في الادب الشعبي , مما اطلعت عليه … حكاية قصاب القرية مع ممارس مهنة التطبيب .. الذي كان يدعى بـــــــ ” الحكيم ” في ذلك الزمن .. حيث ولج عظم صغير في عين القصاب , اثناء تقطيعه اللحم في دكانه الصغير .. مما اضطرّه للذهاب للحكيم لكي يخرج له العظم من عينه ويريحة من الالم الشديد الذي يشعر به , وقام الحكيم بالفحص وتسكين الالم الشديد بما لديه من دواء .. وبادر القصاب باهداء الحكيم هبرة لحم ممتازة مع دفع الاجرة المعلومة … استمر القصاب بمراجعة الحكيم يوميا , من دون ان يشعر بتحسن في عينه وفي كل مرة ياتي بقطعة لحم مع دفع اجرة التطبيب … وفي مرة جاء القصاب الى دكان الحكيم , ولم يجده , وقام مساعده في المهنة بالكشف على عين القصاب , وقال له انها عظمة , وقام الرجل باخراجها , وشعر صاحبنا القصاب المسكين بزوال مفاجىء للالم وشكر المساعد على ذلك … وعند عودة الحكيم الاسطة , اخبره عن اخراجه العظمة من عين القصاب .. كاشفا عن براعته في المهنة .. واجابه الحكيم بتهكم وامتعاظ شديد .. صحيح إنك اخرجت العظمة ولكنك حرمتنا من أكل اللحمة !؟ بمعنى ان الحكيم قد رأى العظمة في العين ولم يخرجها لكي يستمر في التمتع بلحمة القصاب , وان كان ذلك على حساب آلامه .. اخوتي الاعزة , رباط هذه الحكاية ولكل حكاية رباط كما يقول جدي .. إن هناك نفر من الناس يستثمرون آلام ومعاناة الناس لمصالحهم الشخصية … كما هم من تصدّى للشان العام في العراق بعد التغيير .. فنواب العراق هم المشكلة بدلا من ان يكونوا هم الحل – تصريحات تهيج البسطاء وتؤجج مشاعرهم – فيحترق الابرياء بنارها .. خلافات ليس لها آخر على امرار مشاريع القوانين التي تمس حياة الناس , مما سبب تعطيل سبل البناء والتطوير , وهدر المليارات من اموال الشعب الذي يعيش اكثر من نصفه تحت خط الفقر – وزراء ومدراء من كتل مختلفة تدير مؤسسات الدولة بخلفية معرفية ساذجة وامية قاتلة — مما سبب بهدر المال والجهد وبقاء الحال على ما هو عليه او الرجوع الى خلف – الجميع هنا حالهم كحال حكيم القرية يبقي المشكلات على ماهي عليه او يصنعها لكي يشغل الناس بالمزيد من الالم والمعاناة , ولكي يظهروا انفسهم او يلوّحوا لاتباعهم بانهم هم المنقذون لهم من فوضى القتل والجوع والدمار … لكي يضمنوا استمرار تدفق امتيازاتهم المالية الفلكية , وان مزجت بدماء وآلام غالبية الشعب العراقي .. لك الله ياعراق !