23 ديسمبر، 2024 10:10 ص

ضغوط انتخابية

ضغوط انتخابية

على خلفية استبعاد مرشحين من الانتخابات قبل اجرائها في نهاية الشهر الماضي، قررت مفوضية الانتخابات تقديم استقالة جماعية، بدعوى وجود ضغوط تمارس عليها، من دون ان توضح او تبين الجهة التي مارست الضغط عليها وطبيعته.

المتابعون للمشهد العراقي وقتها اختلفوا في تحديد شكل ومضمون الضغط الذي تتعرض اليه المفوضية، فرأى بعضهم ان الحكومة وراءه، لان الذي جرى استبعادهم ، من المعارضين لها، فيما رأى آخرون ان البرلمان هو الضاغط بعد ان حاول تفسير نص قانوني لمعنى “حسن السيرة”.

المهم، ان المفوضية عدلت عن قرارها، من دون أن تؤكد ان الضغوطات قد رفعت عنها فعلاً، واصبحت مستقلة تماما كأسمها، لكن الذي تم ملاحظته ان الذين جرى استبعادهم من المعارضين للحكومة، لم يعد ترشيحهم ، فهل كان الضغط في هذا الجانب ، الا يعاد من جرى استبعادهم من المعارضين، واعادة آخرين ممن يحسبون على الحكومة؟!.

على كل حال، الانتخابات جرت في موعدها، وسط شكوك وانتقادات، مع تأخر اعلان النتائج ، ووجود مطالبات بمساءلة المفوضية لدى مجلس النواب ، على مجمل سير العملية الانتخابية ودعوة المفوضية الى عدم الخضوع للتأثيرات ، وان تحافظ على اصوات الناخبين وترجمتها الى مقاعد، اضافة الى وجود تهديدات صريحة برد حاسم اذا كانت نتائج الانتخابات غير منطقية، وتحذيرات من ان العراق سيكون امام بوابة شر كبرى وازمات في حال ثبت لدى الكتل السياسية وجود عملية تزوير في صناديق الاقتراع.

هذا في جانب التصريحات ، اما الاجراءات فهناك 2030 شكوى ، منها 106 شكوى حمراء، فيما صنفت البقية بين الصفراء والرمادية، وقد بررت المفوضية تأخير اعلان نتائج التصويت الى مساء اليوم، أو الى يوم غد الاثنين، بوجود هذا العدد من الشكاوى.

ربما، واحدة من اولى الاشكاليات التي رافقت العملية الانتخابية، تلك المتعلقة بـ”الباركوود”، حيث فقدت الانتخابات سرية الاقتراع ، وبات الناخب معروفا لمن انتخب ولمن لم ينتخبه.

اضافة الى عمليات نقل الصناديق او تبديلها ، بحسب مراقبين ومرشحين، الى جانب المعوقات التي فرضت على بعض المناطق، فحرم ناخبوها من الادلاء باصواتهم، وصولا الى الطوق الأمني الذي أحاط بمراكز العد والفرز، والذي كان يضع لسلطة الحكومة، ومرشحيها، وتتدخل في تحريك الصناديق حجباً ونقلاً والقاء في زواغير خاصة، كما ذكر ذلك عدد من المراقبين.

ما نريد ان نتتحقق منه ، ذلك الاعتراض السابق للمفوضية عن وجود ضغوط دفعتها الى الاستقالة ، هل كان قرارا تحت غطاء سياسي، ام ان هناك ضغوطا اصلا، ثم هل انتهت وكيف؟.

الانتخابات شابها الكثير من الريبة والشك، ولابد من اعادة النظر في مساراتها الان، وليس في دورات لاحقة.