19 ديسمبر، 2024 3:01 ص

ضوء .. على ظِلالٍ متموّجة للمشهد العراقي !

ضوء .. على ظِلالٍ متموّجة للمشهد العراقي !

لا ريب أنّ الأزمة لم تنتهِ بعد , واقلّ الدلائل واصغرها على ذلك أنّ الطائرات المقاتلة والأخرى المروحية كانت تحوم بكثافة في سماء بغداد يوم امس ولربما اليوم وما بعده , وبحتميةٍ او نحوها فإنّ هذا التحليق هو اجراءٌ وقائي او استباقي لأية مفاجآتٍ أمنيّة خطِرة قد تحصل ” رغمَ ما يقال بأنها تدريبات للإستعداد لذكرى عيد الجيش بعد ثمانية ايام ! ” .

ما حصلَ بالأمس القريب في نزول فصائلٍ مسلحة بمركباتها وعجلاتها في الشوارع فله أبعاد ودلالات رغم انسحابها آنذاك بعد ساعات , وخصوصاً سرعة ذلك الأنسحاب ! , أمّا التهديد الشديد اللهجة الذي اطلقه ابوعلي العسكري ” حسين مؤنس – القيادي في حزب الله ” لرئيس الوزراء الكاظمي , والذي ضاعفَ من تأزيم الأزمة , فلم نسمع في الإعلام عن استنكار واعتراض ايّ من الفصائل المسلحة كافّة لهذا التهديد , وكذلك من الأحزاب التي تتبعها هذه الفصائل .

ثُمّ , عن سرعة الذهاب والإياب للسيد ابوجهاد الهاشمي ” محمد الهاشمي ” – موفد رئيس الوزراء الى طهران , فَلَم يذاع في الإعلام عن أسماء المسؤولين الإيرانيين الذين التقاهم هناك .! ولم يدلِ بأيّ تصريحٍ عن نتائج زيارته للعاصمة الأيرانية , واكتفى الإعلام بعرض المواقف التقليدية للبلدين .! , وكانَ اكثر من واضحٍ أنّ وزارة الخارجية العراقية ليس لها ايّ علاقة بالموضوع , ولا تعرف عمّا جرى ودار , والأمر موصول لرئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان .

الأهم من هذا الإسترسال , هو مَنْ المستفيد من هذا التوتّر المتداخل .؟ لا شكّ انها داعش التي قد تستفيد من انشغال القوات المسلحة في تركيزها على الأمن الداخلي المضطرب , بل أنّ القيادات السياسية للدولة منهمكة في كيفية مواجهة اية مضاعفاتٍ قد تحدث , وذلك على حساب اوضاعٍ اقتصادية وصحية متردّية وسواها .. علاقات العراق الخارجية تجمّدت ايضاً , حيث اعلنت الرئاسة المصرية عن تأجيل زيارة الرئيس السيسي الى العراق الى إشعارٍ آخرٍ غير محدد .!

أقلّ من شهرٍ على مغادرة ترامب للبيت الأبيض , والقوات الأمريكية المحدودة العدد تقوم بسحب معداتها بنحوٍ يوميٍ وتتعرَض عجلاتها الى تفجير بلغمٍ او عبوةٍ ناسفةٍ بنحوٍ يوميّ ايضاً , والإنتظار الحار لإيران والفصائل والأحزاب في العراق ليدشّن بايدن عهده , وما يدور في رؤى الرأي العام هو تشخيص وفهم وهضم ماهيّة الفائدة الوطنية العراقية للتعرّض للمصالح الأمريكية في هذا الظرف , ولعلّ الأشدّ منه التعرّض لتهديد رئيس الوزراء الكاظمي والى حدّ قطع اُذنيه .! , وهذه دونما ريب لهجةٌ غير معهودةٍ في الإعلام , ولا ندري ولا يدري سوانا لماذا هذه الأحزاب والفصائل تفتقد الإعلام الذي يبررّ نضالها وكفاحها ! في الوقت الذي يمتلكون العديد من القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى , وكأنهم يمتلكون معدّاتٍ فنيّة بلا كوادرٍ بشريّة , وكأنهم ايضاً < من الزاوية الطريفة او الظريفة ! > لا يريدون خوض غمار الإنتخابات المقبلة .! , وما ادراكَ او ادرانا ماذا سيحصل من محصولٍ في الإنتخابات المقبلة , وقياساً ” على الأقل ” بالإنتخابات السابقة التي جرى فيها حرق كمياتٍ من صناديق الأقتراع ولأكثر من مرّة , ودون أن تغيّر حكومة عادل عبد المهدي من مكانها .!

الأمر المميز والمتميز أنّ الجمهور العراقي لم يعُد ليتفاجأ بأيّ مفاجآتٍ سياسية , واية احداثٍ وحوادثٍ قد تحدث , فسيعتبرها العراقيون من مشتقات ومرادفات الكوفيد رقم 19 و 20 ايضاً

أحدث المقالات

أحدث المقالات