مااشبه اليوم بالبارحة واحداث تسعينات الحصار على العراق السنوات العجاف التي مازالت عالقة في بال غالبية العراقيين وتذكرنا دائما بمرارة الحصار والنزوح الذي تناقلته وسائل الاعلام كافة . نعم كان نزوح جماعي التي اختنقت باعداد العراقيين النازحين والهاربين من ضيم الحصار والخوف من المجهول فراحت العوائل تبيع اشيائها وحاجياتها وتلملم ماتستطيع لملمته من اموال تعينهم في النزوح ,لكن النزوح الذي نشهده هذا الزمان غريب في اسلوبه ,الانسان سليب من كل حقوقه فريد في محنته
أطفال ونساء العراق ثكلى و بلا مأوى ,نعم صرخات الم الغربة وفراق الاهل والاحبة وضياع الانسانية أدى الى عدم القدرة على المطاولة و احترام تعب السنين، لتجف عندها شرايين الأمل في النفوس بطريقة لا تختلف عن سبات الفرات و آنين دجلة المحاصرة و الخائفه من اقحامها في حرب مياه لن تبقي ولن تذرهذه المرة، ليتحول فيها العراق الى ” بلاد النازحين عوضا عن الرافدين
ليس هناك من أمل يرتجى طالما أن المواطن تحول الى عدو بنظر الحكومة و مؤسساتها ، فيما أصبحت الأخيرة مصدر خوف ليس من تطبيق القوانين بل من خرقها خارج سلطة الدولة، حيث تمارس طقوس القتل و التهجير و الاذلال بطرق لم يعرف لها العراق مثيلا، ، لأن الأساس هو الخروج عن هيمنة الرأي الأوحد، أما اليوم فهناك مقاصل كثيرة فيها من التداخل الطائفي و الأنتقام الشخصي و مكائد الأحزاب والامبراطورية المشؤومة ما يفوق أعتى ديكتاتوريات القرن الماضي.
وها هي أيران لقد عاثت فسادا في العراق لتنتج طبقة جديدة من سياسيين و صناع قرار لا يجيدون غير القتل و التخويف و الالتفات الى الماضي، لأنهم لا يمتلكون مشروعا عراقيا طائفيا كان أم سياسيا، فقد ضيعوا ” الخيط و العصفور” بمناكفات و عقد شخصية أضعفت العراق الى ابعد الحدود ، وهل هناك من جريمة أكبر من أحساس المواطن أنه غريب في وطنه!! فالنزوح يعني القهر و الحرمان و انهيار المستقبل و تدمير البيوت على رؤوس ساكنيها يمثل غباءا سياسيا من الدرجة الأولى لأن الشعب يصبر لكنه لا ينسى، لذلك ظل العراق متميزا حتى في أسوء مراحله، لكنه لم يكن غريبا في منطقته مثلما هو عليه الأن، و البركة برأس سياسيين تفقهوا على العدوانية و كره الأخر و اعتبار مخافة الله من الماضي!! و الا كيف تتحول المدارس في الأحياء والمناطق الى سكن مؤجل بديل للعوائل النازحة، فيما تقصف بيوت الله بالهاونات و تستباح حرمة بيوت المواطنين من قبل جماعات و ميليشيات مسلحة ليس في قلوبها رحمة، لتتحول الى بديل حكم في عراق يأن من كل الجروح!!
ومن هذه الزاوية فقد بين المرجع الصرخي الحسني في استفتاء((اعياد الميلاد ومحنة المهجّرين والنازحين ))وكان هذا نصه :
((لا يوجد مشروعية لذلك ، ومَن شاء فعل ذلك بمسوغ شرعي يعتقد واهما صحته فانه يجب عليه شرعا وأخلاقا بذل الاموال في سبيل التخفيف والافراج عن المظلومين والمستضعفين من المهجرين والنازحين والمختطفين والمعتقلين وعوائلهم وعوائل الشهداء والفقراء والارامل واليتامى في العراق وبلاد الاسلام وباقي البلدان(( .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php…