8 أبريل، 2024 11:42 ص
Search
Close this search box.

“طابوكَة ” الكهرباء و” طاسة ” الحمّام !

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبشرنا كوميدان وزارة الكهرباء بان محطاتنا الكهربائية تحولّت الى ” طابوكَة” بعد ان انقطع عليها الغاز الايراني العزيز ، ويضيف “سألنا الجانب الإيراني عن سبب خفض الغاز المورد، فأجابوا بأن إيران لديها أموال لدى العراق يجب تسديدها”..
لكّن الوزير نفسه حين أطل علينا بتصريحه عن الازمة الكهربائية في البلاد لم يتطرق مباشرة الى سبب الازمة مكتفياً بـ ” هناك مباحثات معمقة مع الجانب الإيراني خلال أيام بشأن إمدادات الغاز قائلا وزارة الكهرباء سددت الديون بالكامل” ولايدري المواطن المكتوي بجهنم تموز لماذا لم تكلّف وزارة الكهرباء نفسها بالغوص في ” الحوار المعمق ” جداً استباقاً للازمة المتكررة كل صيف في البلاد !
وعلى العكس تماماً من مسؤولي الكهرباء العزيزة ، يكذّب المسؤول الايراني ادعاءات وزارة الكهرباء ويقول بالفم الملآن ” إن صادرات الغاز إلى العراق مستمرة وستسمر لكنه بسبب الحرارة الشديدة في المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية من البلاد، تعطلت كفاءة المعدات في قطاعي الإنتاج والنقل، مما أثر بشكل سلب على نقل الغاز إلى شبكة الغاز في غرب البلاد”..!
وبين الديون والاعطال الفنية ضاعت الحقيقة ، رغم ان المواطن العراقي غير معني حقيقة بالاسباب لكّنه للأسف الشديد يدفع فاتورة النتائج ، وهي فاتورة ثقيلة ، والسر فيها انه يدفعها كل تموز عراقي مكتوياً بلهيبه !!
عشرون عاماً بالتمام والكمال ونحن كما يقال شعبياً ..
” نفس الطاس ونفس الحمّام ” !
نفس الازمة ونفس المبررات !
نفس الحلول العرجاء ونفس الفواتير !
يتغيّر رئيس الوزراء والنتيجة نفسها !
يتغير الوزير والمنطق نفسه !
تتغير الشركات الكبرى والصغرى وأفران تموز وحدها لاتتغير !
أين العلّة والمعلول في طلسم الكهرباء في البلاد ؟
قالوا لنا سنكتفي منها وبها، فاصبحنا نستورد وندفع المليارات من الدولارات !
قالوا لنا هاشّين باشّين سنبيع الفائض فتحولنا من بائعين على الهواء الى مشترين على الارض !
حكومات متنوع ووزراء من جنسيات مختلفة عابرة للقارات ، يعلنون عجزهم الخفي بالتصريحات الخادعة ، عن حل أزمة مثل أزمة الكهرباء ” المحلولة ” عند كل دول الجوار دون استثناء ، بل حتى فائضة عن حاجاتهم ويتفضلون علينا ” بعضهم” ببيعها لنا بأسعار متهاودة تضامناً مع الشعب المسلوق بالجحيم !
حكومات من هذا الطراز ، ابشركم ، كانت ومازالت وستكون عاجزة عم حل أي أزمة في البلاد بما فيها الازمات السياسية المرتبطة مباشرة ببقية الازمات ، فالسلسلة متصلة ومتواصلة ومرتبطة حلقاتها الواحدة بالاخرى !
لاتبنوا كثيراً من الآمال ، واصبروا وصابروا حتى ينجلي الصيف ، بانتظار القادم منه حتى ينطبق علينا المثل الشعبي ” نفس الطاس ونفس الحمّم ” مع اضافة تقنية جديدة للصيف القادم هي تقنية ” طابوكَة” الكهرباء الحديثة !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب