هناك متغيرات مخيفة تمس وجود العرب والأمة الإسلامية ،، القيادة الإيرانية تدرك ذلك جيدا ، لقد تحولت (المعارضة الإيرانية ) الى معارضة مسلحة (لاأقصد جماعة خلق فقط ) والأحداث الأخيرة في مهاباد هي الدليل على ذلك وقد سمى السيد مدير شرطة مهاباد الذين قاموا بتلك الأفعال أسماهم (المسلحين )،كما أن السيد رفسنجاني أعلن علانية من أن هناك مؤامرة تحاك لتقسيم إيران ، إيران تعي أن إدخال داعش من قبل الغرب بمناطق في ايران أصبح مُدركا من قبل القيادة الإيرانية ، أمريكا والغرب
يسعيان لتقسيم جديد في المنطقة وأن هذا التقسيم لايتم إلا بخلق فوضى جديدة في إيران ، وبالمقابل أيضا وضع السعودية تحت صراع طويل الأمد ، ونعتقد هذه المرة أن النفط وقضاياه لايحمل أي تأثيرعلى ماسوف يجري للمنطقة وخصوصا من حيث الإنتاج أو الإسعار ،ضمن ذلك ماهو المطلوب من دول المنطقة إزاء مشاريع كهذه ،
نعتقد أن إيران قادرة على إمتصاص زخم هذا المخطط الدولي من خلال الإسراع بالقيام ببعض الإصلاحات المهمة وخصوصا في المناطق التي ربما تنطلق منها الشرارة والتي ستساعد فيما بعد على التهيئة لمثل هذا المشروع وخصوصا في الدرجة الأولى في المناطق ذات الأغلبية العربية (الأحواز ) ومنطقة مهاباد ، وهذه الإصلاحات يفترض أن تكون إصلاحات جذرية لمعالجة قضية وجود (القوميات ) سواء العربية أو غيرها ، مع إصلاحات أخرى تشمل الأقليات المتنوعة في إيران ،نعتقد أن مثل هذه الإجراءات ربما ستكون عائقا لتنفيذ ماأصطلح عليه السيد (رفسنجاني )بالمؤامرة لتقسيم إيران ،وخلال اليوم والأمس وضمن اللقاء الأمريكي والخليجي فقد سمى الرئيس أوباما سمى إيران بالدولة الراعية للإرهاب وهي تهمة كافية
لطرحها على مجلس الأمن لإتخاذ أي قرار من شأنه يجيز إستخدام القوة أو أي شكل من أشكال القرارات التي تسمح للحلف الأمريكي القادم بالتصرف بالسيادة الإيرانية وقطعا أن القيادة الإيرانية تدرك ذلك أيضا لأن تجربة مثل تلك القرارات التي أنتزعت من مجلس الأمن ضد العراق أبان حكم الرئيس صدام حسين لازالت طرية ،الشيء المهم في مواجهة هذه القضية إضافة لما ذكرنا أن الساسة الإيرانيون غير منقسمين إزاء قضية بلادهم كما هو الحال في العراق ، وهو مايغلق أي شرخ في جدار الوحدة السياسية للقوى الحاكمة ولكن وبنفس الوقت فأن هذه الوحدة غير كافية كون المشروع المزمع تنفيذه سيغري مكونات عديدة من الشعب الإيراني تحت مسمى الحرية وحق القوميات وتوزيع الثروات وغيرها من المفاهيم النظرية ،
لاشك أن الوجه الواضح للسياسة ضمن مايقال وماسوف يحدث هو ليس بالوجه الحقيقي لأن السياسة فن إجادة اللامرئي ،لذلك فأن مثل هذا المشروع لايمكن إدراك مدياته التفصيلية في الوقت الحاضر لكن بوادره الآن أصبحت حقيقة لأسباب عدة مر عليها الكثيرون من كتاب السياسة سواء بإقامة الدولة
الكردية الكبرى وكذلك إقامة الدول الصغرى ضمن التقسيم الطائفي والمذهبي ، إن الأولوية الأن تجعل من بعض القضايا التي كانت تشكل لأمريكا والغرب قضايا أساسية قد تراجعت الى الوراء أو على الأقل أصابها البرود ( النفط – الملف النووي الإيراني – الإرهاب .. )لذا فالتفكير الأن ينصب في كيفية قبول التفكيك وكيف خلق التأييد له ومحاولة تسويق المَلاك المسوق بدلا من الشيطان الأكبر كي تطالب الشعوب بالتقسيم قبل أن يجبر الحكام على قبوله ، وضمن ذلك التقسيم سنرى قيام (قرية فلسطينية) بدلا من الدولة الفلسطينية ، فإذا كانت إيران بحاجة للبعض من الإجراءات التي قد تفلح في صد الريح ومروها بسلام فالعراق بحاجة لعمل جبار وإرادة تصميم لتطويق إشكالياته المتنوعة والمتعددة كي هو الأخر يجتاز ماخطط له ويعود سالما ومعافى وتلك من أصعب المهام والتي يمكن تحقيقها في زمن معلوم ،