22 ديسمبر، 2024 8:56 م

مر شيخ يشبه الى حد كبير احد الشيوخ الذي عزا الانهيار الاقتصادي العراقي الى النستلة، مر بجنازة، فقالوا له: صلِّ على هذا الفقير الغريب، فصلى ولما رفع يديه افلت صوتا، فالتفت اليهم وقال: ان كان على صاحبكم دين فاقضوه، فهذا من ضغطة القبر، برميل النفط والفساد الاداري والمالي وحجم اللصوص الذي وصل الى مرحلة متطورة لايمكن السكوت عليها، ليست اسبابا في التدهور الاقتصادي، اكثر من 400 مليار دولار مسروقات الموازنات العراقية، كتل من اللصوص وليس من السياسيين، هذا كله ليس سببا في التدهور الاقتصادي بنظر الشيخ، وانما النستلة هي السبب الرئيس، ويتكلم الشيخ بحسب منطق هاروت وماروت، بان 30 الف دينار كافية للعائلة العراقية شهريا، فلنتحاسب، كهرباء وطنية اكثر من 30 الف دينار، وخمسة امبيرات مولدة اهلية 75 الف دينار، ماء شرب اكثر من 45 الف دينار، ماء اسالة عشرة آلاف دينار، ابسط علاج وابسط مجمع طبي يكلف اكثر من 50 الف دينار شهريا، ناهيك عن خطوط المواصلات، والله شيخنا لو امصلي ومسوي نفس الصوت مال ضغطة القبر احسن من هذا الحجي.
هؤلاء جميعهم يتكلم بنفس المنطق حين يصل الى السلطة، ولو قلت له مثلا: هل تستطيع ان تعيش بثلاثين الف دينار، لقال لك : انا قائد، كما قالها رجل دين معروف لاتباعه بان يتخلوا عن السيارات الفارهة الحديثة المصفحة، فلما حاججه احدهم وقال له: انت وحمايتك تمتلك مثل هذه السيارات، ثارت ثائرته وكاد ان يفتك به لولا انه توسل باحد الاولياء الصالحين، وعفا عنه، وكان احتج عليه بنفس الحجة: هل تحسب انك مثلي، انا قائد، لم يقلها النبي نفسه ولم يقلها عنه القرآن، بل قال عنه : وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل، ولا ادري على اي دين تسيرون حين تضعون الاغلال بايدي الفقراء وتبيحون لانفسكم المتعة تحت اي عذر انتم تبتكروه، مرة بحجة المباح، واخرى لامانع من ممارسته، واخرى لابأس ان كنت تنوي كذا وكذا، فالاصل في الاعمال النيات وتحتجون بقول الرسول انما الاعمال بالنيات وانتم تفعلون اي شيء وكل شيء.
لم اعلم ان لله لصوصا، هذه جملة قالتها امرأة والقتها بوجه جيش الفتح الاسلامي حين سرق الجيش كل ماتملك، ونحن ايضا نقولها لكم: لم نعلم ان لله لصوصا، لكنكم الظاهر تعلمون مالم نعلم، وربما تعرفون اكثر منا ان الامر لايعدو ان يكون سوى لعبة لعبتموها ونجحتم فيها، فانتم تدعون اتباعكم الى الزيارة سيرا على الاقدام، ولاتسيرون امامهم، وتدعونهم الى الفقر، لانكم توردون قولا للامام علي: من احبنا اهل البيت فليلبس للفقر جلبابا، وانتم تتزيون باحسن الازياء وتمتلكون الارصدة وتعيشون في القصور العامرة، وتركبون السيارات الفارهة، تتكلمون عن الاموال وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، وانتم تأكلون كل مايقع تحت ايديكم ، تبيعون الاراضي اقطاعيات وتستولون على اموال الآخرين، ولاتخشوا في السرقة لومة لائم.
ربما تأكل انت النستلة ايها الشيخ، وربما تهددنا بالايام السود التي كنا بها نطحن نوى التمر، لكننا لانسمح لك بتزييف الحقائق، وهذا الزيف ليس من اصول الدين اليس كذلك، انت تريد ان تدافع عن اصدقائك اللصوص، دافع عنهم، لكن لاتستغفل الشعب فانت لست اقوى او اذكى من صدام، قل لهم كما قال الشيخ وهذا معروف عنكم: عليكم دين فاقضوه، وافلت صوتا، وبرر انه ضغطة القبر.