22 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

ضيعوا المشيتين

يحكى ان غرابا راى عصفورا يمشي فأعجبته مشيته و اراد ان يتعلمها وظل يحاول ولكنه لم يستطيع وعندما يأس منها حاول العودة الى مشيته القديمة الا انه اختلط في المشيتين واصبح اقبح الطيور مشيا .
حال حكومتنا مثل حال هذا الغراب ارادت ان تصبح دولة ديمقراطية فلم تفلح لان الديمقراطية لاتبنى بأدوات طائفية وهم جميعا , اي الاحزاب المؤتلفة بالسلطة هم احزاب طائفية بأمتياز , فلم تلتزم بالدستور ولم تسمح بالممارسات الديمقراطية التي تعبر عن رأي المواطن  ولم تحترم القوانين التي سُنَت لصالح المواطن ووفرت احتياجات الشعب وحققت الانجازات مثلما اراد الشعب لانه عانا ماعانا من النظام السابق .
 وارادت ان تتراجع لتكون دولة مستبدة وقوية مثل الحكومة السابقة التي حكمت بالحديد والنار والتي اخضعت الجميع تحت سيطرتها سواء ان كان مواطن عاديا او معارضا او ارهابيا جميعهم كانوا يعيشون في جمهورية الخوف ويحسبون الف حساب لاية خطوة ولكنها ايضا لم تفلح اذ انها لم تضبط الامن وهذا اضعف الايمان .

وهكذا صارت حكومتنا من اقبح الحكومات فهي غير واضحة الاهداف والمنهج ,تتقلب مابين هذا وذاك لاهي حكومة علمانية ولاهي حكومة طائفية ولا هي حكومة اشتراكية ولاهي حكومة الخوف , انها حكومة بلا وجه.

المواطن يحترم حكومته او يخاف منها  , يحترمها اذا كانت تعمل لصالحه وتوفر له متطلبات معيشته , او يخاف منها لانها حكومة قوية مستبدة دموية ولذلك يأخذ جانب الحذر والخوف , اليوم المواطن لايحترم حكومته لانها فاشلة بكل المقاييس ولا يخاف منها وربما سوف يخاف من نجل السيد نوري المالك فقط !! , فصار يتهكم عليها ويستهزء بها .

بالمقابل الحكومة غير مباليه تماما ولايهمها , ولاتريد ان تعرف لماذا المواطن سلبي معها , ولا نعرف كيف يمكن ان تبنى دولة مدنية عصرية بدون اشراك المواطن بشكل فاعل , ان الحكومة بكل احزابها المؤتلفة تهتم بعناصرها فهي حكومة فئوية بأمتياز وتسعى الى تمجيد رموزها وتوهم المواطن بانها افضل مايكون وانهم لن يتكرروا في التأريخ , ولذلك يسعون الى استنساخ قادتهم وابنائهم , فهم لايؤمنون بدور الشباب الثوري الناضج التي تعول عليه الشعوب ببناء الاوطان وبناء المستقبل بل تعتمد على ثلة من كوادرها وعلى القوات الامنية لترسيخ مكانتهم وتحصينهم امنيا ولم يستفيدوا من تجارب النظام السابق الذي بنى دولته على اقاربه وذويه وابناءه وعزل الشعب , اليوم تعاد نفس الحكاية , السيد نوري المالكي يفضل نجله على باقي القيادات الامنية وكذلك صهره , ويمهد ويعبد لهم الطريق نحو استلام مهام كبيرة وخطرة بحجة انهم الافضل والاقوى بمحاربة الارهاب والفساد , بينما الدولة ينخرها الفساد والشعب انهكهُ الارهاب , انهم ينظرون الى الامور من زاوية مسك السلطة بقبضة من حديد فقط غير مبالين بما يعاني الشعب من ويلات ودمار وتخلف

أحدث المقالات