23 ديسمبر، 2024 4:17 ص

ضيفنا الظريف وظريف الضيف .. دلائل واضحة على حال البلاد

ضيفنا الظريف وظريف الضيف .. دلائل واضحة على حال البلاد

يروى في الموروثات ان ضيفًا حل على احدى الأسر واراد ان يمازحهم , حيث قام بتقسيم الطعام المعد له مع العائلة بطريقة فكاهية جعلتهم مسرورين من خفة دمه واسلوبه في الممازحة . هذه الحكاية شبيهة بزيارة وزير الخارجية الفنلندي السيد بيكا هافيستو الى بغداد الذي اجرى زيارة رسمية لم يسبقها تهليل وتطبيل إعلامي . كانت واضحة المعالم ضمن برنامج بروتوكولي التقى خلاله شخصيات معينة في الحكومة الاتحادية من اجل تعميق العلاقات الثنائيّة بين البلدين لتحقيق المصالح المُشترَكة لا أكثر . زيارة تكللت بأفتتاح مبنى السفارة الفنلندية في بغداد بعد ثلاثة عقود على اغلاقها . الوزير الضيف لم يجري أي لقاءات خارج السياق الدوبلوماسي مع زعامات حزبية وعشائرية ولم يتدخل بشؤون العراق او يطلب منه انهاء وجود اية قوة على ارضه . على عكس ظريف الضيف الذي كان في بغداد قبل ايام في زيارة سبقتها عاصفة من الدعاية والترويج توحي بأن الزائر صاحب الدار والقيادة العراقية هم الضيوف . برنامج الزائر الاخير كان يضم لقاءات لثمانية زعامات عراقية من بينها رئيس مجلس القضاء الاعلى ولا نعرف سببها او الدوافع التي تقف وراءها، سيما مع الشخصية الأخيرة التي تمثل إحدى أهم رئاسات السلطات في البلاد ! اسئلة كثيرة تطرح نفسها حول هذه الزيارة التي اخذت مساحة اكبر من زيارة اعتيادية يقوم بها اي وزير خارجية لدولة مجاورة . من بين تلك الاسئلة : اذا ما قام وزير الخارجية العراقي بزيارة اي من الدول المجاورة، هل سيسمح له بلقاء شخصيات معينة حسب رغباته دون أن يستنكر أحد عليه ذلك؟ الإجابة واضحة جدا وهي : بلا ادنى شك ستكون خطواته محسوبة وتحركاته محدودة والتجارب السابقة خير شاهد على ذلك. وهذا ما يجعلنا نؤمن اننا جزء من معادلة لا ناقة لنا فيها او جمل ، معادلة جعلت العراق يدفع ثمن الكثير من الخسارات بما في ذلك سيادته التي تستند على أرضية رخوة يجب تدعيمها بالمزيد من القرارات السيادية التي تعيد للعراق ماء وجهه وتحفظ حقوقه المسلوبة على حساب حياة مواطنيه الذين باتوا اخر ما تفكر به حكوماتنا الرشيدة .صورة داخلية