يردد كثير من الكتاب والشعراء والعشاق؛ في حال التعبير عن موقف نبيل يعنيهم، فيقولون أنهم عاجزون عن وصف ما يدور بخلجاتهم، والكلمات لا تكفي لتفسير معنى عواطفهم.
تأتي الكتابة من الشعور، وإشتهر بها العشاق؛ حين تطير النفوس بفضاء حبيبها، فتنشد شعراً وتغني ألماً.
لم يكتف العشاق بوصف حقائق معاناتهم، وما كان الوصف سوى قطرة في بحر ما يخالج شعورهم، ويقضُّ أحلامهم؛ حتى جعلوا للحب أصناف ومراتب، وأوصاف تمثل شيء من معتقداتهم؛ فقالوا: أن في الحب عشقاً وولهاً وهيام، وأعلى مراتبه الجنون.
الشعراء أجادوا بوصف الحب حتى قال أحدهم” الحب في الأرض شيء من تصورنا إن لم يكن فينا أفترضناه”، فتمعنوا في الجسد وقليل الى العذري، وبين الحالتين أفعال إنسانية إقترب الأول منها الى الغرائز، والثاني الى البراءة والطبيعة الإنسانية.
إستمر المؤلفون والكتاب والشعراء؛ بسرد روايات أقرب للخيال من الحقيقة، وإمتلأت المكاتب العالمية بالخرافات، التي لا تساوي قطرة من بحر التكنلوجياً، الذي ينقل لنا صور مباشرة؛ عن الصراع الفكري وذروة الإشتباك، الذي قسم العالم الى فريقين، واحد يؤمن بالحياة والإنسانية والقيم، وآخر يَدين بالإرهاب والقتل والدمار، ومحو كل خطوط المحبة، التي خطت من أول يوم للخليقة؟!
خلاصة مكامن القصص والحكايات، هي أن تتفق بأطر عامة للحد من العناء، وتبني الأسرة كلبنة أساسية للمجتمع، فيها التزاوج والتقارب والتجاور، والإنطلاق للمحلة والمدينة والوطن، ويشعر كل أنسان أنه شجرة مثمرة تزاد ثماره بإمتداد جذوره؛ الى أبناء وأحفاد.
نتفق مع كل عاقل أن حربنا ضد الإرهاب،؛ لأجل الحياة والسلام، بوجه هجمة سوداء تريد قطع الأنساب والجذور الإجتماعية والإنسانية والتاريخية والدينية، وتهدم مرتكزات الدولة وفكر مواطنيها.
لا يمكن وصف مبادرة وزارة الشباب والرياضة؛ لإقامة الزفاف الجماعي لمجاهدي الحشد الشعب، وحملت معاني كبيرة ورسالة حب الحياة والسلام، وقمة العطاء في صناعة تاريخ الشعوب، وتخليد البطولات، وأصمتت الأقلام وقصص التاريخ؛ أمام شباب يتركون أيام عرسهم وشهر العسل، ويتعطروا بالبارود ويعزفون هلاهل
البنادق، وتراقص الأجساد على منحر الشهادة والذود عن الوطن، وكم كُنّ عظيمات عرائسهم؛ حينما أختاروهن للوقوف خلف رجال عظماء، ومقتبل عمرهم مجد يروي للأجيال قصص البطولة، ولبسن ملابس أزواجهمن العسكرية، وحليهن علم الوطن، وإرتضن لأنفسهن من زواج الشهداء.
أن موقف العراقيين اليوم؛ يدل على شعب يحب الحياة والسلام، ويقاتل بيد ويبني بالآخرى، ويعطي شهداء ويتزاوج وينجب أجيال، ويتوارث المآثر والبطولات، ويرفع زخم معركة الحق رجال ونساء، شيب وشباب، وهناك يفتح صالة لإدارة العمليات وإسعاف الجرحى، وهنا صالة ولادة وعناية بالأطفال.
تختلط الدموع بالفرح؛ حين يصل الى قمة العطاء، ويحق ذرف دموع الإبتهاج على موقف لا شبيه له بالتاريخ.
قد تُكتب أمجاد شعب بإسم شخص، أو آخر يغيّر مجريات التاريخ، ولكن على البشرية أن تقف، وتؤدي التحية لمجد أولئك الشباب، الذين إستبدلوا بدلات زفافهم بملابس الحشد الشعبي، وناموا على وسائد التراب بدل المنتجعات، وزفوا أنفسهم الى قوافل الشهادة، وقال 250 شاب في زفاف جماعي، أن الملايين تنتظر فعلنا، وعلى التاريخ أن يطأطأ الرأس، لعظمتهم، ويخفف الوطأ على الأرض، إنهم في زفاف جماعي، ومجانين بحب الوطن.