23 ديسمبر، 2024 1:22 م

ضيعتمونا ضيعكم الله !

ضيعتمونا ضيعكم الله !

هذا الدعاء ورد في رسالة لأحد المعتقلين القابعين في سجون الحكومة العميلة لإيران وهو موجه إلى قيادات وأعضاء القائمة العراقية الذين خيبوا آمال العراقيين الذين زحفوا تحت وابل القصف والمفخخات والتلويح بالاعتقال لانتخاب قائمة رفعت شعار المشروع الوطني … والوطنية منه براء .

وفي الحقيقة كنا لحد يوم 12 ايلول نحمل الحكومة والأجندات التي تقف وراءها مسؤولية معاناة مئات الآلاف من الأبرياء ومعاناة عوائلهم التي ضاعت بعد فقد المعيل في هذا الظرف الاقتصادي العصيب وقد فقدوا الأمل في المثول امام القضاء ويتطلعون لشمولهم بقانون العفو العام الذي من المفترض ان يختص بالمجرمين … ولكن حتى هذا الثوب البالي عز على الأنفس الشح ان تجود به في عيد أو في يوم مقدس للصفح وفتح صفحة جديدة من الصفح والعدل والمساواة … وقد كانت اصابع الإتهام موجهة للحكومة ومن يقف ورائها … ولكن بعد الذي حصل للهاشمي وهو شريك في حكومة تدعي انها حكومة الشراكة الوطنية … فإن المقصر في كل ما يعاني منه جمهور العراقية هم قادة العراقية الذين فشلوا في انصاف ومساندة زميلهم ورد الظلم عنه … فكيف سيدافعون عن معتقلين لايعرفونهم , وقد يكون لديهم شكوك ان يكون بينهم من تلطخت يداه بدم العراقيين ؟ نعم هي قائمة اثبتت انها فاشلة وانها تجمع لانتهازيين ونفعيين وصلوا إلى المناصب بدماء العراقيين فمنهم من يتآمر على القائمة طمعا في كسب رضا المالكي والحصول على منصب نائب رئيس الجمهورية كما يفعل قتيبة الجبوري وكامل الدليمي وجمال الكربولي , ومنهم من يتجسس على القائمة لسلب حقها في تشكيل الحكومة كما فعل حسن العلوي والبطيخ وعالية نصيف وآخرين يعلمهم جمهورهم … فهم فريق بائس لايقل بؤسا عن المتدينين .. فقد بانت كل الحقائق فما يتحدث به العراقيين في مجالسهم العامة ينبغي ان يكون مسلماً به لدى ساسته … فهم يتحدثون عن حكم ايراني بالوكالة والعراقية شاهد زور عليه … ويتحدثون عن سياسة اذلال تمارسها الحكومة لترويض العراقيين وقتل ارادتهم , تتمثل في الاهانات اليومية على نقاط التفتيش , ويتحدثون عن ممارسات عدوانية ضد رموز السنة لتحويل الانتباه عن المظاهرات اليومية لاتباع السيد الصرخي , والصيحات المتكررة لعدد من المراجع الوطنية المطالبة بوضع حد للفساد وتقديم الخدمات للمواطن العراقي البسيط …

وان الجميع يتحدث عن الكيدية والنوايا الخبيثة التي تقف وراء قضية الهاشمي والتي تتمثل في توريط الشيعة في المواجهة مع السنة نيابة عن الحكومة الفاسدة مع انها لاتمثل الشيعة وانها آذت الشيعة بقدر ايذائها للسنة … نعم فهي تقتل الشيعة بالمفخخات لتتهم السنة بالوقوف ورائها لتبرير الاعتقالات والظلم والتهميش الذي يتعرض له السنة , والذي يراد منه خلق معسكرين , معسكر يمثل السنة المطالبين بالعدالة , ومعسكر يمثل الحكومة ومن يتورط في الدفاع عنها مكرهاً استجابة لدواعي التخندق … وهي عملية توريط للشيعة في الدفاع عن حكومة فاسدة وعميلة تحت شعار حماية الحكم الشيعي … ومنذ نيسان الماضي ونحن نترقب مواقف العراقية من قضية الهاشمي وأفراد حمايته ..فإذا بها مواقف هزيلة لا ترقى لمستوى التحديات التي تواجه العراق , الوطن والإنسان … فشلت داخليا في اتخاذ موقف يرد الاعتبار للعراقيين ويلجم طموحات المالكي في التسلط والدكتاتورية , وفشلت خارجياً في تحشيد الضغوط الأمريكية والتركية والعربية , لإعادة التوازن للعملية السياسية وتحييد النفوذ الإيراني المدمر لها , وان الشعارات التي ترفعها ماهي الا زيف وكذب والدليل افعال حكومتها في التجاوز على الحدود وقطع الأنهار ورمي مياه البزل والصرف الحي على شط العرب وتسببها في تدمير المزارع والبساتين على شط العرب , فضلاً على نشر الارهاب في جميع المناطق العراقية وذلك لكون ايران تمتلك الصلاحية الكاملة بالتوغل في حدودنا من خلال عملائها ومن نصبتهم في العراق …ومن المتعارف عليه ان القوى السياسية المتكافئة غالبا ما تبنى العلاقات بينها على أساس من التكافؤ الحقيقي والاحترام المتبادل والمنافع المشتركة، بصرف النظر عن انتمائها واتجاهها القومي والديني , ولكن هذه القاعدة لانجد لها وجود في قاموس القائمة العراقية وان كل حقوق جمهورها كانت محلا للمساومة أو للتنازل الكلي أو الجزئي، بسبب الضعف والخروقات والاتفاقات المبطنة لاعضاء القائمة مع خصومها فأصبحت الحقوق محلا لعقد الصفقات المؤقتة والتي لم تستطع الصمود أمام المتغيرات والأحداث اللاحقة وصولاً لسحق القائمة وتشتيت شملها , وقد أثبتت الأيام بالأدلة القاطعة أن بعض قياداتها كانت تتحين الفرص لتحقيق مكاسب شخصية والتنصل من الإلتزامات الأخلاقية والوطنية تجاه جمهورها وأنصارها , لذا فإن صيحة جمهور العراقية هي صرخة عدل تستدعي من القيادات مراجعة مواقفها واتخاذ موقف حازم حيال قضية الهاشمي , يصل حد الانسحاب من العملية السياسية , ذلك الانسحاب الذي كان مرفوضاً في السابق ولكن الواقع الدولي والأقليمي وخاصة تداعيات العقوبات الدولية على ايران ومجريات الاحداث في سوريا , كلها تجعل من الحكومة مهددة بالسقوط حال انسحاب العراقية منها …فما هي المسوغات للبقاء في حكومة لايستطيع مئات الآلاف من أنصار الهاشمي التعبير عن التضامن مع رمزهم الوطني ؟ وعدم الخروج لايعني ان الهاشمي لايحظى بالدعم والتأييد فهو الشخص السني رقم واحد في بغداد , بل يعني ان الحكومة مستبدة ودكتاتورية ولاتسمح بالرأي الآخر … وإن موقفا شجاعا من القائمة العراقية وقياداتها بالدعوة الى الخروج في مظاهرات سلمية تتقدمها قيادات العراقية تأييدا للهاشمي , سيكون سبيلاً لردع دكتاتورية الحكومة , وعلى قيادات العراقية ان يأخذوا العبرة من موقف حزب الله العراقي الذي هدد الحكومة وامهلها 24 ساعة للافراج عن مجرمي الحزب …في حين عجزت العراقية عن موقف رادع لانصاف رمز من رموز القائمة لايشك في براءته كل رموز وقيادات القائمة .

ختاما ما لم تستدرك العراقية الموقف في مراجعة عاجلة واتخاذ قرار بانصاف الهاشمي فإن الانتخابات القادمة لن نجد قائمة تسمى العراقية وانها ستكون في ذمة التاريخ ان لم تكن مزبلة التاريخ .