9 أبريل، 2024 6:20 ص
Search
Close this search box.

طائرة التحالف المدني الديمقراطي

Facebook
Twitter
LinkedIn

دورتان انتخابيتان مرتا على عراقي بعد تغيير نظام الحكم في نيسان 2003، ولم اشارك بهما سوى في مشاهدة صور المرشحين والنتائج النهائية لتلك الانتخابات، الدورة الانتخابية الثالثة ستجرى بعد أيام قلائل و مواليدي ستسمح لي بالمشاركة الفعلية فيها واختيار من يمثلني بمجلس النواب القادم، وكعادتي منذ بداية الحلمة الدعائية اتفحص وجوه المرشحين جيدا واصغي واقرأ برامجهم الانتخابية.
لم اجد تغيرا كبيرا بديلا لما طرح سابقا في الدورتين الماضيتين، ذلك لان الوجوه هي ذاتها التي تربعت على عرش السلطة، والتي جلعتني على مدى ثمانية اعوام اصرخ وانحب من وجودي في هذا البلد، حيث لا الإنسان محترم و لا يحظى بأبسط مقومات العيش كالأمن والغذاء والصحة ووسائل الترفيه، حتى وصل بيّ الحال الى ان استنجد اصدقائي من عراقيي الخارج بأن يساعدوني بمنحي فيزا سفر الى دولهم الاوربية والخلاص من هذا الوضع بساعات معدودة على متن اي طائرة.
محاولتي هذه لم يكتب لها النجاح كغيرها الكثير، ما جعل اليأس وطنا لجسدي وتفكيري بالوصول الى بلد يحترم الشخص بوصفه انسانا يتمتع بالحقوق والحريات، وفي خضم بحثي عن بدائل اخرى تمكنني من الخروج من هذا البلد الذي قد يزداد امره سوءاً، لاسيما مع اقتراب الانتخابات البرلمانية وجدت البديل الذي قد يجلعني اتمسك اكثر بالبقاء هنا على قيد الحياة لا ان اكون رقما من ارقام قتلى التفجيرات اليومية.
لكن هذه المرة عن طريق صور المرشحين و برامجهم الانتخابية، اكثر من عشرين يوما كانت كفيلة لان اعرف اسماء المرشحين ونوايا ترشحيهم، وجدت قائمة حديثة التشكيل و قديمة الانتماء للوطن، قائمة لم يكُن مرشحيها جزءاً من الخراب والقتل الذي رأيته على مدى الاعوام الثمان الماضية، ضمت هذه القائمة شخصيات اكاديمية معروفة بنزاهتها واخلاصها وحبها للبلد واصرارها على تغيير احوالنا التي دفعت الكثر مثلي الى التفكير بالهجرة لاي بلد اخر يضمن لنا العيش برفاهية من خلال برنامج متكامل ومدورس.
لا زالت فكرة السفر تدور وتمنو برأسي كل ما قرأت خبرا عاجلا يعلمني بحدوث تفجير في مدنية معينة او سماعي لصوت هذا التفجير، لكنّ هذه الفكرة تنحسر كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية، لاني من المؤمنين بأن الانتخابات هي الطريق الامثل لتحسين صورة المشهد العام، ولكوني ممن يحلم بدولة مدنية لا تحكمها العشيرة ولا تفضل الطائفة على الحقوق العامة، لهذا اجد في قائمة “التحالف المدني الديمقراطي” الاداة المهمة لبناء الدولة وتحقيق التغير المنشود، ولاني اجدها ايضا الطائرة التي ستجعلني احلق فوق عراق آمن سعيد غير طائرات المرشحين السابقين التي لم تحط بهم الا في العواصم العربية والاوربية تاركين الشعب يعاني من التفجيرات وسوء الخدمات.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب