7 أبريل، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

طارق حمد العبد الله.. هل انتحر.. أم نحر.. أم أوصلوه للانتحار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ـ شخصية هادئة.. ومرح.. ونزيه حتى الثمالة.. لا شائبة في سلوكه خلال كل مسيرته.. مواظب في عمله.. وضعه الصحي جيد جداً.. لا يشكو من أي مرض.. ووزنه طبيعي!.

السيرة والتكوين:

 

ـ طارق حمد العبد الله الجبوري.. ينتمي الى قبيلة الجبور عشيرة البو عميرة / فخذ عمر السيالة.

 

ـ ولد العام1940 في مدينة الفلوجة.. دخل المدرسة الابتدائية العام 1947.. والمتوسطة.. والثانوية فيها.

ـ دخل الكلية العسكرية العام 1958 .. تخرج فيها ملازماً العام1961.

ـ تخرج من كلية الأركان العام1970.

ـ خريج كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد.

ـ حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من جامعة البكر.

ـ كانت أخر رتبة عسكرية شغلها: عميد ركن.

متزوج.. وله ثلاث أبناء.. هم: محمد.. منى.. مازن.

علاقته بحزب البعث:

ـ العام 1965 تعرف طارق حمد العبد الله بصدام حسين.. عندما كان صدام سجيناً في سجن رقم واحد في معسكر الرشيد.. وطارق كان ضابطاً مسؤولاً عن هذا السجن.

ـ نقل طارق حمد العبد الله الى الحرس الجمهوري العام 1967.. وساعد طارق في اسقاط عبد الرحمن عارف.. بادخال البعثيين الى القصر.. وهو ما أكده ابراهيم الداوود أمر الحرس الجمهوري.

ـ رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة آخرين كمرافق لرئيس الجمهورية احمد حسن البكر.. وهذا الأخير عينه في هذا المنصب.. ثم أصبح مديرا لمكتب الرئيس أحمد حسن البكر.

ـ شغل منصب أمين السر العام لمجلس قيادة الثورة.. ورئيس ديوان رئاسة الجمهورية وكالة.. بموجب قرار صدر من رئيس مجلس قيادة الثورة احمد حسن البكر بتاريخ 26 / 3 / 1978.

ـ عين وزير الصناعات الخفيفة عند استحداث هذه الوزارة في 28 حزيران / يونيو / العام 1982.. بقي في المنصب حتى وفاته في 18 كانون الأول / ديسمبر / العام / 1986.

 

مؤلفاته:

 

له عدة مؤلفات.. المنشورة منها :

 

ـ ثورتنا في مواجهة المؤامرات.

 

ـ موضوعات في السياسة العربية الدولية.

 

ـ ثورتنا.. وبعض المشكلات الدولية.

 

 

هل أنتحر طارق حمد العبد الله.. أم نحر ؟

 

– حسب البيان الحكومي مات طارق حمد العبدالله منتحراً في 18 كانون الأول / ديسمبر / العام 1986.. لكونه يعاني من مرض الكآبة حسب ما جاء بالبيان الحكومي.

 

هل انتحر؟ أم قتل ؟

 

ـ اشيع أن الرئيس صدام حسين أقنعه.. بعد التهديد.. بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكر.. قائلاً له:

” أنت تعمل في المخابرات والامن.. لا تنس أنك أبن عشيرة.. وابن حمولة.. وأنصحك انك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية.. كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف”.

ـ “ذكر ضابط المخابرات مزهر الدليمي في كتابه “محطة الموت” أن العبد الله أسر له هذا الكلام.. قبل مصرعه بفترة قصيرة”!!

 

ـ ويكمل مزهر الدليمي حديثه بالقول: في مساء اليوم نفسه.. زرنا عائلة المرحوم العبدالله- ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة.

ـ زرنا الغرفة التي قيل انها شهدت عملية الانتحار.. فاذا بيً أرى زجاج شباكها مهدماً.

 

ـ قلتُ: لزوجة الفقيد ما هذا؟

ـ قالت: مكان الاطلاقة.. أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل.. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا.. ونظراً لقوة الضربة.. فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه.

 

ـ رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة.. واستطعت فعلاً اخراجها.. وتأكد لي أنها اطلاق قناص محترف.

ـ كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك.. فرجوتها أغلاق دارها.. والاكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.

ـ ويضيف مزهر الدليمي قائلاً: “من خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام – ال موت لعبد الله….

 

ـ يبدو أن كل كلام مزهر الدليمي هذا.. لا يمثل الحقيقة.. وهو تصفيط حجي.. كما عودنا في مذكراتها هذه.. واليكم الحقائق.. من اهلها.

 

هل صدام.. دبر أمر قتله؟

 

ـ كشف طاهر توفيق العاني.. عضو القيادة القطرية لحزب البعث.. وعضو مجلس قيادة الثورة في العراق في مذكراته:

ـ يقول:

ـ في المؤتمر القطري التاسع للحزب.. الذي انعقد في قاعة المجلس الوطني العام 1982 ببغداد.. قال صدام إن البكر دبر عملية قنص لاغتياله أثناء دخوله إلى القصر الجمهوري.. وإن طارق حمد العبد الله رئيس ديوان الرئاسة آنذاك.. الذي كان قبلها مرافقاً للبكر قد أعلمه بذلك.. وطلب منه توخي الحذر والحيطة.. ويضيف العاني: أعتقد أنا أن ذلك كان محض افتراء.

 

ـ بعد المؤتمر التاسع للحزب.. أُبعد طارق عن ديوان الرئاسة.. وعين وزيراً للصناعات الخفيفة.. وبعد فترة قصيرة مات منتحراً في داره في ظروف غامضة.

 

أوضاع العبد الله ليلة الانتحار:

ـ تتحدث منى ابنة طارق العبد الله.. ان والدها في ايامه الاخيرة.. كان يطلع كل 10 دقائق الى خارج البيت ويعود.. وقال والدي: هناك سيارة تتابعني!!

 

ـ وتضيف منى قائلةً: كنتُ انا في الصف الرابع طب.. وكان عندي امتحان.

ـ بقيً الدي في مكتبه في البيت في تلك الليلة ساهراً حتى الصباح يكتب رسائل كثيرة.

 

ـ كان بكامل ملابسه العربية (العقال.. والعباءة العربية الجوخ السواء).

ـ دخل عليً والدي الساعة الخامسة فجراُ.. وعلى ما يبدو انه لم ينم .. فقد كانت عيونه حمراء.. سألني هذه الملابس التي ستذهبين بها الى الكلية.. قلت له: نعم.. وخرج.

ـ وانا أخذتني غفوة.. استيقظتُ في الساعة السابعة صباحاُ.. وأنا أتهيء للتحضير للخروج الى الكلية.. سمعنا صوت اطلاقة.. دخلنا على والدي.. رأيناه وكأنما كان نائماً على مكتبه.. وقد ضرب نفسه بطلقة في قلبه.

ـ كان قد أنهى صلاة الصبح.. وترك القرآن مفتوحا أمامه.

 

ـ كتب العبد الله في تلك الليلة رسالة للرئيس صدام حسين.. ورسائل لمسؤولين آخرين.. ورسائل لزوجته وأولاده.

ـ كان الموقف مأساويا.. لم يدَعوا أحدا من إخوانه يرى الجثة التي لم يرها سوى خاله د. إبراهيم النوري (كما قيل يومها).

ـ يبدو انهم أوصلوه لحالة الانتحار التام.. وهكذا اختار القلب وليس اي مكا اخر .. قد يصاب فقط.

نقل الجثمان:

ـ نقل جثمانه بسيارة تابعة لوزارة الصحة.. وبرفقة مرافقين عسكريين إلى الطب العدلي.. ثم أعيدت.

 

ـ كان منزله قد أحيط بعدد كبير من أصدقائه وأقربائه.. وغاب عن تشييعه عدد من أصدقائه من المسؤولين.

 

علي حسن المجيد.. حاضراً:

ـ فوراٌ حضر علي حسن المجيد الى بيت العبد الله.. الذي لا يبعد عن بيته سوى ثلاثة بيوت لأعضاء من قيادة الدولة.

ـ وقال المجيد: طارق انتحر.. وليس غير ذلك.. واكد.. ان قيادة الدولة ستعلن ذلك.. وتقدم كافة الامتيازات الخاصة بالشهيد له.

ـ لم تتحمل زوجة العبد الله علي حسن المجيد.. فقالت له: ها الان ارتاحيتوا.

ـ استوعب المجيد الكلام .. وقال لها.. انت امرأة كبيرة.. ومعذورة .

ـ وتركها وصعد المجيد لمكتب العبدالله.. واخذ الرسالة الخاصة لصدام.. وأخذ الرسائل التي تركها للمسؤولين.. واخذ مسدس العبد الله!!.

ـ حتى إن سلاحه الشخصي الذي كان موجودا في السيارة الحكومية أخذه علي حسن المجيد.. ثم ضاع أثره فيما بعد حيث لم يسلم لذويه

البيان الحكومي عن الانتحار:

ـ لم يعلن اي موقف او بيان رسمي عن انتحار العبد الله منذ ساعة انتحاره في السابعة صباحا.. حتى الساعة الثامنة مساءً.

ـ ففي نشرة أخبار الساعة الثامنة مساءٍ نعته الدولة بخبر أساء له إساءة بالغة.. حيث قالوا إنه توفى.. منتحراً لأنه كان في الشهور الأخيرة يشكو من الكآبة!!

ـ فيما الحقيقة لم يكن الوزير يعاني من الكآبة.. فقد كان وزيراً وخلال الاربع سنوات وهو وزير.. لم يكن مريضاً بأي مرض.

ـ وكان مواظباً في دوامه.. ونشطاً في عمله كوزير.. ولم يكن مصاباً بأي مرض عضال.

ـ التشييع:

ـ لم يجر اي تشيع رسمي من قبل الدولة.

ـ خرجت الجنازة من البيت على عربة عسكرية.. وكان أشقاؤه وعائلته أكثر المفجوعين بموته.

ـ سار وراءه رتل من السيارات باتجاه الفلوجة مسقط رأسه.. حيث كان قد أوصى بأن يدفن في مقبرة العائلة.

ـ خرجت الفلوجة عن بكرة أبيها في تظاهرة صامتة عفوية لتشيع وتودع ابنها (المرحوم طارق حمد العبد الله).. وخيم الحزن على المدينة.. لم تشهدها من قبل بهكذا عزاء!!

نعي:

 

ـ ونعت قيادة المكتب المهني المركزي لحزب البعث العربي الاشتراكي فقيدها الرفيق طارق حمد العبدالله عضو المكتب المهني للحزب الذي وافاه الاجل في 18 كانون الاول / العام 1986.

ـ كما اقيم مجلس فاتحة في جامع 14 رمضان.

ماذا قال عدنان خير الله ؟:

 

ـ كان عدنان خير الله صديق حميم لطارق حمد العبد الله.. وحضر الفاتحة لثلاث أيام.. وهو يبكي طيلة حضوره الفاتحة على صديق طارق العبد الله.

ـ بعد مدة على وفاته استقبل عدنان خير الله نجلي طارق حمد العبد الله (محمد ومنى).. وقال عدنان لهما بالحرف: “أبوكم راح شهيد الكلمة!!”.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب