” الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحه” هكذا يحدثنا رسولنا علية الصلاة والسلام عن الدنيا اي متاع دنيا الرجل انثاه بشرط ان تكون صالحة ويخبرنا الله عزوجل في كتابه ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا” وكلا الامرين مرتبطين بالمرأة , فتصادف رجل فقد المال والبنون لكن حياته مزينه برضا وزوجة صابره مؤمنه ونصادف من ناحية اخرى شاب جالس على شرفته يتأمل وينتظر ان تزين حبيبته حياته المليئة بالصعاب , ربما الان تأكدت ان مسير كل الامور بأيدينا طبعا تحت مسيرة الله تعالى واحببت ان اروي لكم في هذه المره حكايه حقيقيه ندية مني , يحدثني احد الاصدقاء (مصعب) وهو من جذور عشائر غربي العراق الذي فقد والده مقتولاً انه احب ابنة صديق والده (ريم) جنوبية الأصل وكانت تربط العائلتين علاقة انسانية وبعد وفاة والد ريم قرر مصعب التقدم لخطبة ريم وهي في السابعه عشر من عمرها وذلك لانها حبيبة الطفولة معتقدا انه ولاية امرها اصبح من حقه بعد والدها الذي وافاه الله الاجل خصوصاً وان ريم مكونه من عائله تحتوى على اربعة أخوات وام , وبالفعل تمت الخطوبة والموافقه المبدئية على عقد قرانهما ولكن لظروف البلد القاسية (الطائفية والتهجير)الذي كان يمر بها خلال عام 2006 والتي اثرت بشكل مباشر على العائلتين , عندها اصبح مفهوم الطائفية مفهوم فطري يعرفة كل الاعمار ويؤخذ على أساسه المواقف الحادة وعلى اساسة هُجرت عائله مصعب الى الغرب وسكنت ريم الرصافة وبسبب التدهور الذي حصل والفوضى بتأسيس حياة جديده انتهى موضوع الارتباط وانقطعت وسائل الاتصال بين الطرفين وذلك لدخول كل منهم بغيبوبة البلد القائمة انذاك .
مرت الايام والسنين وتغيرت الظروف والمشاعر وريم معلقه في قلب مصعب رغم اقامته للعديد من العلاقات ولكن بقيت ريم مايحقق له متاعه وكما يقولون حب الطفولة نقطة ينتهي عندها الكلام ,
وفي نفس الوقت تعرضت ريم لظروف قاسية وتجارب حياتيه حادة فوق مرارة فقدان الوالد وتخرجت من معهد المعلمات واصبحت تلك الفتاة الشابه البيضاء صاحبة الرموش الناعسة الموقضة للهوى وبقي مصعب فتاها الذي يتخبط بالذاكره , شاءت الصدف في عام 2010 وعن طريق احدى الجارات ان يرجع الاتصال بين العائلتين ورجعت العلاقة المغمورة بالمحبة بينهما اما مصعب وريم كان قد انطبق عليهما المثل القائل البعيد عن العين بعيد عن القلب وذلك لانه كل واحد قد اخذته العزة بالحب وقد حمل طرفه الاخر اسباب البعد والجفاء . وفي هذا العام يقول مصعب وانا عائد من عملي الساعه التاسعه ليلاً تفاجئت بسماع جدتي تتكلم مع ام ريم في الهاتف وعند التماسي لصوت والدتها شعرت وكأني في ربيعي ومشاعري ازهرت من جديد استنشقت رائحه القداح وشدني حبل الذكريات لسنين مضت منطقة جمعت كل الاديان جار قريب في وقت الحزن قبل الفرح رأيت بيتي ورأيت راحه البال وحلاوة تلك الايام رغم حصارها وفي هذه الاثناء انتهت جدتي من مكالمتها وسئلتها كيف حال ريم فأجابتني بأبتسامه مريحه وكأنها فهمت مااريد وقالت “لم تتزوج بعد ” . وفي لحظتها قلت لجدتي افتحي الموضوع مع اهلي بأنني قررت ان اكمل نصف ديني مع ريم
لكن يبقى السؤال هو :
هل تدخلت الطائفيه في قرار العائلتين كونهما مختلفين الطوائف ؟
هل حكم عليهم مثلما حكم على على غيرهم انت شيعي وانت سني تزوج بمن هي مثلك !؟
هل انتشر وباء الطائفيه على كل الاعمار والاجناس !؟
هل تمتعوا ابنائنا بدنياهم ؟! وهل اختاروا نسائهم بحريه بعيده عن شرط الطائفيه ؟
يبقى هذا السؤال ازلي في بلادنا وتختلف اجاباته من فكر لآخر ولكن ….
ببركه من الله وبفكر واعي ومسلم صحيح تقدم اهل مصعب لخطبة ريم ووافق اهلها على الزواج لانه من اجهل الامور ان يتم عفاف سُنة الله على اساس ضعيف , وعند اللقاء نسي مصعب وريم عزة نفسهما في الحب وجمع القدر حبيبان وتم عقد قرانهما وزواجهم خلال هذه الايام وعند حفل الزفاف وعند رؤيه العروسين واهلهما تشاهد نظرات الفرح وتلتمس بمحبه ملئت المكان تشاهد عراق مصغر وكأنه قد فاز مرة اخرى بكأس اسيا .
عندما زُف مصعب الى الغرفة دخلت له وقلت له ما هي مشاعرك رد بنشوة غمرت المكان فوق النجوم حيث قال هناك مشاعري هناك تعلقت مشاعر عاشقين بالحب , هذه القصه هي عباره عن قصه جسدت حقيقه فكر ولسان اهل العراق الواعين الذين ينادون ” بـلا للطائفيه ” جسدت فكر كشف اهداف الطائفيه المستورده الهادفة للتجزئة والضعف والهلاك , فكر حب لاخيك ماتحب لنفسك فكر شيعي يدعي بصلاته ان تحقن دماء اهل الانبار وفكر سني يدعي بأن تتوحد صفوفهم مع اخوانهم الشيعه, فكر استطاع بالاسلام الحقيقي والمحبه والتسامح والوعي والطيبة ان يردع الطائفيه ويرجعها لمنبعها الغربي ومثلماعودونا ابائنا في ختام كل قصه نختم اليوم قصتنا بعاش العراق عيشه سعيده وباجر قصه جديده .