19 ديسمبر، 2024 12:45 م

يبدو أن الترسبات،  والتصدع الكبير،  التي خلفتها الحكومة السابقة على مدى ثمان سنوات؛  لم يصلح في الوقت القريب،  وإنما يحتاج إلى دراسة صحيحة،  ورؤية واضحة.. 
ورثنا تركة ثقيلة من الحكومات السابقة منذ عقود،  حيث عمدت تلك الحكومات على تخلف البلد،  وإنعدام المؤسسات العامة،  وجعل الشعب يرزح تحت الة الحروب،  ومطرقة السياسة العمياء؛  التي صادرت الشعب،  ومقدراته،  وجعلته ملك العائلة الحاكمة.. 
كم تمنينا أن نغادر هذا الإسلوب في الحكم بعد سقوط النظام البعثي،  الذي حكمنا طيلة ثلاثة عقود ونصف،  وعند ذكره يمر في مخيلتنا السجون المظلمة،  والإعدام بالجملة،  والمقابر الجماعية،  وأحواض التيزاب،  ومصادرة حقوقنا؛  حتى أصبح العراق،  وكافة مؤسساته،  تسمى باسم العائلة الحاكمة طيلة تلك الفترة.. 
فقد أصر معظم الساسة العراقيين،  بعد التغيير على ترميم تلك الحقبة السابقة،  لكن بوجه الديمقراطية،  والمظلومية،  والدفاع عن الحقوق،  ومقدرات البلد،  والحفاظ على المذهب،  والوقوف أمام إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؛  وسحابة كبيرة من هذا القبيل،  بوجود مساحة كبيرة لدى الشعب،  لإستيعاب كل ما يطرح أمامه بدون تفكر دقيق،  وإستذكار الماضي المظلم،  والخوف من العودة.. 
قد يكون الرئيس المصري السابق حسني مبارك،  أعطى دروس حقيقية إلى بعض المتشبثين في العراق،  حيث عمد مبارك إلى تسجيل جميع ما يملك بأسماء أقاربه،  وأنصاره،  وأركان حزبه،  وكل ما أقترف من جريمة،  أو مصادرة شيء ما؛  بوبها بشكل قانوني،  وكأنما يدرك هذا اليوم الذي يمثل فيه أمام العدالة،  ولذلك لم يجد القضاء المصري ما يدينه به،  وهذا ما جعل الرئيس مبتسم طيلة فترة المحاكمة..
لكن جاء هذا الدرس متأخر جداً على الذين أرادوا مصادرة العراق،  ولم يفهموا أبجدياته،   حيث تهشمت أفكارهم،  ومشاريعهم الخبيثة،  بجدار إرادة المرجعية الدينية في النجف الأشرف،  والقوى الوطنية،  والشعب العراقي،  وأن جاءت صحوت ضمير الشعب متأخرة؛  لكن إستطاع أن يعيد ترتيب أوراقه من جديد،  ويصحح مساره،  ويحدد بوصلته باتجاه المرجعية العليا،  ويوقف المهزلة السياسية،  والمتشبثين فيها؛  التي نحن اليوم نطفوا على ما خلفته ورائها من مشاكل أمنية،  وإقتصادية،  وسياسية”،  وفضائيين،  ومشاريع وهمية”،  وطائرات عائلية،  وعشائرية”… 

أحدث المقالات

أحدث المقالات