23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

ضياء يونس النقيب..الضياء الذي بقي نوره يسطع في الآفاق !!

ضياء يونس النقيب..الضياء الذي بقي نوره يسطع في الآفاق !!

ضياء يونس كافي النقيب أحد زملاء العمر منتصف السبعينات في قسم الاعلام بكلية الاداب،  وهو أحد من وهبه الله من وسامة المنظر وجمال الخلق والاخلاق مايكون مصدر فخر للكثيرين ممن عاشروا الرجل في فترة السبعينات والثمانينات !!
كان أحد طلبة كلية الاداب قسم الصحافة 1974 _ 1978 ممن قضينا معه أجمل ايام العمر وبخاصة في الاقسام الداخلية بمنطقة الوزيرية ببغداد !!
كان عشقه للشاعر نزار قباني الذي يشبهه في بعض سمات شخصيته ، لايوصف ، كما كنا نحن شباب ذلك الجيل المتوقد رقة وعذوبة وشاعرية ووطنية صادقة ، ايام ذلك الزمان الجميل ، يوم كنا نقرأ الشعر والروايات والقصص وكتب التاريخ والفلسفات ومختلف العلوم الانسانية بشغف، وكنا قد تدربنا في أغلب مؤسسات الاعلام من الصف الاول بكلية الاداب، وتخرجنا ونحن نمتلك رصيدا معرفيا من زاد صاحبة الجلالة لايستهان به!!
كنا نقرأ بشغف كل دواوين شاعر العشق العربي نزار قباني شاعر العشق العربي كما كنت أسميه ، بشغف ونحفظ قصائده عن ظهر قلب ، ونموت في سوح الحب ونحيا، وتشتعل بين جنباتنا ووجداننا نيران الصبابة توقدا وشوقا للحبيبات!!
وكانت صبايا ذلك الزمن العراقي الرائع الجميل وشاباته في أوج عصرهن الذهبي من حيث جمالية المظهر والسلوك المتحضر الذي يحاكي مظاهر الغرب الخلابة ، بل كانت أيام بغداد في السبعينات تحاكي أيام العصر الذهبي للتمدن والسلوك الحضاري والقيمي الرائع الاصيل في عهود إزدهار بغداد في عهد الخليفة هارون الرشيد من حيث جمالية شوارعها وطبيعتها ونضارة الطبيعة وحسن أخلاق الرجال ومقامات الصالحين الذين نمتثل لأخلاقهم وطباعهم عن طواعية، وكانت شوارع الرشيد وابو نؤاس والجمهورية ابرز المعالم الجميلة الشاخصة زهوا وكبرياء !!
عمل الزميل ضياء يونس في الصحافة العراقية نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وكانت له ابداعات يذكرها الكثيرون في ذلك الزمان عن كتابة التحقيقات، التي تعد المهنة الأصعب في عالم الصحافة كونها تتطلب زيارات وجولات والاطلاع على احداث الموضوع عن كثب والالتقاء بمسؤولين وأناس كثيرين على صلة بالموضوع ليكون بمقدور الصحفي الالمام بمهنته ، ويكتب تحقيقا صحفيا يغطي كل أوجه الموضوع المراد بحرفية واتقان، وكان ضياء النقيب مثالا للصحفي المثابر والمتجدد إسلوبا وامكانات ، وبقي يمارس مهنته هذه لسنوات طوال.
تركنا ضياء يونس بعد فترة منتصف الثمانيات وانقطعت علاقتنا بالرجل ، لكن الفضل للفيسبوك الذي أعاد لنا صلات الود معه، وهو لايزال يذكر زملاءه واحدا واحدا ويتمنى لو تسمح له الاقدار اللقاء بهم ، بعد ان اتخذ من كردستان مقرا لاقامته اضطرارا لا اختيارا ، وكانت بادرة رائعة من الفيسبوك ان تلتقي صديق العمر بعد ان رددنا لأيام طوال قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين  بعدما يظنان كل الظن أن لاتلاقيا..!!
وأخيرا..كان هدفي ان أوفي للرجل بعض تلك الايام الجميلة من العشرة الرائعة وهو من اطلق على إبني إسم ( ضياء ) يوم كنت الوحيد من طلبة قسم الاعلام متزوجا وانا مازلت قد أنهيت الصف الأول بكلية الآداب،وهذه جزء يسير مما يمكن ان يقال عن الرجل، صديق العمر والزمن الجميل!!
تحية من كل الزملاء في بغداد لزميلهم ضياء يونس النقيب..وامنيات الجميع بالتوفيق له ، وان يحفظه ويرعاه، انه نعم المولى ونعم النصير.