21 أبريل، 2025 10:17 ص

ضياع الإبداع والإبتكار بين حلقة التكامل ومبدأ المنافسة

ضياع الإبداع والإبتكار بين حلقة التكامل ومبدأ المنافسة

في الدول المتقدمة تسعى الكيانات والتي تحمل مسميات مختلفة سواء كانت شركات او مؤسسات او منظمات وغير ذلك من المسميات للتنافس وفق اسلوب (البقاء للأقوى) او وفق مبدأ (الحصول على مقعد بين الكبار) , والمنافسة هنا يحكمها عدد من العناصر تشمل القدرة المالية والقدرة العلمية والجهة المنفذة والجهة المستفيدة والنوعية واسلوب الطرح والترويج وخيارات التنفيذ والأداء وظروف التطبيق والتقنية المستخدمة والتحديث والتطوير المستمر. وربما تكون الحاجة الى عنصر واحد للتنفيذ او العناصر مجتمعة وذلك حسب نوع الفعالية او النشاط الذي سيدخل مجال المنافسة , وبالتأكيد فأن التسقيط واضعاف الطرف الآخر الذي يدخل في المنافسة وارد جدا , وهكذا نرى النتيجة غالبا ما تكون بروز وسيطرة أحد الاطراف وتراجع الطرف الآخر الى مستويات أدنى , وفي حالة كون المنافسة شديدة وتمتع الأطراف المتنافسة بمقومات وعناصر قوية حينها تستمر المنافسة دون تراجع أي طرف من الأطراف وقد يحكم هذه المنافسة تفاهمات لتكون السيطرة مشتركة وحينها يكون لكل متنافس يتمتع بالقوة مقعد بين الكبار , وهذا المبدأ سواء يكون في مجال الاقتصاد او السياسة او الصناعة او التكنولوجيا او التجارة او التعليم او أي مجال آخر.

عندما تكون امكانيات التنافس محدودة كما هو الحال مع الكثير من الكيانات في الدول الفقيرة والنامية ومجتمعات الشرق الاوسط فحينها يصبح مبدأ المنافسة خيار صعب وطريق يؤدي في كثير من الأحيان الى الفشل في الاستمرار والصمود بوجه التحديات خاصة وان بيئة المنافسة في كثير من هكذا مجتمعات محكومة بعناصر التقييم الشخصي والتفاخر وجهة الإنتساب ولا يحكمها العناصر الصحيحة للتنافس. وهنا يصبح مبدأ التكامل بين الكيانات هو الطريق الأسلم والأفضل للتنفيذ وعندما يصبح مبدأ التحالف وسيلة معتمدة للعمل المشترك وعندما تتنازل رئاسة الكيانات المتحالفة بمختلف اشكالها عن التفكيربالجلوس على الكراسي وتصبح مؤمنة بأن العمل الميداني هو من يرسم حدود الشخصية الناجحة ويصبح نواة لمجتمعات ناجحة منتجة وليست مُستهلِكة.

ومن تسنح له الفرصة أن يخوض تجربة في ميدان رعاية الإبداع والإبتكار سواء محليا أو عربيا سيجد مقدار وكم هائل من المسميات سواء اتحادات او جمعيات او مراكز او ملتقيات او منظمات وجميعها تعمل بصورة مستقلة وفق مبدأ المنافسة وليس ضمن مبدأ التكامل. وهذه الحالة لا تعطي صورة مشجعة لبناء بيئة صحيحة راعية للمبدعين والمبتكرين. ان بناء كيان تحالف يعمل وفق مبدأ التعاون والتكامل يجمع الجهات الراعية للإبداع والإبتكار تحت سقف واحد ورغم الإختلاف في الشكل وليس المضمون في الخطوط العامة للأنظمة الداخلية لهذه الكيانات هو الخيار الأمثل مع تشكيل مجلس من رئاسات هذه الكيانات او رئاسة دورية توافقية مع امكانية التفكير بوضع هذا التحالف تحت رعاية ودعم واسناد جهة حكومية واحدة او عدة جهات , او التفكير بدعم واسناد من جهات غير حكومية متخصصة بالتعليم والصناعة والاستثمار لتضع الابتكارات والابداعات المتميزة موضع التطبيق العملي الفعلي وتعطي دافعا بالأمل للعقول المبدعة والمبتكرة لتقدم المزيد.

ان حالة التشظي والتباعد للجهات التي تتكلم برعاية الإبداع والإبتكار وعدم وجود رؤية تشاركية موحدة جعل الكثير من الأفكار المحلية والعربية المبتكرة حبيسة الرفوف وفريسة للتقادم مع عدم مواكبة الأفكار الحديثة التي تخوض بسرعة في مجالات الذكاء الإصطناعي والتنمية المستدامة وتطبيقات النانوتكنولوجي في مجال الصناعة وغيرها من الطروحات التي زادت من الفارق العلمي والتقني بين البلدان العربية واغلب بلدان الشرق الأوسط وبين الدول المتقدمة.

انها دعوة لبناء تحالف محلي عراقي شامل تنظم تحت رايته جميع الجهات والمنظمات الراعية للإبداع والإبتكار لها هدف واحد وتمثل العراق عربيا وعالميا في كافة المحافل والمعارض والمؤتمرات.

أحدث المقالات

أحدث المقالات