23 ديسمبر، 2024 5:05 ص

طائرنا الاخضر .. اجنحته مكسورة هل من سبيل للمعالجة ؟!

طائرنا الاخضر .. اجنحته مكسورة هل من سبيل للمعالجة ؟!

لم تبالغ الحاجة ام لؤي عندما انتقدت سوء معاملة المضيفات ، كما لم يخطيء كرارداود الذي يروم التوجه الى تركيا بواسطة طائرات الخطوط الجوية العراقية وهو يصر على الحجز من خلال مكتبها الرئيس في السعدون فلكل واحد وجهة نظر مختلفة.. فقد يكون تدني الخدمات بمختلف انواعها ليست ظاهرة في خطوطنا العراقية التي كانت تنافس اكبر شركات الطيران العالمية في نوعية الخدمات وسلامة الرحلات وغير ذلك ، لتأتي سنوات الحصار الظالم الذي فرض على شعبنا لتجهز على كل شيء جميل في العراق ومنها طبعا الخطوط الجوية العراقية ،كما ان ما قد تسجله من ملاحظات سلبية في هذه الرحلة تجد ما يناقضه في رحلة اخرى فيتكون لديك انطباعات ايجابية عن هذه الشركة او تلك .
اعلام الخطوط العراقية انفتحوا !
من المتعارف عليه ان دوائر الاعلام في كل مؤسسة تسعى للتعاون مع وسائل الاعلام وتسهل مهمتها بالاستماع الى ما لديهم من معلومات سواء كانت واقعية او مبالغ فيها وابداء الراي حولها . وربما في اعلام الخطوط الجوية العراقية يفترض ان تكون صور التعاون افضل كونها ترتبط بجانب مهم هو السفر وعلاقته بالجانب السياحي .. و في هذا الموضوع اردنا السفر من خلال ملاحظات المواطنين في رحلة مع الطائر الاخضر الذي الفناه متميزا لنعرف تفاصيل ما تعرض له طائرنا من مطبات اعاقت تطوره ..اعلام الخطوط الجوية اغلق الابواب فكنا لابد من اعتماد اراء ومشاهدات عدد من المواطنين بعد ان تجاهل مدير قسم الاعلام في الخطوط العراقية اتصالاتنا المتكررة ورسائلنا اليه . ..
فيعد ان سجلنا عددا من الملاحظات سعينا للاتصال بمدير الاعلام في الخطوط الجوية العراقية صلاح تايه ولم يجب وكتبنا ملاحظاتنا ومجموعة اسئلة برسائل متعددة من دون ان نتلقى اية اجابة وانتظرنا اكثر من شهر بلا فائدة . ويبدو ان اعلام الخطوط منغلق على الاعلام او انه يتوهم انه اكبر منهم او قد يكون لديهم موقف من السلطة الرابعة التي نطمح ان تكون ةاكثر شفافية وتسعى بكل ما لديها من وسائل الى كشف ملفات فساد اين ما كانت خاصة وان الاعلام سبق وان سلط الضوء وفي اكثر من موضوع على فضائح صفقة فساد تعاقدت فيها الخطوط الجوية العراقية لشراء طائرات بوينغ من شركة طيبة الاردنية باضعاف اضعاف سعرها وكان بطلها وزير النقل انذاك . وفي كل الاحوال لن يكون هذا الموقف السلبي من مدير الاعلام ليدفعنا الى اتخاذ موقف غير موضوعي من مؤسسة عراقية نتمنى لها الازدهار والتطور لتواكب بل لتتفوق على مثيلاتها في الدول المجاورة..

لاتبخلوا علينا بابتسامة فهي صدقة !
نعود مرة اخرى الى الحاجة ام لؤي التي قالت : سافرت على متن طائرات تابعة لشركات مختلفة ومنها العراقية فلمست مقدار الجهد الذي يبذله طاقم الضيافة في الطائرة لارضاء المسافر الا خطوطنا العراقية حيث تبخل المضيفة حتى بابتسامة لاتكلف شيئا او كلمة اعتذار طيبة ..فالابتسامة والكلمة الطيبة صدقة ومجانية لاتكلف شيئاً !
واضافت ربما السبب يكمن في عمرهن فقد تجاوزن الاربعين ان لم اقل الخمسين وبهذا العمر يكون الانسان متعب وقلق ويبحث عن الراحة وبصراحة تفاجات من تقدم سن المضيفة وهو امر غريب حيث تعتمد كل شركات الطيران على العناصر الشابة للقيام باعمال الضيافة ويدخلوهم دورات متخصصة لكسب رضا المسافر .. كان يمكن لادارة الخطوط العراقية والحديث ما زال لام لؤي تكليف من يتجاوز عمرها الاربعين باعمال في المطار وتعيين شابات للعمل كمضيفات مشيرة الى ان الخطوط الجوية العراقية والى ماقبل غزو الكويت كان يضرب بها المثل في طياريها ومواصفات السلامة والخدمات !
واختتمت حديثها لتقول الخطوط الجوية العراقية بحسب ما نطلع عليه وبرغم سلبياتها تحقق ارباحا غير قليلة كما انه من المؤكد انها قد حظيت في السنوات السابقة بتخصيص مبالغ مالية ليست بالقليلة قبل ان تحصل الازمة المالية ، لكن المشكلة الاساسية هي في الفساد وعدم مساءلة احد عن مصير المبالغ والعقود اضافة الى ربما اللابالية عند المسؤولين في الخطوط الجوية وغيرها .
وجهة نظر اخرى ايجابية
كرار داود خضر له وجهة نظر اخرى مغايرة لما تقوله الحاجة ام لؤي حيث يقول الخطوط الجوية العراقية براي تأتي بعد الاماراتيه وهي افضل من شركات طيران اخرى اذا ما تم الاخذ بنظر الاعتبار ظروف العراق الصعبة بعد الاحتلال الاميركي وعشعشت الفساد في كل مؤسسات الدولة فيه .
واضاف اتفق مع من يقول ان بعض المضيفات كبيرات في السن او غير جميلات قياسا لمضيفات الشركات الاخرى وربما يمكن ان يعوضن ذلك بابتسامة لطيفة من دون ان ننسى ان تصرفات بعض المسافرين غير لائقة سواء بالحاحهم على سرعة تلبية طلباتهم وكأن احدهم اشترى الطائرة بتذكرته او عدم التزامه بالجلوس عند تهيؤ الطائرة للوقوف بعد ان وصلت المطار حيث يتعمد بعضهم التوجه الى باب الطائرة ما يجبر المضيفة او المضيف على نهره !
نبذة تاريخية سريعة
يذكر ان تاريخ تأسيس شركة الخطوط الجوية كان في عام 1945 باقتراح ومبادرة من الهيئة الادارية لجمعية الطيران العراقية ( نادي فرناس الجوي ) حيث ظلت مرتبطة بالجمعية الى سنة 1946 حيث اصدرت الحكومة انذاك قرارا بضمها الى مصلحة السكك واستخدمت في بداية رحلاتها ثلاث طائرات بريطانية توجهت الى ايران وسوريا. وتطورت بشكل تدريجي وبلغ عدد اسطول الخطوط الجوية العراقية قبل احتلال العراق في نيسان 2003(17) طائرة نقل مسافرين تم نقل معظمها الى تونس والاردن وايران وتوقفت رحلات الطائر الاخضر بعد الحصار المفروض على العراق جراء غزو الكويت لتقرر معاودة رحلاتها في الثلاثين من ايار من عام 2003 وليعاود التحليق في الجو في اول رحلة له الى عمان في تشرين الاول من عام 2004 .
صمون وطعام مثلج
ابو مهند يروي لنا حكاية الصمون المثلج الذي قدموه له في رحلته على الخطوط الجوية العراقية الى تركيا ويتأسف على هذا الاهمال في التعامل مع المسافر ويقول كان لدى الخطوط الجوية قسم اعاشة متطور بمعداته وباعداد انواع الصمون والاكل ولا نعرف هل بقي يعمل ام توقف او احيل كاستثمارا للجهة او الشركة المتعاقدة مع الخطوط على تجهيز طائرتها بالطعام !
واوضح بانه ينبغي ان تكون هنالك رقابة على عمل الجهة المسؤولة عن تجهيز الطائرات بالطعام من قبل ادارة الخطوط الجوية العراقية ومحاسبة المقصر حيث ان هذا اساءة لشركة لها تاريخها .
لجنة النزاهة تتهم مسؤوليين بملفات فساد
لجنة النزاهة البرلمانية سبق لها ان اشارت الى فتح عدة ملفات فساد في الخطوط الجوية العراقية متورط فيها مسؤولون كبار في وزارة النقل وهذه الملفات تتعلق بهدر للمال العام وتسجيل طائرتنا عند مشغل تركي لتجاوز موضوع الحظر الاوربي على رحلات الطائرات العراقية . واشارت اللجنة الى ( ان قيمةساعة طيران واحدة بحسب العقد (1100)دولار في حين ان قيمة هذا النوع من التعاقد لاينبغي ان تزيد على (450 )دولارا .. اما لجنة الخدمات والاعمار النيابية فتقول ان الفساد هو الذي اوصل الخطوط الجوية العراقية الى هذا المستوى المتدني من الخدمات وعدم ثقة العالم باجراءات السلامة المهنية المعتمدة كما ان اثارت اللجنة موضوع فرق سعر وقود الطائرات شهريا والذي يبلغ مليون دولار شهريا والذي نفاه مدير عام الشركة سامر كبه غير ان اللجنة لم تقتنع باجاباته .
وباختصار يبدو ان مطرقة الفساد قد كسرت جناح الطائر الاخضر وانهكته .
رحلة شاقة من البداية
ويقول المواطن عبد الستارالصيدلي ان رحلتنا شاقة ومتعبة منذ ان نصل الى ساحة عباس بن فرناس الى دخولنا المطار حيث تواجهنا صعوبات ومنغصات التفتيش والنقل من الساحة الى داخل المطار ومع تقديرنا للاوضاع الامنية الصعبة التي نعيشها لكن هل من الصعب توفير اجهزة حديثة للمراقبة والتفتيش !
واضاف ان عدم انتظام وقت قلوع الطائرات مشكلة اخرى تواجه المسافر الذي بضطر لقضاء ساعات وساعات بل ربما يوم بانتظارموعد طائرته على خطوط عراقية كانت الاولى في دقة مواعيدها وحرصها على راحة المسافر على طائرتها ، اما عن تجهم وجه المضيفة والمضيف فحدث بلا حرج حيث ان عليك تحمل طوال اكثر من ساعتين على الطائرة عبس من يفترض ان تكون مهمته راحتك ولو بابتسامة !
ويقترح ان يصار الى ايجاد حلول لمشكلات بسيطة من قبل الجهات المتخصصة في الخطوط مشيرا الى اننا نعرف ان منتسب الخطوط الجوية العراقية سواء الطيار او المضيف او الاداري والمهندس وغيرهم كانوا يتفانون في ايجاد كل الوسائل لتطوير عملهم فما الذي حصل الان ؟!وهل من الصعب مثلا توفير باصات مكيفة تابعة لاحدى شركات الوزارة مهمتها نقل المسافر الى وجهته لقاء مبلغ معين ؟!
دبلوماسية مسافر بصراوي
المواطن رحيم مصطفى الذي اعتاد كما يقول الذهاب الى البصرة بطائرات الخطوط الجوية العراقية قال بطريقة دبلوماسية وكأنه يتهرب من الاجابة رحلتنا قصيرة لذا لانفكر بما يقدمونه من شاي او مرطبات التي نعتقد بضرورة تقديمها للمسافر . ذاكرا ان رحلاته السابقة مريحة على طائرات الخطوط العراقية .
افضل الخطوط العراقية برغم الملاحظات
السيدة سناء ام قسم تقول اعتدت السفر منذ الستينات الى لندن وعلى طائرات خطوطنا العراقية التي كانت تنافس الشركات العالمية الاخرى في مستوى الخدمات او شروط السلامة بل ان خطوطنا اقدم من خطوط شركات طيران لم تكن دولها في الوجود عندما تأسست شركة الخطوط الجوية العراقية ، لذا فعندما نرى سلبية معينة ننزعج كثيرا لاننا اعتدنا ان نكون الافضل . واضافت الى اليوم اسافر الى تركيا ودبي وعمان احيانا وبصراحة افضل الخطوط الجوية العراقية على غيرها من دون اغفال بعض الملاحظات التي يمكن تجاوزها كاللالتزام بالوقت او موضوع المضيفات وتطعيم طاقم الضيافة بشباب وهو ما سمعت بان الشركة باشرت العمل به بحسب تقرير قرأته على موقعها .
اخيرا نتمنى لطائرنا الاخضر ان يتجاوز مشكلاته ليحلق عاليا في اجواء العالم بثقة ومن دون معوقات ..وما طرح من ملاحظات واراء يمكن تجاوزها اذا توفرت النية السليمة والارادة .