23 ديسمبر، 2024 12:05 م

طائرات التحالف الدولي و السيناريو الأمريكي !!!

طائرات التحالف الدولي و السيناريو الأمريكي !!!

يبدو أن السيناريو الأمريكي المُعد للعراق بعد العام 2003م لم تنتهي فصوله وحلقاته المتشابكة حتى الآن على الرغم من تحقيقه للعديد من الأهداف الإستراتيجية المنشودة على مدار العشر سنوات الماضية و أهمها زرع و غرس الطائفية المقيتة بين الأحزاب والمكونات السياسية التي ألقت بظلالها على المواطن العراقي بشكل يومي , لكن الهدف الأكبر و الأسمى لا زال قيد التنفيذ وهو (تقسيم) البلاد لثلاث دويلات كل واحدة لطائفة أو قومية خاصة .

فعند مراجعة حلقات هذا السيناريو المُتحابك بإتقان نَجد انه و بعد احتلال العراق قد بدأ بحلِ وزارتي الداخلية و الدفاع لتبقى الحدود مفتوحة على مصراعيها لأكثر من ثلاث أعوام أمام التنظيمات الإرهابية وأهمها (القاعدة) التي دخلت واستقرت في المحافظات الغربية والشمالية لتبدأ أعمالها الإجرامية المنظمة مستهدفةً طوائف المجتمع لإشعال فتيل الحرب بينها , وحينذاك ظهر اسم (أبو مصعب الزرقاوي) قائد التنظيم في العراق كـ بطل لتلك المرحلة أو الفصل المعدة سلفاً حتى تم قتله في (هيت) بعد أربع سنوات من البحث عليه وأشغال العراقيين و الرأي العام فيه حتى حقق وأنجز مهمته التي أسندت له بـ مقتل رجالات دين من الشيعة و السنة و تفجير ( الأماميين العسكريين) في سامراء و استهداف الأقليات إضافة إلى إرهاب المفخخات و التفجيرات اليومية الذي حصد أرواح الملايين من العراقيين .

لم ينتهي المسلسل بمقتل (الزرقاوي) الذي أمل العراقيون به خيراً , بل ظهر بطلٌ جديد على الساحة يدعى (أبو عمر البغدادي) مُكملاً النهج الذي أتى به سلفه لتَنشغل الحكومة و القوى الأمنية و الشارع من جديد بالبحثِ عنه حتى قُتلَ أيضا , و السيناريو مستمرٌ بأحداثه الغريبة والعجيبة واصلاً إلى مرحلة أو فصلِ إرهاب ما يسمى بـ(الدولة الإسلامية في العراق والشام)

( داعش ) الذي اعتبر و المغول (التتر) أخطر وأشرس إرهابيين واجها العراق في تاريخه الحديث لسيطرت واحتلال (داعش) على مُدناً كبيرة كـ الموصل و صلاح الدين و الانبار وقيامه بأبشع مجازر بحق الإنسانية في ( سبايكر ) و ( الصقلاوية ) و ( السجر ) و (سنجار) إضافةً إلى تهجير و تشريد وقتل العراقيين في تلك المحافظات المسيطر عليها من قبله , وهي جرائمٌ ترتقي أو تفوق ما فعله (المغول) ببغداد , وليكونَ بطل هذه المرحلة (أبو بكر البغدادي) , الذي لا نعلم في أي حلقة سينتهي دورهُ ليقتل ؟ ويخرج لنا بطلاً دموياً غيره ..

واليوم التحالف الدولي الذي شُكل لدعم العراق !! بقيادة أمريكا وجه طائراته لقصف مواقع (داعش) في العراق . لكن ليس بما تشتهيه وتريدهُ الحكومة العراقية بل بحسب ما مخطط ومكتوب في السيناريو الأمريكي حيث تقصف بعض طائرات التحالف مواقع محددة لـ(داعش) فيما ترمي طائراتٌ أخرى الأرزاق والذخيرة و الأسلحة الحديثة على المناطق التي تسيطر عليها (داعش) بينما تقوم طائرات أخرى للتحالف الدولي بقصف مواقع التقدم للجيش العراقي ومتطوعي الحشد الشعبي بطريق الخطأ !!!!

و يبقى السيناريو الأمريكي مفتوحُ الحلقات والفصول والأحداث .

لكنَ أملنا يبقى معقوداً على جهود جيشنا العراقي و المتطوعين لإسناده من الحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية الشريفة وهي تسحق بدماء الشهداء الزكية الطاهرة يوماً بعد يوم عصابات (داعش) التي أوجدها وصنعها على أرضنا المقدسة ذلك السيناريو الأمريكي البغيض .فبعد تحرير (صلاح الدين ) و (آمرلي ) و (جرف الصخر) و ( الضلوعية ) و (عامرية الفلوجة ) و (سامراء) و (العظيم) , أن شاء الله (الانبار) بكاملها و (الموصل) قريبا جداً …