22 نوفمبر، 2024 7:28 م
Search
Close this search box.

ضوء الفاتيكان و يوسف العراق إطلالة خاطفة على عوامل عرقلة القانون الجعفري وما جرى خلف الكواليس

ضوء الفاتيكان و يوسف العراق إطلالة خاطفة على عوامل عرقلة القانون الجعفري وما جرى خلف الكواليس

سألني : لماذا أجدك مبتعدا عن السياسة في كتاباتك و قريبا من الدين فأجبته باختصار ( ديننا سياستنا ) في المساء أطل حبيب القلوب وسيدها ذاك القائد الشجاع الذي عهدنا فيه الحب والحرص والشفقة على المحرومين والمستضعفين مذ عرفناه منذ سنين ، وجدنا اليعقوبي يتألم كما هو دائما لكل فرصة تفوت وفيها ومضة أمل لخدمة العراق وأهله ورسم الفرحة على وجوههم المتعبة ، رأيناه يوم أمس يعتصره الألم لما ضيعه البعض ممن يختلف دينهم عن سياستهم رغم أنهم ( يرتدون السواد على الحسين و يطبخون القيمة و يمارسون ويدعمون شعائرهم التي يصفونها بالحسينية ) والحسين غائب عنهم لأنهم غائبون عن منهجه في الاصلاح والتغيير والشرف والنزاهة … انهم يدعون ما ليس لهم وقد أثبتت رزية الثلاثاء ذلك حينما قرروا وأد القانون الجعفري او خنقه الى حين … انهم يتباكون على حقوق الشيعة ومظلويتهم واستحقاقاتهم التي ينبغي ان تصان وتتسع ولكنهم يخذلونهم في اختبار اخر كما خذلوهم في اختبار البناء والأمن و الاستقرار . فبين التعصب الفكري الذي دفع وزراء الفريق الاخر لرفض القانونين الجعفريين وهو امر ليس بمستغرب فالقوم ابناء القوم ومن حرمنا فرصة العيش الامن والحياة المطمئنة في الأمس القريب وحول مدننا الى مدن أشباح وزج بشبابنا في محرقة الحروب العبثية هو نفسه اليوم الذي يريد حرامننا من حقوقنا وتحويل مدننا الى مدن خراب خاوية على عروشها بمفخخاته واحزمته الناسفة التي يشدها على عقول المغفلين قبل أجسادهم … اولئك لا كلام لنا معهم ولا نتوقع منهم الموافقة ولا ننتظرها ابدا … ولا كلام لنا ايضا مع العلمانيين الذين يحللون لأنفسهم الديمقراطية وحرية التعبير و ينادون بالحريات الشخصية لكنهم يمنعونها عن غيرهم و يحرمونها عليهم … وهم لا يشكلون رقما يذكر ولا حاجة لنا بتضييع الوقت معهم . عتبنا أو، لا ، ليس عتبا لأنهم لا يستحقونه .. غضبنا وحنقنا على المتسمين باسم التشيع والمحسوبين على قمة هرمه ممن صنعتهم الدول الكبرى بماكنة المال والاعلام والسلطة ووضعتهم في اماكن لا يستحقونها ولا تليق بهم … ترى ما الذي منعهم من التصويت على قانون يتوافق تماما مع دستور كتبوه بأيديهم وتحمسوا لتمريره ، ما حدا مما بدا … الم يشر الدستور الى حقيقة ان الاسلام دين الدولة الرسمي ومصدر رئيس للتشريع وانه لا يجوز سن قانون يخالف احكامه ؟ وان العراقيين احرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية وفق معتقداتهم ومذاهبهم.. فما الذي جرى وما الذي تغير ليرفضوا القانون الذي قدم لهم وفقا لتلك المعطيات ( موافق للدستور .. سليم قانونا … اختياري وليس اجباري … يحفظ حقوق الشريحة الاكبر ويحترم خصوصيات الشرائح الاخرى .. يحظى بمباركة اغلب المرجعيات الا واحدة ننتظر بركاتها ) لا شيء تغير ، كل ما في الامر هو الحسد والبغض والسياسة الدنيوية ، هم تصوروا ان القانون يخدم جهة ما وشخصا بعينه وسترتفع اسهم تلك الجهة في بورصة الانتخابات ان مرر القانون ولم ولن يصدقوا بعقولهم المريضة وانفسهم البائسة ان القانون بعيد عن الدعاية الانتخابية وان الشمري عكف مع ملاك وزارته على اعداده منذ سنة ونصف وقد بعث بمسودته للمرجعيات منذ اشهر طويلة ولم تكن حينها انتخابات ولا هم يحزنون ، ومع ذلك اعلنها الرجل الذي يصفه البعض بالشيعي الغيور وما أجمله من وصف وما أصدقه ، أعلن على شاشة العراقية وبالمباشر وبثقة عالية بنفسه ومنهجه ونواياه انه لن يترشح للانتخابات ولن يستلم اي منصب لو مرر القانون ليثبت برائته من تهمتهم تلك ، أي وضوح وجرأة وصدق تريدون أكثر من ذلك ؟ , وحينما وقفوا ضد القانون وتامروا على عدم تمريره بعد ان اشتعل الضوء الأحمر من فاتيكان العراق حيث الامبراطوريات الكبرى انتفض الشيعي الغيور ليضرب طاولتهم بكف البطولة والإقدام وليلقنهم درسا في احترام إرادة وحقوق هذا الشعب وليتهم يعقلون بل ران على قلوبهم … ايها المحجوبون عن نور اهل البيت وحبهم أسألكم بكراسيكم التي هي اعز ما تملكون في هذه الدنيا ومن اجلها تقتلون وتقتلون أيعقل أن شخصا تحركه الدعاية الانتخابية فقط وفقط ينتفض على المعارضين ويسمعهم ما لا يحبون وهو يعلم ان هذا الامر سيفتح باب حقدهم ويقرع طبول حربهم ضده وضد الجهة التي ينتمي لها لولا ايمانه بمنهجه وصدق مطالبه و حقيقة حرصه على حقوق اتباع علي المظلومين منذ ابن ملجم وفعلته السوداء . هي والله نكبة العراق حقا كما وصفها الأب القائد أن يحكمه هولاء وان نعينهم على ذلك ونثبتهم في أماكنهم على غفلة او علم منا ونحن نتسابق للتصويت لهم ونتقاتل من اجل ذلك لنحصد البؤوس والفشل وانعدام الأمن وغياب الخدمات و توالي الأزمات ، هي والله الرزية الكبرى ان يمنع تمرير قانون يحفظ حقوقنا وخصوصيتنا من منحناه ثقتنا وأسلمناه أمرنا والرزية الأعظم أن تقف وراء هذا المنع جهات دينية كبرى ننتظر منها الخير و الحرص والتفاني لاستحصال حقوقنا .. ولكننا نفاجئ بموقفها الذي لا يبرره الا ( بغضا بك وبأبيك ) ، وبقناعتي لو قدم القانون من جهة تنتمي لهم لمرر بسهولة في الحكومة والبرلمان لكنه الحسد القديم لابن يعقوب من اخوته ، فسلام عليك يا يوسف العراق وترحا لاخوتك الذين رموك في جب البغض وانقذك الله منها و سيجعلك شاؤوا أم أبوا على غير ما يتمنون . و مهما كان الطريق طويلا وشاقا سنمشيه مع علي وال علي يساندنا الشرفاء والغيارى الذين ننحني عرفانا لنصرتهم للحق ووقوفهم موقف العزة والاباء بدعم القانون من مرجعيات و مؤسسات و سياسيين و مثقفين و ناشطين . واخيرا لي كلمة مع بعض الخطباء بل اكثرهم الذين صدعوا رؤوسنا بمظلومية الحسين ويتصارخون ليل نهار : الا من ناصر ينصرنا ، الا من ذاب يذب عن حرم رسول الله ، ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ، ووووو ، لكننا رأيناهم وقد ابتلعوا ألسنتهم و انشغلوا باللطم والويل والثبور و البكاء الكاذب والضحك على البسطاء ودغدغة مشاعرهم وكأن الحسين قتل لنبكيه فقط وننسى اهدافه وثورته ؟ كفاكم تخاذلا وتسطيحا لعقول الناس أيها الفاقدون لطعم الحسين والغائبون عن درس عاشوراء .

أحدث المقالات