كتبتُ قبل أكثر من ثلاثة أيام مقال ذكرت فيها الطائفية المقيتة التي تتعامل بها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع أهل السنة (أساتذة ، موظفين ، طلاب) في كل مفصل من مفاصل الوزارة وليس هذا فحسب وإنما باستطاعة أي زائر محايد أن يشم رائحة الطائفية من على بعد ميل( 1609متر) يبعد عن وزارة التعليم العالي ، فالدخول لهذه الوزارة يتحتم عليك أن تكون بمظهر يوحي للناظر إنك من شيعة أهل البيت ( محابس ملونة، لحيه غير مشذبه، سمار أزرق، قيافة غير أنيقة رغم إنها من مناشئ عالمية ، لسان يقول سلاماً عليكم وليس السلام عليكم ) حتى يتم صرف الأنظار عنك وعدم مراقبتك والتهامس والتخابر فيما بينهم ( حبربشية الاديب ) وما أن تصل إلى الاستعلامات حتى تنهال عليك الأسئلة الطائفية بطريقة مهذبة ( أسمك الكامل، محلة السكن ، بعدها بقليل من أي عشيرة انت ، بعدها بقليل إن وجدوا فيك التساهل مع ضحكة مسمومة وبهمس أصفر… أنت من أهل البيت ) ثم تبدأ جولة أخرى من التعقب والمتابعة لتشعر بعدها إنك مراقب وإنك مجرم خطير ( زرقاوي ، أبن لادن وليس أبو درع بطل أهل البيت ) ثم تصعد إلى طوابقهم لتسمع أسم الحسين والإمام علي في كل رواق ( عليك الحسين تعال ، بحليب الزهرة ما شفته ، وحق الإمام آني ما رحت ، حمدلله على السلامة شوكت رجعت من زيارة الرضا ، دعيتلنا من زرت عليك العباس ، عظم الله اجركم ) فالموظفون يقضون نصف الدوام بهذه المفردات، ثم تشعر إنك في وزارة إيرانية بألسن عربية “عرب إيران” … هذه ملخص بسيط لزيارة أحد الأصدقاء إلى وزارة التعليم كما وصفها لي بطريقة ساخرة مؤلمة .
نعود لأقلام موظفي وزارة التعليم ونقول هل مقالتنا السابقة (وزارة التعطائفية …. الطائفي علي الأديب مثالا( ! اخرستكم ولم تدافعوا عن وزيركم ولا عن وزارتكم ، هذا يعني كلامنا صحيح لدرجة لا توجد ردود عندكم ؟ هل الأديب مشغول هذه الأيام بترتيب الدعوة القضائية التي اقامها على نصاب في بريطانيا ( شفط ولغف ) منه مبلغ كبير (7 مليون دولار) بحجة شراء قصر في بريطانيا وهرب بالمال ( مال اللبن للبن ) ولم يوجه اقلامه من الصحفيين المنافقين وإعلامه الأصفر ليرد علينا باسم مستعار بحجة الدفاع عن ديمقراطية الأديب ؟ هل أديبكم مشغول بترتيب ادارة الرصيف البحري الذي أشتراه بأموال العراقيين في ماليزيا ؟ هل أديبكم مشغول بالطبخة التي يطبخها في مطابخ إيران لإقالة المالكي واستلام منصب دولة الرئيس؟ هل أديبكم حاليا يرتب الأمور بعد أن شعر بأفول حزب الدعوة ليعود إلى أهله ( وأحفاده ) سالما غانما محملا بملايين الدولارات من بلده الثاني ( العراق )؟ هل الأديب مشغول هذه الايام بالتخابر مع حسن نصر الله لسماع أخبار جنود حزب الله في صولاتهم بسوريا الخير ؟ هل الأديب مشغول هذه الفترة بإكمال مستلزمات تياره الجديد ( كفاءات عراقية ) للدخول في الانتخابات النيابة القادمة بعد أن شعر برصيد كبير بين الأساتذة ( نص ردن ) الذين منحهم مناصبا لا يستحقونها ؟ هل أقلام الأديب كانت سائرة إلى الإمام الحسين تشكره على هذه النعمة ( السرقات ) ولم يتسنى لها قراءة المقال والرد عليه ؟ هل كنتم مشغولون بالسفر مع الأهل والاحبة لبلدكم الأصلي ( إيران ) ولم تقرؤوا ما نكتب ؟ سنكتب ونكتب إلى أن يتم كنس ( الطائفيون كبارا وصغارا ) من هذه الوزارة لان التعليم العالي ليس سردابا بل جامعة فيها المسلم وغير مسلم وفيها كل عراقي .
مقالتنا القادمة ستكون عن اللطميات في الحرم الجامعي وكيف يتعامل العمداء ( الطراطير) مع طلاب الأحزاب الشيعية وكيف يتطرطرون ( من الطرطرة ) العمداء مع ايقاعات الطبول واللطم على الصدور والرؤوس في باحة الحرم الجامعي وكأن الجامعة والكلية موكب عزاء وليس دار علم ، ومبروك للسيد الأديب بهذه الوزارة الروزخونية .