه أنظار العالم كله الى لبنان،دولة الحب والجمال والسلام وفينسيا العرب،خوفاً من إنتقال حرب غزة الى لبنان،فكل المؤشرات تؤكد إنتقال هذه الحرب، وسط تحشيدات عسكرية إسرائيلية وأمريكية وأوروبية ،وتصاعد التصريحات النارية الإسرائيلية،بجعل مصير بيروت كمصير غزة،ومن مؤشرات إنتقال الحرب، سحب أوروبا سفراءها من لبنان، وتحريك البوارج وحاملات الطائرات الأوربية والأمريكية الى المنطقة، للمشاركة في الحرب،ووصول الحشود العسكرية الأمريكية الى شواطيء غزة، بحجة نقل الرعايا الأمريكان من لبنان ،وتزويد إسرائيل بأحدث القنابل التدميرية التي تزن(500 رطل)،وتحضيرات عسكرية وسياسية وإعلامية أخرى غير مسبوقة، يقابل هذه التحشيدات،تصريحات وتهديدات نارية أخرى ،لزعيم حزب الله حسن نصرالله،وفصائل ولائية عراقية ويمنية ووسورية،تهدد بمحو إسرائيل من الوجود، كما هدّدت إيران على لسان وزير خارجيتها، مشاركة إيران الفعلية في الحرب،اذا هاجمت إسرائيل حزب الله،وسط إستعدادات عسكرية وصاروخية هائلة لحزب الله، وتعبئة جنوبية كبيرة،لمواجهة الحرب ونتائجها، وفي الطرف الآخر،ترفض وتعارض أطراف لبنانية (مسيحية وسنية وحتى شيعية وغيرها)،مايقوم به حزب الله من تهديد وقصف صواريخ لإسرائيل،وترفض الحرب جملة وتفصيلاً، وتعتبر نفسها خارج لعبة الحرب، وليست طرفاً فيها، بل مفروضة عليها من حزب الله،دون إرادتها،إذن مشهد الحرب بين إسرائيل وحلفائها(أمريكا واوربا وحلفائها)،وبين حزب الله وإيران وأذرع ايران وفصائلها في المنطقة من جهة أخرى،والجميع يعلم أن روسيا مشغولة بحرب أوكرانيا،ولن تشارك وتدعم وتقف مع حزب الله وايران،إذما إشتعلت الحرب،إلاّ سياسياً وإعلامياً ،وربما في تزويدها السلاح والصواريخ من تحت الطاولة،حالها حال الصين، التي لن يسمح قانونها،بخروج جيشها خارج حدودها، الدول العربية والخليجية،ستكون متفرجة على الحرب، وتنتظر نتائجها الوخيمة ،التي ستكون طاحنة وكارثية على ساحاتها، في العراق وسوريا واليمن ولبنان،نعم تعيش المنطقة نذر حرب عالمية كارثية ثالثة،وربما تكون أسوء الحروب، لشراسة ووحشية التكنولوجية العسكرية المتطورة لكلا الطرفين،ولاسيما الأمريكية، من طائرات خارقة الصوت،الى صواريخ ذكية الى حاملات طائرات، الى بوارج حربت فائقة التطّور تحت الماء،وليس ببعيد أن تنتقل الحرب الى داخل إيران، كما صرح مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، بإستهداف المفاعلات النووية العسكرية الايرانية،كهدف إستراتيجي لهما من هذه الحرب كلها وليس حزب الله،خاصة بعد تصريحات وكالة الطاقة الذرية الدولية، التي تشكو من عدم تعاون طهران معها ،في السماح لها بزيارة مفاعلاتها النووية المحظورة،والتي وصلت الى مديات مخيفة في الإنجازالسريع ،في تركيب أجهزة الطرد المركزي في مفاعل فوردو، وبناء مفاعلات جديدة ،دون علم وإشراف وكالة الطاقة الدولية،حيث وصفتها(ب خطوة غير مسبوقة)، مما يقلق الوكالة والعالم،إذن ستكون حرب عالمية مفتوحة بلا أجل، ولا موعد إنتهاء، سيعم الدمار والخراب بكل مكان من ساحاتها، التي ستشهد نزوح غير مسبوق لأهلها،وقتل لأطفالها ونسائها ورجالها،لا لشيء سوى ، إشباع غريزة شريرة في نفوس،من يسعون لإشعالها، وتنفيذ أجنداتهم ومشاريعهم الدينية والسياسية، للهيمنة والسيطرة على مصائر شعوب المنطقة، وإدخالهم في نفق التخلف والجهل، فيما العالم المتحضّر يسعى بقوة نحو التطور والتكنولوجية ورفاهية العالم،فهذه الحرب إن حصلت( لاسامح الله)، لن تكون نزهة في ضوء القمر، وستكون بين طرفين تحدوهما، شهوة الدم ،ونزعة التوسع ،وقتل الشعوب،حرب ترفضها شعوب المنطقة كلها، لأنها تريد أن تعيش بأمن وسلام وتعايش حتى مع اليهود ،وترفض جرّ المنطقة الى حرب لاتبقي ولاتذر، حطبها الأبرياء من شعوب المنطقة، لايوجد فيها الرابح سوى المتعطشين للدم ،والسؤال الآن، وأزاء كل المعطيات التي ذكرناها، هل ستقع حرب عالمية ثالثة / تنطلق من لبنان، وتكون ساحتها الرئيسية العراق وسوريا واليمن،الجواب يحدّده الزمن القليل المتبقي ،من إنتهاء عمليات تدمير رفح وأخواتها، بأيام، والإنتقال الى إجتياح جنوب لبنان،معقل حزب الله ،والتي حشدت إسرائيل له الى الآن(150 الف جندي)، عدا الطائرات المسيرة والصواريخ، وحاملات الطائرات الأمريكية وصواريخ توما هوك وكروز وغيرها،ناهيك عن مشاركة التحالف الامريكي، ودول أوروبا وغيرها من دول الاتحاد الاوروبي، حقيقة ستكون حرب غير متكافئة، إذا أن الفصائل المسلحة الموالية لإيران، ستكون مشاركتها محدودة وهامشية غير مؤثرة،لاصواريخ ولاطائرات إف 35 ولا غيرها،ومثلها إيران بطائرات مسيرة لاقيمة ولا تأثير لها في الحرب،بمعنى لاتوجد حرب جيوش متقابلة ،وإنما حرب صواريخ وطائرات مدمرة وتكنولوجية عسكرية هائلة، لهذا قالت إسرائيل سيكون مصير بيروت كمصيرغزة،طبول الحرب تدق في لبنان لتسمعها طهران ….!!!!