مخطئ و غير فاهم و مستوعب للأحداث من يتصور أن الجمهورية الاسلامية في إيران، هي الان في موقع القوة و الاقتدار وانها تمتلك زمام المبادرة و بإمکانها أن تٶثر على الاحداث و التطورات کما تريد و يحلو لها، إذ هنالك ليس دليل او مستمسك واحد وانما مئات الادلة و المستمسکات القاطعة التي تدل على حراجة و حساسية الاوضاع و الظروف التي تمر بها هذه الدولة حاليا و الازمات و المشاکل الکبيرة و المستفحلة التي تئن تحت وطأة تأثيراتها.
الجمهورية الاسلامية في إيران التي بدأت تشعر و بصورة واضحة بأنها عنصر غير مرغوب بها في المنطقة على أثر إجبار تابعها و رجلها القوي في العراق نوري المالکي، على التنحي رغم أنفه و فرض ذلك على المرشد الاعلى لهذه الجمهورية و الذي تقبلها على مضض، هذا التطور الذي أعقبه دخول تنظيم داعش الغريب و المفاجئ للعراق و الذي توضح بأن طهران لازالت المستفيدة الاکبر من هذا التطور الدموي ذو الطابع الارهابي، ولأن الحمل قد إزداد ضغطه على أکتاف نظام الجمهورية الاسلامية على أکثر من صعيد فقد حاولت أن تخفف من هذا الضغط بفتح جبهة اليمن عن طريق أتباعها الحوثيين.
فتح الجبهة اليمنية و المٶامرة القذرة التي إستهدفت هذا البلد الذي لايزال شعبه يعاني من وطأة النظام الدکتاتوري السابق لعلي عبدالله صالح، کان بهدف إستخدامه کورقة ضغط على أکثر من صعيد، لکن دول المنطقة و على رأسها السعودية التي تحملت طيش و نزاقة المغامرات الايرانية فإنها رأت في فتح الجبهة اليمنية و السعي لجعلها نقطة إنطلاق جديدة لمد نفوذ و هيمنة طهران فيها، خطا أحمرا ولذلك فقد إنطلقت عملية”عاصفة”الحزم، التي تعتبر اول موقف عملي حازم و صارم من نوعه في وجه مشروع الجمهورية الاسلامية في إيران ببناء إمبراطورية دينية ذات مضمون طائفي، ولاغرو من أن هذه العملية قد باغتت طهران و فاجئتها کثيرا و دفعها الى إعادة النظر کثيرا بحساباتها في اليمن.
عملية”عاصفة”الحزم، التي تتزامن معها المحادثات النووية في لوزان و التي تعتبر هي الاخرى عامل ضغط جدي على طهران، يمکن إستخلاص الکثير من مجريات الامور في هذه المفاوضات، ذلك أن طهران و بعد تطورات العراق و إنطلاق عملية”عاصفة”الحزم، و الهزائم التي مني بها النظام السوري و المرتزقة المقاتلين الى جانبه، قد غيرت من وضع الوفد الايراني المفاوض کثيرا بحيث لم يعد أمام هذا الوفد سوى”الانبطاح” او الرفض و المواجهة و في الحالتين فإن النظام القائم في إيران سيصيبه الکثير من الضرر الى الحد الذي من الممکن أن يٶثر على ديمومته و إستمراره.
مٶسس نظام الجمهورية الاسلامية في إيران الذي وجه النقد الى النظام الملکي لبيع فتيات في منطقة بندر عباس، فإن العالم اليوم يشهد ظاهرة بيع الفتيات في طهران ذاتها حيث هنالك إعلانات بشأن ذلك، مثلما ان هناك ملايين الجياع في هذه الجمهورية و جيشا من العاطلين يقدر أيضا بالملايين الى جانب أن أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر، هذا إذا وضعنا جانبا القضايا المرتبطة بالادمان و إنتشار الجريمة و التفكك الاسري و الاجتماعي وغيرها من الظواهر السلبية، ولذلك، فإن الجمهورية الاسلامية في إيران تمر اليوم في واحدة من أسوء ظروفها و أوضاعها ويجب على دول و شعوب المنطقة أن لايفوتوا هذه الفرصة و يردوا الصاع صاعين لها بما فعلته و إرتکبته بحق دول المنطقة وان تضييق الخناق عليها يکون أکثر تأثيرا و فعالية عبر الاعتراف بالنضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي وحيد له من أجل إحداث التغيير الاکبر في إيران. [email protected]