5 نوفمبر، 2024 3:40 م
Search
Close this search box.

ضوء على الحقائق /1

ضوء على الحقائق /1

التاريخ الحديث يشير الى ان الروس والبريطانيين قاموا بالاستيلاء على عدد من المدن الايرانية منذ 1917 وفي 1919 اصبحت بلاد فارس تحت الوصاية البريطانية تخللت تلك الفترة تمردات في الجنوب والشمال.نصب احمد ميرزا شاه على ايران وكان رئيس الوزراء رضا خان بهلوي الذي انقلب على الشاه في عام 1925ونصب نفسه بدلا عنه.
بعد ان استتب له الامر جهز حملة عسكرية لاحتلال الاحواز بالاتفاق مع بريطانيا التي تخلت عن تعهداتها ومعاهداتها مع امير الاحواز بمنح الامارة الاستقلال اسوة بأمارات الخليج العربي الاخرى بعد ان اتفقت مع شاه ايران على حق التنقيب عن النفط في الاحواز ومكافحة الشيوعية ومنذ ذلك التاريخ اضطهد الشعب الاحوازي بشكل كبير وبالرغم من مشاركة الاقليم في الثورة على حكم الشاه الا ان الاضطهاد زاد عما كان عليه في عهد الشاه وفي عام 1941 اطاحت قوى التحالف برضا بهلوي لجنوحه نحو المانيا ليخلفه ابنه محمد رضا بهلوي .
في عام 1951 جرت انتخابات برلمانية ترشح عنها اغلبية وطنية ومن بينها الدكتور محمد مصدق وفي 28-4-1951انتخب البرلمان بالاجماع الدكتور مصدق رئيسا للوزراء وبعد يومين من استلامه لمهمته اتخذ قرارا بتأميم النفط وتحالف مع القوى اليسارية ومنها حزب توده الشيوعي واجرى اصلاحات ديمقراطية واشتراكية وناصبته بريطانيا وامريكيا العداء وحاصرته من الخارج اما الداخل فقد كانت ضده طبقة الملاك والمؤسسة الدينية بسبب توجهه نحو تطبيق الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين وقد تسبب الحصار في تردي الاوضاع الاقتصادية للمواطنين انضم احد ابرز رجال الدين اية الله كاشاني وافتى بأن كل من يعارض التأميم معاد للاسلام والشريعة ولكنه تراجع بعد فترة لافتاء الاكثرية من رجال الدين (بان مصدق معاد للاسلام والشريعة) ولم يبقى الا الحركات اليسارية الى جنبه واحتدم الصراع بينه وبين الشاه الذي هرب الى ايطاليا بناء على توجيهات من ضابط المخابرات الامريكية كرميت روزفلت الذي طلب منه اصدار قرارينالاول عزل مصدق والثاني تعين الجنرال فضل الله زاهدي بدلا عنه مما سبب قيام انقلاب في 28-8-1953 سبقه في 19 اب قصف منزل الدكتور مصدق في طهران وخرجت مظاهرات معادية لمصدق مدبرة من ضابط المخابرات الامريكي بالتعاون مع العناصر المعادية للحركة الوطنية وجرت حملة تصفية لقيادات الجبهة الوطنية امثال حسين فاطمي اصدرت المحكمة حكما بالاعدام على مصدق خفف بعد ذلك الى ثلاث سنوات بالسجن الانفرادي وبعد ان انهى الحكم فرضت عليه الاقامة الجبرية مدى الحياة في قرية احمد اباد شمال ايران الى ان توفي في عام 1967 شنت سلطات الشاه حملات تصفية ضد العناصر الوطنية والاحزاب اليسارية والديمقراطية مما مهد للتيار الديني للتمتع بالحرية المطلقة نتيجة وقوفه ضد حركة مصدق وازدهرت طبقة الملاكين والاقطاعيين ورجال الدين على حساب الاكثرية المعدمة واصبح (السافاك) القوة الضاربة واليد الطولى للشاه واعوانه في تصفية المعارضين والعناصر الوطنية مما دفع تلك العناصر ان تحتمي تحت سقف المساجد والمؤسساتالدينية والعمل ضد الشاه واضطر الكثير من رجال الدين الى تغيير مسارهم نتيجة معاناة الاكثرية الساحقة من الفقراء والمعدمين وقد تأسست منظمة (مجاهدي خلق) في 1965 وهي اكبر وانشط منظمة معارضة تأسست على ايدي مثقفين واكاديميين بهدف اسقاط نظام الشاه وتشكلت جبهة واسعة من العلماء والخبراء والمثقفين والفنانين اضافة الى قادة ( جيش التحريرالوطني الايراني ) الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق وادرجت المنظمة في جداول الارهاب عند الامريكان والاوربيين بسبب مهاجمة بعض الاهداف الغربية قبل سقوط الشاه وتم شطبها بعد ذلك من الجداول في 2003 بعد القائها السلاح وبعد سقوط الشاه نتيجة الثورة والتي ادت المنظمة دورا كبيرا في انتصارها ودفعت تضحيات جسمية من مؤسسيها وانصارها وظهرت خلافات واسعة بعد الثورة بينها وبين السلطة الجديدة ووقع قتال شديد بين الجانبين بعد مرور سنتين ونصف واعدمت الحكومة الايرانية عشرات الالاف من اعضائها والمساندين لها وتعد مجاهدي خلق جزء من ائتلاف واسع يسمى (المجلس الاعلى للمقاومة الايرانية) ويضم 5 منظمات واحزاب وما يربو على 550 عضو من الشخصيات السياسية والثقافية كما برزت شخصيات دينية منها الخميني وعلي شريعتي الذي تمت تصفيته عام 1976 مما ازال اي منافس للخميني والذي سبق وان تجاهر بمعاداة الشاه وصرح في عام 1964 بأن ( الشاه رجل سيء) ووضع على اثرها تحت الاقامة الجبرية لمدة 8 شهور ثم افرج عنه واعيد اعتقاله في تشرين ثاني 1964 ونفي من ايران منذ اعتقاله لحين عودته بعد الثورة .اتخذت الحكومة الايرانية قرارا بتغيير التاريخ الهجري النبوي الى تاريخ اعتلاء العرش الفارسي مما اغضب الشارع واتخذ ذريعة كبادرة سيئة من الشاه ضد الاسلام ولكن ذلك التاريخ بقى حتى الان في ظل الجمهورية الاسلامية وقد سبقت الثورة الاسلامية حركة احتجاج واسعة ابتدأت في المدن وكان يقودها مجموعة من العلمانيين كان هدفهم قيام حكومة ملكية دستورية وليست جمهورية ومن ابرزهم مهدي بزركا ن ( حركة تحرير ايران ) وهي حركة ليبرالية اسلامية معتدلة على صلة وثيقة بالجبهة الوطنية التابعة لمصدق انقسم رجال الدين بين متحالف مع الليبراليين العلمانيين واخرون مع الحركات اليسارية ووقعت اعمال عنف في قم وتبريز وعمت الاحتجاجات اكثر المدن الايرانية .حاول الشاه في ذلك الوقت استرضاء الشعب الايراني بعد الافعال الدامية التي وقعت واصدر امرا بعزل رئيس جهاز السافاك ووعد باجراء انتخابات حرة ,وفي صيف 1978 خرجت حشود العمال الى الشوارع ووقعت مسيرات واضرابات تعطلت الحياة على اثرها وفرض الشاه الاحكام العرفية ونتيجة للاحتجاجات الشديدة والاضرابات والمظاهرات غادر الشاه وزوجته ايران بناء على طلب رئيس الوزراء شاهبور بختيار الذي كان لفترات طويلة زعيما للمعارضة والذي عينه الشاه لاسترضاء المعارضة وتهدأت الوضع وفور خروج الشاه عمت الفرحة المدن الايرانية واعلن بختيار حل ( السافاك ) وافرج عن السجناء السياسيين ووعد باجراء انتخابات حرة وامر الجيش بعدم التعرض للمظاهرات الشعبية وبعد فترة سمح للخميني بالعودة الى ايران وطلب اليه تشكيل حكومة دينية في مدينة قم شبيهة بالفتيكان ودعى المعارضة الحفاظ على الدستور .في 1-2-1979 وصل الخميني الى طهران وفور وصوله القى كلمة اعلن رفضه لحكم بختيار وعين مهدي بزركان مؤقتا لرئاسة الوزراء وطلب من الجماهير اطاعته في الوقت نفسه اعلن ( المجلس العسكري الاعلى ) انه محايد في النزاعات السياسية وكانت السنة الاولى يتصارعها تياران الاول رئيس الوزراء بزركان الذي اعلن عن عزمه على انشاء حكومة اصلاحية ديمقراطية والتوجه الاخر ( المجلس الثوري ) المكون من الخميني واتباعه من رجال الدين والحرس الثوري ومن تبعهم . وضع مجلس الخبراء دستورا جديدا للبلاد وتضمن منح (الخميني ) منصب القائد العام
والسيطرة على الجيش والاجهزة الامنية وحق نقض المرشحين للمناصب واصبح رئيس الدولة مدى الحياة . تقدم مهدي بزركان بالاستقالة من منصبه بعد ان اصبح مشلول الصلاحيات وبادرت قيادة الثورة التي يتزعمها الخميني الى اعدام كبار الجنرلات
وسيق المئات من الشخصيات السياسية في عهد الشاه الى المحاكم الصورية وتم تنفيذ احكام الاعدام بحقهم امثال عباس هويدا ولم ينجو منهم حتى من غادر ايران امثال بختيار الذي اغتيل في باريس ,.في اوائل اذار صرح الخميني لا تستخدموا هذا المصطلح ( ألديمقراطية ) انه مفهوم غربي مما اصاب اللبراليون واليساريون بخيبة امل وفي اب تم اغلاق جميع الصحف المعارضة لنهج الخميني وبعد نصف سنه من هذا الاجراء بدأ بقمع العناصر المعتدلة في الحركة امثال حزب الشعب الجمهوري واضطهد العديد من رموزها امثال شريعة مداري ووضعه تحت الاقامة الجبرية واغلقت الجامعات لمدة عامين لاعتبارها معاقل لليسارين واللبراليين وتلتها عمليات فصل اكثر من 20000 الف معلم مع 8000 ضابط وتصفية لكل المعارضين مثل ( حزب الجبهة الوطنية )و( منظمة مجاهدي خلق ) والمعارضين اليساريين الاخرين وكان رد الفعل ان اتخذت منظمة مجاهدي خلق الكفاح المسلح اسلوبا للرد على حملات الحزب الاسلامي الجمهوري من اتباع الخميني وتم تصفية 70 شخص من كبار المسؤولين.
في حزيران 1981 تم تصفية الرئيس محمد على رجائي ورئيس الوزراء محمد جواد باهونار ,اعلنت الثورة الاسلامية في بداياتها تصدير الثورة مما كانت سببا رئيسيا في نشوب الحرب العراقية الايرانية واستمرت على نهج الشاه في احتلال الجزر العربية الثلاث والتدخل في شؤون (البحرين )التي كان الشاه حتى (عام1971 يعتبرها جزءا من ايران ) ومدت اصابعها الى لبنان واقامت حزب الله ولا زالت تمده بالدعم المادي والمعنوي كما اقامت حلفا غير معلن بينها وبين النظام السوري وتدخلت في شؤون افعانستان والهند وباكستان واليمن ودول الخليج الاخرى وبعد سقوط النظام العراقي في 2003 زجت بكل ثقلها في الشأن العراقي محاولة احتوائه متجاهلة ردود الفعل الشعبية وصدرت تصريحات من هذا المسؤول او ذاك احمد نجادي يريد ان يزيل اسرائيل من الوجود او من يقول ان بامكان ايران ان تعيد الامارات 100سنة الى الوراء ويجهل ان الامارات تاسست في عام 1971 ومن يقول ان احتلال البحرين لايستغرق اكثرمن سويعات واذا تدخلت السعودية فستكون هشة امام الرد الايراني كل هذا تحصيل حاصل لما ورد في المادة 109-2- منالدستور الايراني عن الشروط الواجب توفرها في القائد الاعلى للثورة الاسلامية والتي تنص ( الحالة والتقوى اللازمتان لقيادة الامة الاسلامية ) الملاحظ في هذه المادة عدم الالتزام بحدود جمهورية ايران وانما زعامة الامة الاسلامية
…… يتبع

أحدث المقالات

أحدث المقالات