20 مايو، 2024 7:51 ص
Search
Close this search box.

طائرات عراقية تقصف كفار قريش في مكة

Facebook
Twitter
LinkedIn

اكثر ما يؤلمني ويشدني للشعور بالكآبه والحزن تلك التصريحات  المنافية للعقل التي تصدر غالبا  من  مسؤولين حكوميين ورجال دين تتناقض مع المنطق وتصب في خانة الخزعبلات  والضحك على ذقون العباد .. والخزعبلات او الخرافات  هي الاعتقاد او الفكرة القائمة على مجرد تخيلات دون وجود سبب عقلي او منطقي مبني على العلم  والمعرفة  لتأكيد صحتها  وقد تكون مقبولة  لدى البعض  من الجهلة والاميين من عامة الناس  وهم في كل ما يؤمنون به معذورون  بسبب اميتهم  وجهلهم  خاصة اذا كانت هذه  الخزعبلات تصدر من شخص  اكثر منهم  امية وجهالة ..  لكن ان تصدر هذه الخزعبلات من مسؤول حكومي  كبير المفروض به ان يكون  محصنا و كلامه موزونا  وفق سياق المنطق فتلك مصيبة لايمكن ان تمر مرور الكرام  خاصة وان هذا المسؤول  محسوب من ضمن الوزراء التكنوقراط  .. بالامس  خرج علينا  هذا الوزير المبجل  بمعلومة هزت الدنيا  بعد اكتشافه  عن طريق ما يقرأ  من كتب بحسب  ادعاءه  “ان  العراق  وقبل اكثر من سبعة الاف سنه  كان يمتلك  مطارا  تحط  فيه مركبات فضائية  .. واكد الوزير التكنوقراط  ان هذه المعلومة قد لايعرف  بها علماء ومؤرخون ومختصون ناهيك عن ابناء الناصرية المحرومين من الخدمات التي كان يتمتع بها رعايا سومر قبل سبعة الاف سنه  ” واشار الوزير صاحب المعالي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى محافظة ذي قار الى ان وكالة ناسا الامريكية  تعترف بجانب من هذه المعلومة التي يمكن التأكد من صحتها بالعودة الى بعض المصادر والكتب ” كتب الخيال العلمي ” .. واسهب في الحديث عن الملائكة السومريين الذين كانوا  يطيرون بجناحين وثلاثة اجنحة .. وللامانة نقول ان ما صرح به الوزير كان صدمة لكل العراقيين  خاصة وانه محسوب على حكومة التنكوقراط  عفوا ” التكنوقراط ”  التي طالما بشرنا بتشكيلها رئيس الوزراء حيدر العبادي  .. وان صحت الرواية  فان  العالم شهد قبل سبعة الاف سنة  تقدما في مجال  النقل الجوي وان  امريكا لم يكتشفها كريستوفر كولومبس  بجهده الخاص بل عن طريق قيام طائرات عراقية  مخصصة بالرصد الجوي من شركة ” سومر كومبني ”  بمسح جوي  حددت فيه وجود ارض نائية  في اقصى غرب الكرة الارضية حيث تم  اكتشافها ..  وان  المعارك التي وقعت  خلال عصر  فجر الرسالة الاسلامية  ومنها معركة بدر وغيرها من المعارك تمت بدعم جوي ولربما كانت الطائرات العراقية  لها فضل في تحقيق الانتصارات على الكفار بعد قيامها بالتحليق من مطار الناصرية  باتجاه تخوم  مكة المكرمة  ودعم المسلمين في معاركهم  الايمانية ولربما تكون الطائرات قد وصلت منطقة المعارك بعد قيامها بعمليات ارضاع جوي  لطول المسافة بين مدينة الناصرية ومكة المكرمة .. والحديث يطول  عن فضل العراقيين على العالم .. هكذا يتعامل المسؤولين الحكوميين والبعض من رجال الدين المشعوذين مع عقلية المواطن العربي عموما والعراقي خصوصا  وان ما  صرح به ذلك المسؤول الحكومي العراقي  لم ياتِ من فراغ بل هو امتداد  لما يصرح به رجال دين  ..فقبل ايام خرج علينا رجل دين سعودي  بنظرية جديدة ربما سيمنح من خلالها جائزة نوبل في الفيزياء  ليس لانه اكتشف  حالة كونية  غير معروفة سابقا بل سيمنح جائزة نوبل باعتباره اغبى انسان وجد على الكرة الارضية فقد  اثبت هذا الفطحل ان الارض لاتدور حول نفسها  وانها  عبارة عن كرة ثابته في الجو وقال ” لو كانت الارض تدور حول نفسها  فلماذا يقوم الانسان بالسفر الى دول العالم عن طريق النقل الجوي في حين بامكانه  التحليق بالجو  بشكل عمودي في طائرة  والانتظار لحين وصول الدولة  التي يقصدها  بدل تحمل مشاق السفر ” بهذا المنطق يتعامل هذا الانسان الذي يدعي انه رجل دين مع الظواهر الكونية وما  نطق به هذا المخلوق الكوني ليس جديدا فقد تعودنا  سماع مثل هذه الخزعبلات  وهي ليست غريبة  علينا فطالما زرعوا فينا المعتقدات البالية  ومنها شرب بول الحمير لعلاج الامراض المستعصية   والاعتقاد بان بعض الاحجار تجلب السعادة وبعضها الاخر يجلب النحس والبعض الاخر يحمي الانسان  من الاخطار المحدقة به  اضافة الى ترويجهم معتقدات  لايستسيغها العقل في زمن  توسع فيه الفكر الانساني ووصل الى حد تسخير الفضاء لخدمة الانسانية .. اذن لاضير فيما اقول بان  اكثر ما يؤلمني ويشدني للشعور بالكآبه  والحزن تلك التصريحات  الغير مسؤولة التي تصدر من مسؤولين حكوميين ورجال دين  تتناقض مع المنطق ..  تصريحات مبنية على الشعوذة  واساليب الخداع  وتجهيل العراقيين وتخريب عقولهم  تارة بحكم المسؤولية التي يشغلها ذلك المسؤول وتارة اخرى  باسم الدين ورموزه وكتبه السماوية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب