8 سبتمبر، 2024 2:52 ص
Search
Close this search box.

ضمير العفطية في الدولة الشفطية

ضمير العفطية في الدولة الشفطية

يعيش العراقيون صراعاً مريراً مع الإرهاب والسراق والكذابين، وصدورهم حواجز للمفخخات حتى ينام بهدوء مسؤول إنتزع الغيرة من قاموس تفكيره، وترك كرامة المواطن تمرغ في تراب وطن محترق.
أعلنت الدولة إفلاسها بدون سابق إنذار وبمجرد إنخفاض أسعار النفط، وكشفت الأزمة الغطاء عن جيفة أفعال السياسيين، الّذين رسموا دولة على ورق؟!
دولة شخابيط بلا تخطيط ولا سياسة، تحولت من نفطية الى شفطية، فلا زراعة ولا صناعة ولا إدارة للإقتصاد، وأوهمنا السراق أن تدافعهم للخدمة، فظهر السباق على الفضائيين والمشاريع الوهمية.
شَخَصَ العراقيون هذا سارق وذاك منافق، فتحول الأول من مجلس الوزراء الى رئاسة الجمهورية، والثاني من البرلمان الى مجلس الوزراء، ومن إستخدم معاناة الناس؛ هو من ينعم بأموالهم ويتعكز على مأساتهم.
كشفت قرارات التقشف عن حجم الكارثة، ونسأل أين ذهبت الموازنات الكونية والإنفجارية والنووية؟! ولماذا كانت تمنع الأموال عن المحافظات بذريعة المحافظة عليها، وهل لا توجد ثقة بمحافظات الجنوب؟! لماذا موازنة واقع الحال، والدولة صارت شبيهة بالمواطن؛ تكد يومها لتأكله ولا تعرف ما يحدث يوم غد؟!
هل صحيح نتحتاج الى 2.7 مليون برميل يومياً لسد الرواتب؟! وهل تترك المافيات وزارة النفط لتصدير 4.2 مليون برميل لتعويض إنخفاض الأسعار؟! معقول هذا الكلام؟! عن أيّ رواتب يتحدثون، هل هي تفاليس الرعاية الإجتماعية والمتقاعدين وصغار الموظفين والعقود؟! وهل في مفهومهم الإدخار تعطيل رواتب الموظفين والحشد الشعبي والعسكريين؟! الّذين ينتظرهم الإيجار والتسليف، ونسألكم بالله أن كنتم تؤمنون بعدله وجبروته، هل أنتم لم تستلموا رواتبكم لحد الآن؟!
تساقطت الدولة كتمثال ورق، ومازال الساسة يضحكون ويتقاسمون الإمتيازات الكبيرة، التي غنموها من شعبهم وقطعوها من أفواه أطفال ذهب أباءهم للدفاع عن الخضراء والحمراء وسوداويتكم، وأموال نهبها بعضكم مع أبناءه وأزواج بناته وزيجات أبناءه وعشيرته وحزبه؟!
نبحث ونقلب في التاريخ ولا نجد ساسة يتساقطون ويدخرون ثلاثة أرباع المال لأنفسهم وربع لشعبهم، وأي عدالة يتحدثون وقد إعورت عيونهم لمصالحهم، وحماية أبناءكم وأبنائنا يقتلون، ومرة تنهبون الثروات وأخرى تسرقون التضحيات؟! ويعترض بعض نوابكم على شمول شهداء الحشد الشعبي بمؤسسة الشهداء، التي دخل فيها بفعل سياستكم الإحتوائية الإنتخابية؛ حتى السكارى والمجرمين؟!
نضع الأصابع في العيون التي باعت الموصل وتخلت عن الرمادي وتكريت وديالى، وسببت آلاف الشهداء والأرامل والأيتام وملايين المهجرين في العراء.
أين الرؤوس والأصوات التي تصدح بإسم المحرومين ومدن الشهداء، هل سكتت بعد أن تحولت الدولة النفطية الى شفطية وعفطية؟! وبالطبع كلامنا لا يشملكم جميعاُ؛ ولكننا نقصد الأغلب ونقول كما قال ستكلي كارمايكل: “هناك قوانين أعلى من قوانين الحكومات: إنها قوانين الضمير”

أحدث المقالات