23 ديسمبر، 2024 6:46 م

ضمان مستقبلك في نصف ساعة

ضمان مستقبلك في نصف ساعة

كثيراً ما يتحدث المواطنون؛ عن الإنفجارات والإزدحامات وسوء الخدمات، كل شيء حولنا أصبح مثار السخرية، من إطفاء الأحزاب مضخات تصريف مياه الأمطارالى الصخرة المقدسة، ثم مغامرات فضاء المنطقة الخضراء، وتوزيع أراضي الفقراء والمشاريع أيام الانتخابات، و 2 مليون تكفي لبناء بيت  متكامل يعطيها رئيس الوزراء للمتجاوزين، وهزيمة الأرهاب، والهزات الأرضية بفعل الأجندة الخارجية، وأيام العطل , يتحدثون عن النفوذ الأمريكي، يصنع رئيس الوزراء ويفرض الولاية وبقاء نفس الوجوه.
حالة من الضجر والملل واليأس والإحباط، ناتج من محاولت تعميم الفساد والفشل الذي سسبه المواطن بإعتقاد السياسي!!
 يتحدث البعض مستهزءً، لماذا التغيير في مصر وعدمه في العراق، الشعب لا يتحرك والواقع نفسه! ولندع المفسدين لأن جيوبهم وأفواههم امتلأت، أفضل من أن يأتي جديد يحتاج الى ولايتين حتى يشبع، يعتقد جذور وإرتباطات العصابات تديرها مافيات كبيرة لا تدع الجديد يعمل ولا يستطيع المواطن مجابهتها!! والخارج لا يرضى وأمريكا لها مصالحها!!  كل هذا الحديث وفي النهاية يجزم الكثير: الأمر غير متعلق به وهو فرد لا يؤثر، لا يذهب ويكون شريك في الفساد لأنه يمكنهم ويساعد وصوله.
 مصابون بفوبيا السلطة والتوقعات المجهولة، ليس بعيد عن تحركات وأفعال تصنعها الماكنة الإعلامية، والطابور الخامس، ومن العجب ان تجد من يرفض الواقع ولا يتحرك ضده لتغيره، يسكت ويطلب التغيير وهو بعيد. يضرب أخماس بأسداس وامثال لا حقيقة لوجودها تميت قلبه: ( شين التعرفه خير من زين المتعرفه)،  ( عيشيني اليوم وموتني باجر)،( أيد الماتكَـدرتلاويها خاويها).
 ليس كل شيء خاضع للتكهن، وإعتقاد المستقبل سيء غير حقيقي، ولا كل شيء بيد أمريكا والجوار، ولا يستطيع أحد ان يفرض رأيه  والمواطن يقف قبال صندوق الإقتراع، ليس بينه وبين الله حواجز، الوطن والتاريخ ينظر لصوته بقدسية، ومن الصواب القول هنالك تدخلات واموال وشراء ذمم وتزيع مسدسات وأراضي، لكن لا تستطيع ان تغيير قول الأصابع البنفسجية.  من المعيب على الساسة المستفيدون من سوء الواقع، إعطاء إنطباع  العمل مع الدول خضوع وتوسل، وإيهام المواطن إن حكوماتنا تشكيل خارجي، والإرادة الشعبية خارج قوس.
أشاعات  وطابور خامس يدفع المواطن لعدم المشاركة وتمزيق الورقة الإنتخابية، بل عدم الذهاب الى مراكز  تحديث السجلات بنسبة كبيرة، لا يهمه وجود إسمه يوم التصويت.
التجربة الديمقراطية لا تعزز الاَ بإيمان الشعوب إنها من تبني نفسها ومصدر السلطات، مسؤليتها جماعية لمحاربة الفساد والإرهاب والروتين، لا يحق لأحد التخاذل، يفتخركا مواطن  أن يكون أحد أدوات التغيير، لا تُشوّه له الحقائق وينظر للعملية الديمقراطية مجرد إضافة شكلية لطبيعة الحكم الفردي وأبدية الأشخاص.  العراقيون وحدهم من يقرر كيف يكون شكل مجلس النواب  ورئيس الوزراء وتركيبة الحكومة، والدول الأخرى تنظر نضوج الشعب وتقدمه؛ لكن المهم الذهاب هذه الأيام لتحديث سجله ولا يستغرق منه سوى نصف ساعة، وقد ضاع من وقتنا الكثير.