23 ديسمبر، 2024 5:29 ص

ضوء على المشهد الكردي قبيل انتخابات 2018

ضوء على المشهد الكردي قبيل انتخابات 2018

في ظل الانتخابات لعام 2018 والتي تشهد متغيرات كثيرة تلقي ظلالها على كل المكونات والاحزاب العراقية المساهمة في العملية السياسية في دورتها الرابعة فمن الطبيعي ان يكون وضع الكرد هو الاخر متاثرا في الاجواء السياسية العامة والخاصة بهم من هنا نجد البحث في الواقع السياسي الكردي وفق المتوفر من المعطيات مهما لانهم حجر الزاوية في العملية السياسية عددا وتاثيرا ويمكن وفق تلك المعطيات لمراكز الدراسات والمراقبين وضع التصورات الاولية التالية :

1- الموكد ان العلاقة بين احزاب السليمانية واربيل لا تشهد الانسجام السياسي وفق الثوابت الدستورية للاقليم كما انها لاتشهد الانقسام رسميا, ويبقي المشهد تسيطر عليه ذات الاجواء والظروف والمعادلات التي شهدها الاقليم عام 2016 وعام 2017 فالجدل في الدستورية قائم، واربيل تبحث عن مكانة اعلى مما حددها الدستور لها، والسليمانية تشترك برؤية واحدة وهي اخضاع الشمال بكله الى الاتفاق الدستوري وبموجبه يتم توزيع الصلاحيات وهنا محل نزاع وجودي غير معلن بين حركة ( الغائية) تلغي الدستور وحركة (غائية) هدفها الدستور لينال كل ذي حق حقه ويتساوى الجميع تحت ظله , وحتى تشترك الاحزاب وفق معيار نتائج الانتخابات في قيادة الشمال حكوميا .

2- هذه المعطيات بين الحركتين ( الغائية والالغائية) تودي بقرار الاقليم الى الضعف السياسي في الاتحاد ابان وبعد تشكيل الحكومة ويلقي ظلاله على الاقليم بين الحركة والتعطيل ويكون ابرز نتائج هذا الاتجاه المعاكس تعطيل جديد في الدستور وانسداد في الافق السياسي لكنه يكون مفتوحا ومنفتحا في بغداد اذ تحاول السليمانية ان تحافظ على موقعها في بغداد ليكون دورها موثرا في العراق والشمال بان واحد ، ولكن هذا يحتاج ان تحسم الاحزاب ( الاتحاد, والتغيير ,والعدالة والجماعة ) موقفها من الان لتضع خريطة طريق واضحة تنظم موقفها قبل ان ينتقل الانسداد الى السليمانية ايضا.

3- ستنتهي سلطة اربيل وال البرزاني على السليمانية وتتضخم وتتحجم بالحدود الجغرافية لاربيل وتنتهي معها الكثير من خطابات السيد مسعود التي لم تعد مؤثرة ومحركة للجمهور الكردي, ولا تستند الى واقع مقنع , بعدما تعرف المواطن الكردي على انها لارصيد لها في بغداد او الاقليم ولا في المحور الدولي وكل ما يمكن ان يقال انها مجازفات واجتهادات لم يثبت الواقع مدى صحتها, وتلك الرؤية الشعبية والقناعة التي ترسخت على الثقافة السياسية للعقل الكردي سوف تلقي ظلالها على المواطن الكردي مما يجعله غير مقتنعا باي خطاب قديم وهو الان يطالب بخطابات اكثر واقعية تنال رضاه وتعالج مشاكله الماسة والاساسية كالبطالة والفقر والطبقية والفساد ونهب الثروات وغيرها.

4- ستنتهي نوعا ما سلطة البيوتات في السليمانية بيد ان اولاد السيد جلال اكثر استعدادا للانفتاح على المدنية لاستعادة امجاد وشعبية الاتحاد وهم اكثر من السيدة هيروا تفهما وامكانية لاحتواء المتغيرات والتعامل معها ببرغماتية عالية ولكن محل الاختبار الكبير لهم في عبور المرحلة الانتقالية وهي (2018) في توحيد الكرد في السليمانية سعيا لاستعادة دور الكرد القومي في بغداد ووصولا لاستعادة الدور الكردي لاحزاب السليمانية في الشمال، والا فانهم سيتفرقون بايدي سبأ وعلى الاتحادية والاحزاب الشيعية والسنية ان تعمل على رص الصف الكردي لان تمزقه يزيد الارتباك والتشظي في الاتحادية ويعطل تشكيل الحكومة ويكون الانسداد في الشمال احد عوامل الانسداد في بغداد اوان تتشظى الاحزاب كلها في الشمال .

5- لايوجد خطاب انتخابي او سياسي من اي حزب كردي مقنع للمواطنين الا خطاب الانفتاح والاقتصاد وتلافي الاخطاء السابقة والاعتراف بها وتبني سياسية اكثر واقعية يتقبلها الجمهور الكردي فان السياسة الكردية والخطاب القديم ( قومي – انفصالي – شوفيني – تقرير المصير- نهاية سايكس بيكوا- السيادة الكردية على الشمال – اراضي متنازع عليها – مادة 140- وغيرها ) انتهت من العقل الكردي وصارت من الماضي وعاد المواطن الكردي باحثا عن لقمة العيش والذي لايوفرها الا التعلايش مع بغداد في ظل عراق اتحادي , وهذا واقع توكده الاستطلاعات والدراسات وتنتهي اليه كل مراكز الدراسات العالمية.

6- تقارب النتائج الانتخابية للاحزاب الكردية وتعدد المحاور في السليمانية ظاهرة بارزة وعلامة مهمة في نتائج انتخابات 2018 وتلك الحقيقية تجعل تلك الاحزاب بحاجة الى الاستعداد ومن الان لرص الصف وخلق الية للانسجام فيما بينها بما يمكنها من وضع خريطة سياسية لمستقبل الشمال وبغداد والا فانهم سيمنكون مسعود ثانية من العودة الى المشهد السياسي كزعيم قومي ليعيد انتاج نفسه ويرسخ وجوده اكثر من اي وقت مضى سيما ان عيني الصقرالبرزاني متوثبة و متوجهة الى نفط كركوك بلا تراجع .

7- فتح المطارات والمنافذ من قبل السيد العبادي للكرد ورقة مهمة في مستقبل علاقات الكرد مع بغداد ولايمكن تصور ان تلك القرارات صدرت دون اتفاقات عميقة تظهر نتائجها في مرحلة تشكيل الحكومة المقبلة