23 نوفمبر، 2024 12:36 ص
Search
Close this search box.

طائر العراق يبحث عن جناحيه!

طائر العراق يبحث عن جناحيه!

كانت أسهل طريقة في العراق لنشر (الفوضى والخراب)، هي رسائل الموت اليومي، وبدأت تستهلك الشارع العراقي بثقة، والطبقة السياسية إكتفت طيلة الثمان العجاف، بتأسيس مكونات تتصف (بالهشاشة والإنكفاء)، كل طرف منها يشد الحق صوبه، وذاكرة الإنسان لم تنسَ جروح سبايكر والصقلاوية، وإستباحة المدن والميزانيات الإنفجارية وغيرها، وقرر أعداؤنا قص جناحي العراق، بآفتين عملاقتين:(الفساد والإرهاب) داخلياً وخارجياً!  
مناطق العراق المختلفة عُرضت في مزاد علني للدم، فإرتفع سقف الضحايا حتى أنهم ذابوا مع الأرض، وسط سجال سياسي عقيم وفتنة شيطان، لذا برزت الحاجة الى عقول، توحد وطنيتنا وتأريخنا من جديد، قادر على (التفكير والتغيير)،لأن موت الأجنحة تماماً، يعني سقوط الطائر الجريح في قاع الأرض، لذلك إنبرى المخلصون لغلق الثغرات بوجه الأعداء، مع أنهم لمسوا ألماً كبيراً من ثلاث:رحيل أحبة، وخذلان صديق، وحقد إخوة! 
بعد أحداث 2003 أعلنت (الحرية والديمقراطية)، إنتصارها على (الإستبداد والدكتاتورية)، فحلّق الطائر بكرامة  يشدو بإتجاه العالم، ليفتح جناحيه ويطير بإبداع، رغم مهرجان (العنف والتفجير)، تلتها أحداث 2014 ورغم الآمها ونزوحها، فإرادة (التعايش والحياة) إنتصرت، على فتنة (الموت والتشظي)، بفتوى مقدسة للمرجعية الدينية العليا، وعهد دماء الحشد الشعبي الغيارى، فصنع الطائر العراقي جناحه من جديد(الفتوى والحشد).
بعض الأشخاص يبحثون عن مكان جميل، وبعض آخر يجعل المكان جميلاً كما قيل قديماً، فالطائر العراقي بدأ يغرد، بأن لاحياة دون حرية، ولكن لا حرية دون مسؤولية، ولوقف نزيف الدم خاف الأعداء منه، خاصة مع وجود (عمامة ثائرة وعقل محراب)، لذا إغتالوا السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره الشريف)، وإسترجعت ذاكرة العراقي بمشاهد أليمة: (كبد وطشت) و(رأس ورمح)، ووضعوا العصا في العملية السياسية لكي نتأخر!
إرتفع الطائر من جديد، في ظل وجود (قيادة وإرادة)، لكي نسير قدماً عزم، وتوكل الرجال على الباريء عز وجل، لصناعة أجنحة جديدة، لأجل تقوية العملية السياسية، فولادة يتساقط معها الدم والدمع، تحتاج الى مراجعة سياسية مركزة، لأنها ستحدد مصير العراق، ومضاعفة الأفعال والأقوال، ستزيد الآمال بوضع أفضل، لذا لابد من مشروع وطني جامع مطمئن للجميع.
جميل ما قاله المبعوث الأممي يان كوبيتش:(أنا منبهر بكل الكلام، الذي أثير حول التسوية حتى الشتائم، وهو حدث حقيقي أشغل العراق، ولم أتصور بأنه سيحظى بهذا الإهتمام، لذا سنعالج ما أختلف فيه)،ولأن الصورة المشرقة للطائر ستكون بجناجين مجدداً، عليه وجب تعاون جميع القوى السياسية، التي لاترى الطائفية والتقسيم حلاً، أن تطير بجناحين: الأول( إنتصار أمني على الإرهاب)، والثاني (إنتصار مشروع التسوية)، عندها سيطير العراق بثقة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات