23 ديسمبر، 2024 7:03 ص

طائرات الاف 16 الامريكية يجب ان تكون في كوردستان لا في الاردن

طائرات الاف 16 الامريكية يجب ان تكون في كوردستان لا في الاردن

تعودنا ان نسمع من الحكومة العراقية دائما شرحا وافيا وتفصيليا ( لحد القرف) عن المشاكل التي تواجهها من جهات داخلية اوخارجية دون ان تخوض في حلول منطقية لها . وطبعا هناك فرق بين جعجعة الحديث عن المشكلة وبين ايجاد حلول لها , مثلما ان هناك فرق بين استشراف المشاكل قبل حدوثها ومحاولة ايجاد حلول لها , وبين البحث عن الحلول بعد حصولها .

فمنذ اشهر والحكومة العراقية تتحدث عن قرب استلامها لطائرات الاف 16 الامريكية وتبشر العراقيين بالتغير الذي سيطرا على مجريات الحرب مع داعش بمجرد دخولها هذه الطائرات الخدمة , لكنها لم تدرس المشاكل التي يحتمل ان تعترض طريق استكمال هذه الصفقة والبحث عن حلول منطقية لها قبل ان تطفو على السطح .وقد كتبنا قبل فترة عن المشكلة الرئيسة التي ستعترض طريق اتمام هذه الصفقة .. وهي مواقع المطارات والمدارج العسكرية التي ستقلع منها هذه الطائرات .

وفعلا اثيرت هذه المشكلة مؤخرا بين الطرفين , وعرض الجانب الامريكي امكانية استخدام المطارات العسكرية الاردنية لقصف مواقع داعش داخل العراق , ورفضت الحكومة العراقية هذا العرض معتبرة اياه انتهاكا لسيادة العراق وخرقا للاتفاقية الامنية التي وقعت قبل سنوات بين الطرفين .

ان الموقف الامريكي هذا (وحسب وجهة النظر الامريكية) له ما يبرره من انعدام الثقة في امكانية المؤسسة العسكرية العراقية الحفاظ على هذه الطائرات من الوقوع في يد جماعات خارجة عن القانون سواء اكانت داعش او المليشيات الشيعية … فتكرار عمليات انسحاب الجيش العراقي في معارك عديدة دون قتال تاركة ورائها اسلحتها الثقيلة لينعم بها تنظيم داعش , يجعل من اختيار مطارات عسكرية في المنطقة الوسطى في العراق امرا في غاية الخطورة في امكانية استيلاء داعش عليها . اما في المناطق الجنوبية (التي تعتبر مناطق نفوذ للمليشيات الشيعية) فان استخدام المطارات العسكرية فيها يعني فقدان المؤسسة العسكرية السيطرة على هذه الطائرات , ووقوعها تحت رحمة المليشيات الشيعية التي تربطها علاقات ستراتيجية مع الطرف الايراني , مما يعني تسخيرها للاجندات الايرانية وتوجهاتها في العراق والمنطقة .

ان اختلاف الرؤيتين الامريكية والعراقية حيال هذا الموضوع يحتم البحث عن حلول نكون مقبولة لدى الطرفين . وفي رايي فان الحل الوحيد للخروج من هذه الازمة هو اختيار المطارات العسكرية الموجودة في اقليم كوردستان لتكون منطلقا لهذه الطائرات , الامر الذي سيطمأن الجانب الامريكي من عدم وقوع هذه الطائرات بيد داعش او المليشيات الشيعية , ويحافظ من جهة اخرى على استقلالية وهيبة الحكومة العراقية باعتبار ان اقليم كوردستان لا يزال جزءا من الدولة العراقية . اضافة الى ان وجود هذه الطائرات على ارض الاقليم سيبدد مخاوف كوردستان ودول اقليمية اخرى من ان تستعمل هذه الاسلحة ضدها مستقبلا .