23 ديسمبر، 2024 4:16 م

طالب الشطري واختزال محنة الاقليات

طالب الشطري واختزال محنة الاقليات

 الشطري كاتب متمكن شغوف  له باع جميل في المقالة يتنقل في كتاباته بين هم الغربة وبكاء الوطن وما بينهما يتمدد بعذوبة  جنوبية  ساردا نظريات تتأرجح بين الاعتراض والقبول حسب قربها من معدة القارئ او تصالبها مع وعيه .
 (سقوط حايط ابو اذان ,,,الشيعة اعدل من استوز في العراق) عنوان  مقالته  التي سلط الضوء  على مفهوم  الجدار لدى شعوب العالم  ابتداء من سور الصين الى جدار برلين ليلخص لنا  ان ارفع جدار هدمة العراقيين هو حائط الخوف ثم يتدرج في الربط فيقول  ان الشيعة  اعقل من استوز في العراق حتى الان (وهنا خطأ تاريخي  اذ  ان اللذين يحكمون الان ليسواالاخوة  الشيعه بل هم الشيعي السياسي بدليل ان الاخوة  الشيعة لازالو مغبونين من ثمار  هذا العهد الجميل فبقوا  الافقر حالا سواء  من ناحية الخدمات اوالظروف او المستوى المعيشي  ) ثم يعدد الكاتب  بعض  الخواصر والمنصات  التي تحسنت في ظل الحكم الجديد  (رغم تحفظي على اكثرها لكني ساقف عند واحده  لااهميتها ) فيقول نصا
( الاقليات الدينية تحظي بحماية الدولة وقد زرت مندي الطائفة المندائية ووجدت قصص اضطهاد الصابئة او تهديد حياتهم لااساس لها من الصحة وان سبب هجرتهم يعود الى اسباب اقتصادية وليست دينية بعضها مرتبط بسنوات الحصار وتحول المسلمين للعمل بمهنة الصياغة)انتهي الخبر
لاادري كيف اختزل الاستاذ الشطري مفهوم الاقليات كلها ( مسيحين , مندائيين, يزيد , شيك ) في زيارة قام بها الى مندي واحد للمندائيين في حين ثمة اكثر من نصف مليون مسيحي ترك الوطن وهاجر اكثر من  سبعين الف مندائي العراق فيما تناثر ضعف هذا الرقم من الايزيدين على بقاع الدنيا ولاادري ما نسبة الشبك من هذا التبخر الانساني  المرعب لكن حتما ليست بالرقم المخفف فنرى  الكاتب يعزي  كل هذا الانشطار المؤلم الى سبب ( اقتصادي ومسالة التهديد لااساس لها من الصحة)  ثم حتى لواسلمنا بنظرية التدهور الاقتصادي الا يعنى ثمة خلل  يستحق الوقوف  عنده ودراسة هذه الهروب الجماعي  كي لايحدث خلل في تركيبة النسيج الاجتماعي    ام ان الامر طالما  اقتصادي فالى جهنم وبئس المصير ؟؟؟؟؟؟
لايا سيدي  الجليل لااظنك تعيش في كوكب اخر  وانت الشطراوي ولك في الغناء  والشجن طورا عذبا   فلا  تزيد من حسرة  الجالسين عند اعتاب السفارات ومنظمات الامم المتحده تاركين عراق احبوه كاطفالهم وتراب كان غطاءا لحدقات عيونهم  وهاجروا سرا  وقسرا بعد ان غيروا اسماءهم واخذوا من الشمس بطاقة اعتذار فاللذي يترك جذوره  حتما علته اكبر نقوده
  لك مطلق الحرية فيما تنظر فالوطن ساحة مباحة للبوح  فلاسماء  تلغي معانيك  ولا غبار  يشاكس على ما  تتفوه  سواء من  يحكم او من هو احسن واحد استوزر (مثلما تقول)  لكن ان تخلط  اوراق الاقليات  في بوتقة مثقوبة وتسخنها تحت  قانون  مشوش ووهمي   فيه  كثير من التجني والغبن خاصة من مثقف مثلك    فالمسالة  عميقة وكارثية وخطيرة و ما لايقبل الشك ان هناك اكثر من سبب واكبر من استنتاج واوسع من نظرية  واعمق من سؤال  واعرض من تحليل  تتداخل في هذا النزوح البشري المخيف  والنزيف الاثني  الغامض وعلاجه لايتم بالتمنى او سد الشمس بالغربال بل  بفتح العيون والمعابد والمجسات والنوايا  بجرأءه ووضوح  لحلة او ايجاد زوايا طيبة لمفاتيحة  واتمنى ان لا  تتم  قراءة جغرافيه الوطن  عبر تلسكوب الماني فجملة (الاقليات الدينية تحظي بحماية الدولة)  هي لافته استعراضية مضببة في زقاق طائفي قليلة الدفء اسفلها بركان من الاقاويل  و مشكوك في جذرها الوطني اما  الذين ارغموا على ترك الوطن وفي امعاءهم سر من  خوف وحسرة وبقوا يسكرون بموال شطراوي   فالمقولة يترجموها  الى صرخه  فيها من الدم والالم والوجع والقلق  والانين  والحسابات والجوازات والمنفى  ما  يجعلها لاتشبه  صيحة نيوتن  على تفاحتة  الساقطة وهو يقول  لنا (لقد وجدتها)
لك محبتي  ومن ديترويت سلام خاص
[email protected]
رابط المقالة :
 http://kitabat.com/ar/page/07/06/2013/13055/%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7