(يوفجيني بريغوزين) أو ما بات يعرف بطباخ بوتين ، فمن طباخ يخدم في أروقة مطعم بسيط في ضواحي موسكو الفقيرة الى متعهد لتقديم الوجبات في حفلات الكرملين ثم امبراطورية مالية خطيرة بحجم مليارات الدولارات باتت تحصد كل عقود وزارة الدفاع في قطاعات التغذية ومجالات الخدمات ليصبح رجل الكرملين المهم و المقرب من قيصر روسيا العجوز بوتين ..
(يوفجيني) هذا يملك عدة شركات أقل مايقال عنها أنها شركات لها بصمات واضحة في رسم سياسات العالم وأينما يحاول الدب الروسي مد نفوذه في أوربا او في أفريقيا او في الشرق الأوسط وحتى في أميركا ..
فهو متهم بشكل رسمي من قبل أميركا بالتدخل في الانتخابات التي أوصلت الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض عام 2016 عبر إثارة الانقسامات في الشارع الاميركي و اختلاق الأخبار الكاذبة لتحقيق الأهداف المنشودة وكان له دور في الحرب الروسية على أوكرانيا سنة 2014 ..
كذلك ورد اسمه أيضا في التدخل الروسي في سوريا بقيامه بإجراء مساومة مع اسد سوريا المنهك بتحرير مناطق واقعة تحت سيطرة داعش تضم آبار نفط ومنشآت وحمايتها مقابل حصوله على 25% من إنتاجها النفطي ..
كذلك ورد اسمه في أحداث السودان ، فلقد إستعان به الرئيس السوداني عمر حسن البشير في قمع المظاهرات التي اندلعت مؤخرا وأطاحت بنظامه حتى أصبح رجال سلطته يساقون كالخراف في شوارع الخرطوم ..
كان ل (يوفجيني) شركة تدعى “M-invest” ولها مكتب في الخرطوم ، ومدرجة تحت قطاع التعدين بوضع خطط لقمع هذه المظاهرات، وكانت الخطة تبدأ بإشاعة مزاعم أن المتظاهرين يهاجمون المساجد والمستشفيات، وتشكيل صورة أن المظاهرات “معادية للإسلام والعادات” والقيم عبر زرع أعلام “المثلية الجنسية” وسط المظاهرات ..
كما قدمت هذه الشركة استشارات للبشير تتمثل بإجراء حوار مع المعارضة والمتظاهرين في سبيل كسب قادة المعارضة وفصلهم عن المتظاهرين”، بالإضافة على تحسين صورة الحكومة وجعلها تظهر بمظهر جيد عبر “توزيع مجاني للخبز والطحين والحبوب والأغذية” وغيرها من الإستشارات التي لا يمكن فهمها إلا أنه دس السم في العسل ، لقد كان يوفجيني طباخاً ماهراً في طبخ أصناف الأكلات السامة والقاتلة ..
يمكننا أن نفهم بسهولة رغبة بوتين الجامحة في بسط نفوذ الدب الروسي فوق الشرق الأوسط بأي وسيلة كانت قذرة كانت أو دنيئة ويمكننا أيضا أن نفهم رغبة البقاء على سلطة الكراسي من قبل البشير وحاشيته حتى لو إقتضت الضرورة إبادة شعب بأكمله ..
ويمكننا أن نتصور الان كيف كانت تحاول ماكينة الفساد في قمع مظاهرات ساحة التحرير في العراق التي كان يقودها الزعيم العراقي مقتدى السيد محمد الصدر عبر تشويه سمعة المتظاهرين ومحاولة إلصاقها بالبعثية وهي لعمري تهمة جاهزة ماضية اسرع من البرق وغيرها من الوصفات و الاكلات سريعة الهضم ..
ويمكننا أن نتصور مقدار الحنكة التي كان يتمتع بها القائد في قيادة هذه المظاهرات والاعتصامات والاضرابات ليس فقط في ساحة التحرير بل في مجمل محافظات العراق والأسلوب الاخراجي الحضاري الذي كسر طوق المؤامرة بنصل ناصع يكاد يخطف الإبصار ..
كذلك يمكننا أن تصور مقدار الطاعة التي كانت تتمتع بها القاعدة الجماهيرية التي فوتت الفرصة على الكثير سيناريوهات المؤامرة ..
لقد كان الوقت كفيلا بكشف طابخين السم و خفايا الأمور وكشف شركات الظل العالمية المتآمرة على الشعوب وحريتها في السودان وغيرها وسيأتي اليوم الذي تكشف فيه الاسرار لنعرف طباخ السم في العراق .