18 ديسمبر، 2024 4:00 م

************
هربوا عن الأرض التي آوتهمُ
من بعدما فيها طغوا و تحكّموا

في كل عهدٍ يأملون حكومةً
حتى إذا حكموا البلادَ تأزّموا

تركوا إلى الغازي العراق ليختبوا
في حفرةٍ فيها القوارضُ تُطعَمُ

لا بعثَ .. لا قوميّةً عربيةً
لا شبرَ للقدس العزيز تقدّموا

فرّوا جميعاً خائفين كأنَّهمْ
سربَ القطا لمّا يخافُ و يُهزَمُ

أين الشَّعار .. قسماً تردَّدَ عالياً
يا بئسَ من قالوا الشَّعار و أقسموا

كم نال ذا شعبُ العراق متاعباً
منهم وذا لمّا يزل يتالّمُ

ملأوا العراق من الشَّباب مقابراً
فيها الصِّغارُ على الفطام تيتّموا

فيها الشُّيوخ مع النِّساء بحفرةٍ
و الشَّفْلُ داس على الجميع فأُبكِموا

ما قام في يومٍ ضميرُ مناضلٍ
يصحو فينتفض الغيور و يسأمُ

مما جرى فوق العراق ببعثهمْ
و البعثُ يقتل بالأباة و يَعدِمُ

حتى أتى فَرَجُ الإلهِ بليلةٍ
ندري بها عاراً تجيء فتحسمُ

لم يندمِ الشَّعبُ الجريحُ لأنّها
قد أسقطتْ من ظالمين تحكّموا

لكنْ ندمنا آسفين لأننا
لم نُسقِطِ الباغي الدَّعيَّ و نحكمُ

إذْ جاءَ ما جاءَ الغزاةُ شراذماً
مسخاً بهم وطني الكبير يُحَجَّمُ

في كلِّ ما هذا الـ نراهُ بموطنٍ
تاريخُهُ ممّا جرى يتبرَّمُ

ماذا يقول الحاضرون لقابلٍ
أبناؤنا فيه تلومُ و تندمُ

إذْ صار أبناءُ العراق طرائقاً
و شراذماً للأجنبيِّ ينمنمُ

صاروا الدَّليلَ إلى الغزاة .. طوارقاً
ولكلِّ ما تحوي الدوائرُ لملموا

سرقوا مع الأمسِ (الكويت) فعُقِبوا
و الحَوْبُ يأتي للشُّعوب و يُقسَمُ

مُذْ علَّمَ البعثُ اللئيمُ رفاقَهُ
أنْ يسرقوا ما يسرقون و يغنموا

حتى بهم دارَ الزَّمانُ ففارقوا
أموالَهم و بيوتَهم كي يُحرَموا

لكنْ على أرض العراق تألّقتْ
آياتُ من فيها السَّماءُ لَتَعلمُ

فتساقطَ الجرمُ العتيدُ بذلِّهِ
و غداً سيسقطُ بالمذَّلةِ مجرِمُ !