دموع تذارفت من عيناكِ على بلدً جريح, كأنها أم تبكي على ولدها, ليت جميع يمتلك تلك المشاعر الجياشة, لكنها في أفضل حال من حالنا, هنا أيقنت; بعد ان كنت في شك من مقولةِ” خلف كل رجل عظيم’أمرأة عظيمة”.
خوفها على أبناء بلدها, وأنكار الخواطر على وجنتها, جعلها تنهار باكيتاً على شعبها, تاركتا خلفها كل الأمور والقضايا السياسية من مناصب و أنشغالات برلمانية, صلاحيات نيابية, وبدأت تصرخ معلنتاً, أرحموا وطني من الدواعش, أرحموا اهلي من النواجس, أحموا أطفالنا من الموت, رأيت كأن جبل سنجار قد أستغاث لصرخاتها المدوية و كلماتها الشاجية.
فيان تلك المرة ألبرلمانية التي وصلت الى البرلمان بدون أي خرق أو تزوير, تنَظم الى كتلة أتسمت بالإنسانية, أنتخبها المواطن الذي يريد, الخروج من أزمات ذلك الزمن, ما فرق بينها وبين الأخريات؟ هناك نساء غيرها في البرلمان لما يمتلكن المشاعر نفسها؟ لكن الفرق بينها وبين من امتلكت خمس وتسعون ألف صوت, ذات صوت يتعالى فوق الحق ويقف ضده, وبين صوت تعالى لجل شعبها.
اليوم نرى هذه ألبرلمانية, منذ سقوط الطاغية الى اليوم لم نرى مثيلها, ألا تلك المرأة المجاهدة ألتي وقفت في وجه الطاغية بنت الهدى “رضوان الله عليها”, تحمل همومها ودموعها على أكفَها وهي تذهب الى سفوح الجبال, لكي توصل المساعدات الى أبناء شعبها, الذين يقطنون على جبل سنجار, أرى سنجار يتلقف منها باكياً, وهو يقول أين الأخريات من البرلمانيات لكي يتعلمن من أطباعكِ.
لم نعرف عنها شيئاً, ولا مارست صلاحياتها, لكنها مارست الصلاحية ألكبيرة من إغاثة اللاجئين و اطعام الجائعين, على متن تلك الطائرة التي تقلها من والى أحضان جبل سنجار.
سقطت تلك الطائرة, التي على متنها فيان دخيل, ولدي عدة أراء حول سقوط تلك الطائرة, منها رأى الجبل معطيات وعطاء تلك المرأة قبل ممارسة الدور البرلماني, حول النازحين والهاربين خوفا من الموت, فأراد جبل ان يحتضنها ويقبل يدها شكرا على ما تفعله تلك المرأة الصنديدة, و ان الجبل من شدة صرخات الناس على متنه, فأراد ان يكون عند فيان لاجئ على متنها, او ان فيان أرادت ان تهبط وتشارك الناس مآسيها فكان لها حتفاً منويا.
ليس لدي شيئاً أقوله في حقك فيان, ألا ان فيان كان أفضل من تلك التي لديها اصوات كثيرة وهي تساند الباطل, ولكي منا بالغ الشكر من جبل بلغت قمته عنان السماء.
عودي ألينا أيها المرأة التي تعدين بخمس وتسعون مقعدا, نحن بانتظارك فلا تتأخري علينا بالمجيئ.
فيان دخيل كأن سنجار اصبح بكِ دخيل.