23 ديسمبر، 2024 2:09 م

طالباني وورقة الإصلاح الوهمية

طالباني وورقة الإصلاح الوهمية

العراق سفينة تتقاذفها أمواج الخلافات والصراعات السياسية والدموية والطائفية ،هكذا وصفه زعيم القائمة العراقية اياد علاوي قبل يومين فقط، فيما وصف المفكر حسن العلوي ورقة الإصلاح مخاطبا جلال طالباني رئيس الجمهورية (بأنها مضيعة للوقت،وهو وصف دقيق لحقيقة الوضع السياسي والأمني في العراق،في وقت يحج ساسة العملية السياسية الى محافظة السليمانية لتهنئة (الرئيس) بسلامة العودة من مشفاه الألماني بعد ثلاثة أشهر من تركه البلد يغوص في صراعاته وخلافاته وفشله الأمني والسياسي،وفود العملية السياسية قدموا للطالباني شرحا مفصلا عن ما يسمى بورقة الإصلاح ،التي هي بالأساس ورقة وهمية لا أساس لها على الورق ،وإنما هي أفكار تدور في مخيلة دولة القانون  ،هدفها كسب الوقت والتسويف فقط،وإبعاد قضية سحب الثقة والاستجواب  من رئيس الوزراء نوري المالكي ،وإبقاء الحكومة ووزاراتها الأمنية والسيادية وملفاتها العويصة المثقلة بالفساد والطائفية في قبضة حزب السلطة الحاكم ،هذه هي حقيقة ورقة الإصلاح المالكية،أما الوضع الأمني ومشكلة الفساد وسوء الخدمات وتهميش وإقصاء فئات الشعب والكتل السياسية المشاركة في السلطة ،فلا شان لها بهم حكومة المالكي أبدا، الاعتقالات والاغتيالات والتفجيرات وقطع الطرق والأحياء وصنع الأزمات والصراعات وغض النظر ودعم الميليشيات الخارجة عن القانون والملطخة أيديها بدماء العراقيين ومئات الألوف من المعتقلين العراقيين الأبرياء تغص بهم سجون الحكومة السرية والعلنية ،هي ابرز انجازات الحكومة، فأين هي بنود ورقة الإصلاح المزعومة من هذا كله، وهي يوميا تصدع رؤوسنا بالمصالحة الوطنية وإلغاء اجتثاث البعث والعفو العام ،نسمع جعجعة بلا طحين ،إذن دعوة جلال طالباني للاجتماع برؤساء الكتل لا قيمة له ،وهو عبارة عن(جلسة مقهى السليمانية للضحك والمزاح وتبويس اللحى) كما عبرت عنها إحدى الكتل المهمة ،والذي أعلن انه سيغيب عنه زعيم القائمة العراقية اياد علاوي ومسعود برزاني رئيس الإقليم ،لإدراكهما عدم جدوى مثل هكذا اجتماعات صورية هي مضيعة للوقت،والعراق بأمس الحاجة للإصلاح الحقيقي وإعادة الأمن والاستقرار للبلد الجريح وانتشاله من غول الطائفية وهيمنة حكام طهران على قراره السياسي ونفوذها العسكري الواضح في العراق،هذا الإصلاح يحتاج الى جرأة في اتخاذ القرار والإفلات من الهيمنة الإيرانية بشكل كامل وإيقاف تدخلاتها الوقحة في الشأن العراقي ،ونبذ الطائفية وإلغاء حالات التهميش والإقصاء السياسي والتوازن في توزيع المناصب السيادية في الحكومة ،وعدم تغليب المصلحة الحزبية والشخصية والفئوية على مصالح ومستقبل الشعب،والتفرج على معاناته وآلامه وجراحاته اليومية بسبب السياسة الانتقائية الطائفية للحكومة،والتفرد بالسلطة لخلق الدكتاتورية الطائفية،التي ستذهب بالبلاد حتما الى حرب أهلية طائفية مدمرة للجميع ،وهي مرشحة للانفجار في أية لحظة قادمة ،إذا ما ظلت الأمور تسير بهذا الاتجاه الخطير ،والذي يشجعها ما يدور في سورية من ثورة شعبية عارمة ضد النظام السوري ،والتي تصورها وتريدها ايران وأمريكا أن تكون حربا طائفية في المنطقة بين السنة والشيعة تحديدا في العراق وسورية للوصول الى الفوضى الخلاقة  ،ووأد الثورة الشعبية لتغيير نظام الأسد الدموي الذي يعيش أيامه الأخيرة بفعل تضحيات الشعب السوري العظيم بكل طوائفه وأقلياته ، فالورقة المسماة بالإصلاح هي ضحك على ذقون السياسيين العراقيين والكتل السياسية في الحكومة ،لن تنطلي على شعب العراق (المفتح باللبن)،كما يقول المثل العراقي،وربما تنطلي على الرئيس الذي نراه مصرا على عقد الاجتماع الوطني وكأنه يملك العصا السحرية لحلحلة الأزمات والصراعات بجلسة واحدة يتخللها المزاح والنكات والضحك أمام الكاميرات ويعلنوها بعد ذلك أن العراق (كمرة وربيع وموت ماكو)، هذا تسطيح لوعي الشعب، وخداع متبادل بين الأطراف الحاكمة (الكل يخدع الكل)، ورقة الإصلاح خدعة إيرانية بامتياز لتمرير الوقت وتشديد قبضة الحزب الحاكم على السلطة مستفيدا من أجواء الصراعات الإقليمية والعراقية على حد السواء،وما تهديدات إدارة اوباما وإرساله الوفود الى المالكي لإنذاره ،على ضرورة عدم دعم النظام السوري ،والسماح لتمرير الأسلحة والميليشيات والحرس الثوري الإيراني من الأراضي العراقية الى سورية من ايران(أكدته وكالة رويتر وغيرها )،إلا تأكيد على حنق إدارة اوباما على سياسة حكومة المالكي المناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة ،والموالية للسياسة الإيرانية التوسعية في المنطقة(تهديدات جون كيري المرشح الرئاسي الأمريكي السابق لقطع المساعدات الأمريكية لحكومة بغداد)،هكذا هي خدعة ورقة الإصلاح السياسي التي يريد التحالف الوطني العراقي أن يمررها علينا …..علينا مو ملينا ياحكومة………