الأمة العربية تستحق شهادة الايزوا على صناعة الطغاة بامتياز .!!!!!
هذه الصناعة الوحيدة التي أجادتها الأمة العربية بامتياز والمفروض أن تقوم بإصدار شهادة الايزوا الدولية لها ..
فلا توجد امة صنعت طغاة مثل امتنا والتاريخ يشهد ويوثق ما كتبه الأدباء والشعراء ومادون المؤرخون …..
فهذا الشاعر (أبو العتاهية) يمتدح الخليفة العباسي (المهدي) قائلا:
أتته الخلافة منقادة … إليه تجرجر أذيالها
فلم تك تصلح إلا له … ولم يكن يصلح إلا لها
ولو رامها أحد غيره … لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب … لما قبل الله أعمالها
وهذا الشاعر الأندلسي (ابن هاني) قد جاوز الحد في مدح (المعز ألعبيدي) حيث يقول:
ما شئت إلا ما شاءت الأقدار … فاحكم فأنت الواحد القهار
ومدحه في قصيدة أخرى يقول فيها:
وتلك المنشآت مواخراً … تجري بأمرك والرياح رخاء
واليكم هذا الموقف مع مسعول غض البنية من أجلاف الناس تقلد منصبا لم يكن يحلم به في آبائه الأولين ….!!!!!
بين تجاعيد الأيام وترهات الأحلام يتخيل الإنسان نفسه قيصرا أو كسرى أو شيئا عظيما كبيرا ترتمي بين اضلافه الناس فيسترخي ويمتطي صهوة الخيال ليعبر بها القصور وليحدد بها الطرق التي سيسلكها ليرضي نفسه ويهدئ من روعه ويقرب البعيد في حلمه ويبعد القريب .
تتضاعف الأحلام وتتحول إلى هدف مقصود وغاية تستحق الصمود بوجه كل ماكان أو لم يكن موجود في واقع الحال وإنما رسمه وخطط له في جلساته المنعقدة بين أرداف الأيام المنصرمة حتى تتضاءل الحقائق ويبدأ الوهم بالظهور على أفكار البطل المنتظر والمغوار المقتدر . وياليتها تتوقف عند هذا الحد ..يسلك كل السبل ليقنع نفسه بأن ألاثم هو عمل صالح وان من حوله يكيدون له المصائب ويحاولون جرفه عن جادة الصواب .
اليوم وفي صورة لم أكن أتوقعها رجلا من تفا هات العصر التي تقلدت المناصب وتصدت للمصائب لا ينفع أن يرعى شاة أو يربي دجاجا ….التهمته الغفلة …..وزجج عقله بالهيبة والسلطان..ولذلك ابتكر فكرة الحماية الأمنية …لايمشي إلا ومن حوله عشرون أو يزيدون من قوم دججوا بشتى أنواع البساطيل المقندرة وأجهزة الاتصالات المسطرة على مكاتبهم عند دخول الموقع ولا تسمع إلا كلمة ؟ تقدم المقصود ..اجب …علم ..
ونعود إلى طاغينا الجديد ..ما أن خرج من غرفته حتى ترى حشودا لاتعلم مرساها إلا بأمر ربي ….فجئه! تعطل الباب …ازدحم الجنود ومن يحيطون به على فتح الباب ومنهم من توغل بيديه الطويلتين من بين مؤخرات الموجودين ليتبرك تملقا بمس العتلة لعل الله أن يجعل فتحها فرجا له بإيفاد أو مكافأة لغير العاملين …فالهبات على قدم وساق ..بمجرد الضحك بوجه…لقد تعلم أن لايبقى من ميزانية الدائرة إلا ما يسد الرمق .
ولا عجب أن نسبت له الأساطير ووثقت لها الكرامات في الأيام القريبة القابلة فهو يستهوي العامة ممن يفضلون إغلاق عقولهم وفتح أفواههم عند سماع الحديث. وكل أخباره يتلقفونها من حراسه وحمايته ..فليس من المعقول أن يكون فضا غليظ القلب معهم فهم دائرة الأمان الأولى لشخصه الغبي …ومن يصدقها عليه أن يستغفر الله تعالى فقد صنع طاغية جديدا. بكل جديد عن هذا الطاغية الناشئ في أحضان مجموعة من الأغبياء المستفيدين من طرطشاته وهشهشاته التي ليس لها داعي غير الكذب على الواقع المرير الذي يحيونه والذي يحاول أن يتكيف عليه معهم ..فهو قد بدأ يخطئ بحق العقلاء ويرتكب الحماقات ويمتطي العناد بكل بأس وصرامة وبلا رجعة ..
ترقبوا الطاغية الجديد في حلقاتنا المستمرة عن مسيرته النضالية التي نوافيكم بها من على شاشات الحدث العراقي ..