23 ديسمبر، 2024 1:50 م

تتصارع على أديم الارض مُنذ بدأ الخليقة قوى الخير والشر، ولكل أتباعه ومؤيدي نهجة، هذا الإتباع والتأييد ينبع من اليات كل إنسان في التمييز.
   ولانتمائنا للإسلام،  فاوضح الأمثلة نستلها من ماضينا وحاضرنا كمسلمين، ونضع قياساتنا للخير والشر بناء على مايتطابق مع الرؤية الإسلامية.
   وقد نقل لنا التاريخ أن الإسلام ومنذ أن نزل على الرسول الكريم ومع بداية الشق العلني من الدعوة، تشكل فيه محور للخير وهو الرسول وأصحابه ومحور الشر وهم قريش.
    وفي داخل كل محور كان يختفي ولاء للمحور الآخر، يكمن في العقل الباطن للأفراد، وهناك ظروف ما دفعت هؤلاء الأفراد ليكونوا ضمن المحور المعاكس لما يُبطنون.
   ومع استمرار مسيرة الدعوة الإسلامية اظهر هؤلاء الأفراد حقيقة إنتمائهم، ومع رحيل الرسول الكريم إلى الدنيا الآخرة، ظهر الكثير من الأفراد انتمائهم الصميمي للمحور الذي كانوا يبطنون.
ولهذا التزم بوصي رسول الله واعلن استعدادة للموت على تنفيذ الوصية  اربع اشخاص من اُمة بلغ تعداد من سمع وصية الرسول منها (127) الف وذاك في حجة الوداع عند غدير خم..!
   وتمر الأحداث، ويبدأ القوم بالتساقط لتشهدُ الاُمة الإعتداء والتجاوز على نفس رسول الله وبضعته، والاُمة الإسلامية تتفرج وتسكت وتبرر لنفسها هذا السكوت، بمبررات تختلقها من خارج الواقع.
    وهكذا إلى سبطي رسول الله وماحصل لهم على يد من يدعي الإنتماء للامة الإسلامية، وهكذا تعاملت  مع من توالى من سلاطين الجور والظلم والخروج عن دين محمد، وقتل آل محمد وسبي ذراريهم، فأي تفسير فسرته الاُمة وهي ترى مايجري في كربلاء بحق العترة الطاهرة..؟
    وكيف سكتت الاُمة وهي ترى بني العباس يرفعون شعار يالثارات الحُسين ويجندون الشيعة تحت هذا الشعار، للإنقضاض على اشباههم من آل اُمية.
    وبعد إندحار بني اميه تتغير شعارات بني العباس وتبقى الاُمة في أغلبيتها، تحت قيادة بني العباس وتنادي حُكامهم زوراً وبهتاناً ( امير المؤمنين) وهو يذبح ويقتل ويسبي اولياء الله الصالحين.
    وربما أحد أسباب ذلك أن تلك الاُمة فيها من يُظهر الإسلام ويبطن الشرك، أو أن الشرك دب في داخله دون أن يعلم، أو الاُمة أصبحت أمة تتبع الشعار والقول دون أن تُراقب الفعل والعمل، وبالتدريج اصابتها البلاهة والغباء، لتبيع اخرتها بدنيا غيرها.
    وفي حاضرنا نستدل وبسهولة على واقع كل مافيه إنحراف عن الرسالة المُحمدية، لكن نجد الكثير ممن يُدافع عليه ويتبناه، في نماذج صعب على العقل البشري أن يتقبلها، لكن تجد الاُمة تسير معها، وأحداث المنطقة كفيلة بأن تكون مصداق لذلك.
   وعندما نضيق مساحة البحث ونتناول أتباع مُحمد وآل محمد، ومايجري في ساحتنا الشيعية اليوم، نجد صورة ماسبق ماثلة وواضحة في ولائاتنا وانتمائنا.
   حيث نلحظ في الساحة اليوم مَن يوالي محمد وآل محمد بالقول ويخالفهم كليا بالفعل، ونجد العكس لكن تجد في الامة من يوالي أصحاب القول ويُجافي أصحاب العمل، وهذا مؤشر على أن الشعار والقول الذي دفع البعض لمعاداة محمد وآل محمد صراحة، دخل إلى جسد التشيع لكن بصورة مبطنة، بعلم أو بدون علم الكثيرون.
    اذن الاُمة بحاجة أن تقف لتبحث عن من يقرن القول بالفعل، وتتابع الأحداث بنفسها وتصم اذانها عن السماع وتفتح عقلها وناظريها لتميز، كي لاتضل في مرحلة ربما تكون التوبة فيها صعبة وغير ممكنة، فكل مافيها رمادي اللون ولايصل إلى أسودها من أبيضها الا رجل امتحن الله قلبه بالايمان…