18 ديسمبر، 2024 6:11 م

طائرت فضائية تلقي المساعدات لداعش!!!

طائرت فضائية تلقي المساعدات لداعش!!!

اطل علينا اليوم رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”من خلال قناة العراقية مع جمع من مدراء القنوات الفضائية العراقية وبدت كانها جلسة سمر وتبادل اطراف للحديث!! ,وكأن الاسئلة قد اُعدت سلفا ودققت قبل ان يُبث اللقاء, ومرة ثانية يثبت لنا الاعلام العراقي انه لم يكن بالمستوى المطلوب بالتعاطي مع الاحداث بشكل يُشعر المواطن العراقي بان اعلامه مستقل تماما ,الا ماندر من تلك المحطات,وهذا ماظهر من خلال نوعية الاسئلة التي طُرحت ,والتركيز على حصول جواب شاف وواف لكل سؤال, وماينتج عنه من طرح  اسئلة اخرى ,واكتفى السادة المدراء بطرح السؤال دون التعليق عليه ,وطرح مايرتبط باصل السؤال , وكمثال بسيط لما جرى في هذا اللقاء نذكر ما انشغل به القادة الميدانيين على وجه الخصوص,ووسائل الاعلام ,والتواصل الاجتماعي  لما له من خطورة ,الا وهو تلك  المساعدات التي كانت تلقيها الطائرات الامريكية ,وكان جواب رئيس الوزراء على هذا السؤال هل هناك طائرات امريكية القت تلك المساعدات؟ فكان جوابه نصا.
“اسمعوها مني كذب متواتر، كذب مصنوع و يتم ترويجه و للأسف يوجد جهات اعلامية من نوع معين تروج له، و اقولها بصراحة لهدف معين. فهنالك صراع، البعض لديهم صراع مع التحالف الدولي، مع الاميركان و ‘ديسووهة براسنة’ اقول نحن لا نحمي احد نحن مسؤلين عن حماية بلدنا. انا كيف اتعامل مع جهة تأيد داعش! مستحيل”!
هذا هو الجواب ولم يبادر اي احد من مدراء تلك المحطات الفضائية بالتعقيب على ماذكره شهود العيان مثلا اوماذكره “حاكم الزاملي”رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية من خلال اللقاء الخاص الذي اجرته الاتجاه برس حيث قال” ان السبب الثاني هو وجود الطائرات الاميركية وما يسمى بالمستشارين العسكريين الذين يؤمنون وجود داعش في الانبار، من خلال قيام الطائرات التي تزودهم بكافة انواع الاسلحة والمؤن بشكل يكاد يكون بشكل يومي، حسبما يصرح به الاهالي والقوات الامنية الموجودة هناك !!.
وكشف الزاملي عن امتلاك لجنته صور تظهر ركام طائرتين بريطانيتين انزلتا مساعدات من الاسلحة والمؤن مخصصة لعصابات داعش في منطقة الفلوجة، حيث تم اسقاطها من قبل القطعات العسكرية المتواجدة هناك!!.
ومن المفارقات العجيبة التي سكت عنها هؤلاء الاعلاميون, ذكر ماصرح به السفير الامريكي في العراق “ستيواردت جونز”حيث اعترف نقلا عن “اليوم الثامن”ان هناك مساعدات قد وصلت الى”داعش” وقال في جواب على رسالة “حيدر العبادي”بسؤاله عن ماهية تلك الطائرت في وقت سابق مانصه “ان القوات العسكرية الأمريكية رصدت طائرات عسكرية قامت بإلقاء معدات لا تعرف ماهيتها لمناطق يسيطر عليها مسلحو تنظيم “داعش ”وهي بالتأكيد ليست تابعة لنا,ان اجهزة الاستخبارات الامريكية تشك بوجود جهة اخرى تملك طائرات أمريكية الصنع تحاول الاساءة الى جهودنا المشتركة في محاربة هذا التنظيم, وهي بصدد جمع معلومات اكثر لتحديد هذه الجهة ” .
وبالاضافة الى هذه الاعترافات من قبل “الزاملي “و”السفير الامريكي” عن حصول وتاكيد مانشرمن معلومات حول هذه الطائرات  كان هناك ايضا تصريح مهم جدا لمن هو في الميدان, ويتابع ,ويرصد كل التحركات جوا, وبرا الا وهي “كتائب حزب الله” احد فصائل “الحشد الشعبي” ،حيث اكدت  قيام مروحية أمريكية بتحليق منخفض فوق منطقة الآبار التي يتجمع ويسيطر عليها عناصر داعش شرقي الفلوجة، فيما أشارت إلى امتلاكها فيديو يُظهر قيام المروحية بالتوقف في الجو وبارتفاع منخفض فوق منطقة الآبار وإلقاء “شيء” لسيارتين مدنيتين كانتا تحت المروحية .
بعد ذكر هذه التناقضات والتضاربات التي ذكرناها  وغيرها من ما لايمكن استعراضه في الجملة في مساحة هذا المقال نطرح بعض الاسئلة لنترك القارئ الكريم يتامل في مايحدث.
السؤال الاول : هل رئيس لجنة الدفاع والامن البرلمانية السيد”حاكم الزاملي غبيا او جاهلا حتى يصرح ويؤكد وجود مثل هذه الحالة الغريبة؟! ام انه مسؤول امام البرلمان والشعب والحكومة ويكون صادقا بما يقول, لان مايترتب على كذبه لهو كارثة كبيرة؟!
السؤال الثاني : هل السفير الامريكي”ستيوارت جونز” لايعي ماقاله وهو يمثل اكبر قوة في العالم عسكريا ,وسياسيا, وبالتأكيد لايكون سفيرا لو لم تكن لديه مؤهلات كافية حتى تكون كلمته مسؤولة امام كل العالم, فضلا عن من خوله واعطائه صلاحيات مطلقة في بلد مثل العراق ؟!
السؤال الثالث : هل نثق بمن في الميدان, وهو معرض للموت في اي لحظة ويدافع بكل بسالة وقوة “ككتائب حزب الله”؟ ام نتهمهم بالكذب وهم الاقرب للواقع من خلال تواجدهم في هناك  ويرون مالا يراه غيرهم من السياسيين؟!
 ان كلام رئيس الوزراء لم يكن كلاما مسؤولا, ولم يكن حتى دوبوماسيا في اجابته ولم يكن عارفا بالسياسة مطلقا ,وحاول ان يجعل من المشاهد العراقي غبيا لايعي ولايفهم اللعبة ,وما هي عليها ,ووفقا لماذكرناه من اعترافات ومن مشاهدات نستطيع القول  بان “حيدر العبادي” قد اخفق اولا في جوابه الانف الذكر ,وثانيا لم يعد اهلا للثقة ,والاعتماد عليه كرئيس وزراء للعراق لما يحاول اخفائه , او ربما الخوف من التصريح به ,والمشكلة انه نفى نفيا قاطعا واستهزء بمن يقول بوجود هكذا عمليات , الذي لانعلمه عن من يدافع رئيس الوزراء؟ ولماذا يحاول اخفاء الحقائق ؟ اذا كان يدافع عن امريكا, فامريكا قد اعترفت بوجود هذا الامر ,واعترفت ضمنيا بانها لاتريد مساعدة العراق من خلال جواب السفير الامريكي قوله  ” ان القوات العسكرية الأمريكية رصدت طائرات عسكرية قامت بإلقاء معدات لا تعرف ماهيتها لمناطق يسيطر عليها مسلحو تنظيم “داعش ”.!!فماذا كانت تنتظر القوات الامريكية حينما رصدت تلك العمليات ؟شيئ مضحك !
 وان كان يدافع عن سياسته في الادارة, وانه مسيطر على الارض سياسيا ,وعسكريا,   فاثبت انه غير قادر على ذلك , ولم يكن مسيطرا لا على الارض ولا على الجو ويبدو بحسب المصطلح الذي استحدثه سيادته وسماه بالـ”الفضائيين”ان الطائرات التي القت تلك المساعدات فضائية ايضا ,ولاوجود لها, ونخشى في يوم ما ان يصبح الشعب العراقي كله فضائي ولاوجود يذكر له!!.