22 ديسمبر، 2024 5:10 م

(كل طبخة سياسية في المنطقة امريكا تعدها, وروسيا توقد تحتها)
محمد الماغوط
الطبق السياسي اليوم هو الادسم, ونسبة الكولوسترول فيه عالية جدا قد ترفع ضغط الدم الى ما فوق الثمانية عشر درجة وتحدث السكتة الدماغية ويموت العالم الثالث وتنتصر امريكا على امراضها وتحيا روسيا بقوتها.
الساعات السابقة, شاهدت الضجة الاعلامية حول موقف التحقيق الجاري فيما اذا كان للروس مساعي لانجاح الرئيس الامريكي دونالد ترامب, ترامب الذي حاول وبقوة اقالة جيمس كومي رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية (الاف بي اي), فأصعقت الادارة الامريكية بنبأ اقالة البروفيسور كومي الذي اظهر مستندات تدين ترامب بالتواصل مع الروس بشأن وصوله الى عرش البيت الابيض.
ترامب, وبدهائه التجاري وبعقلية سوقية نقل التهمة التي التصقت بثيابه “الثمينة” الى ثياب شاب متأنق ومتعطر يبدو جاهزاً لحمل التهمة عن ابيه. دونالد جون ترامب يعترف بعلاقته مع مسؤولين روس ومن بينهم المحامية الروسية ناتاليا فيزيلنيتسكايا المتنفذة في الكرملين.
دستورياً, وبشكل قانوني لا جناية على رجل الاعمال ترامب “الابن” فسينفذ ترامب الصغير من الاتهام الموجه اليه كونه لا يمتلك منصب في تشكيلة الادارة الامريكية “العائلية” وهو رجل اعمال له حرية التواصل مع الاخرين دون اي شبهات وخاصة اذا كان التواصل مع جميلات روسيا.
اناء الطبخة لا يزال على الطباخ, ويقول المثل العربي (طباخ السم يذوقه), فهل ستذوق العائلة الترامبية سم ما صنعت؟
قطعاً, المثل العربي قائم على ثوابت وبراهين, وان لم يصاب دونالد ترامب بسوء فسوف يفقد جزء كبير من ثقة الشعب الامريكي ” المغيب ديمقراطياً!” وسيذوق السم بطريقة او بأخرى, لكن سيكون علاجه على حساب شعوب المنطقة العربية, فالسعوية تدفع, ودل الخليج تتبع, والعراق يخضع, ومصر تصمت, والمغرب العربي يوالي, وسوريا تهرب الى الاحضان الدافئة لتصبح بوتنية!