نظرت بتمعن كبير ، وتأن مرير لتعليقات رجال من بني عمومتنا مرارا وتكرارا ، وسلطت عليها أضواء مكتبي المتواضع ـــ فربما أكون مخطئاـــ ثم أعدت الكرَة مرة اخرى ثم اخرى فارتد بصري خاسئا ، وهو حسيـــر .. فلم ار ما يهدي الى الرشد ، أو يقف على نقد مؤدب إزاء أخوة لنا ولهم يرون المنكر في كــــل زاوية وثنية من ثنايا العراق فما استطاعوا سكوتا، بل استلوا سيوفا ذات أحبار !!! ليحاربوا ليس لهم خيار سوى النصر .. كنت اتمنى من هؤلاء أن لا يجمعوا الحق والباطل ، ولا يقرنون الخطأ بالصواب ، فلكل إنسان عقل لايشبه غيره من العقول ، وعين تختلف بالرؤيا عن غيرها ، فربما ارى إنسانا جميلا فيروه قبيحا ! ومن المحتمل أن أرى ثعبانا يمشي على بطنه فيرونه ( قثاء ) مصريا ! .. ولو نظر هؤلاء بعين إنسان عاقل الى النخيل لاهتدوا وفهموا ما اعني ! .. فثمار النخيل تختلف رغم إنها تزرع بذات الارض وتسقى من ماء واحد ! ..
ايها المتنورن جدا والمتعلمون جدا والناطقون حقا وصدقا توجهوا بانتقاداتكم الى عمتنا النخلة واتهموها حسبما يحلو لكم فليس هناك نص يمنعكم ، وأحلامكم المريضة تبيح لكم قلعها وبيعها في اسواق النخاسة ،
.. ما زال قلمي هادئا حتى هذه اللحظة ، ولساني محبوس عن الكلام ، ولم أطلق عنانه كي تفهموا ، وتعقلوا وتنثنوا عن غي لايسمن ولا يغني من جوع ،
اعزائي وأحبائي : أن استمراركم في التخبط وامتطاء مطايا الجهل والحسد سيضعكم على شفا حفرة لاتجدون فيها وليا ولا نصيرا ، وحسرة تؤلمكم نظرا لعدوانكم غير المبرر والعرب تقول : ( الدنيا تجود لتسلب ، وتعطي لتأخذ ، وتحلي لتمر ، وتزرع الاحزان في القلوب بما تفجأ به من إسترداد الموهوب ) وتذكروا ـــ وذكرواـــ : أن أحق الناس بالمقت الفقير المختال ، والضعيف الصوال ، والمريض القوال .. واكرم الناس إن قرب منح ، وإن بعد مدح وإن ظُلِم صفح .. فلينبئني أحدكم ، أو كلكم عن ظلم وقع له بسببنا ، نحن الذين نكتب ؟ لانريد منكم صفحا كوننا لم نرتكب جرما يدخلنا جهنم خالدين فيها ، ولم نكن في يوم من الايام قاطعين لارزاقكم أو أرزاق عيالكم ، ذنبنا الوحيد إننا نكتب بعقولنا لا بعقولكم فمتى ستدركون هذه الحقيقة وتتقون الله فينا ؟ وكم لجأ العديد منكم الى السباب والشتائم ، وهذا ناتج عن ضعف الحجة ، فالحجة تقرع بالحجة لا بالسباب .
أظنكم تذكرون ذلك ( الرجل المؤدب ) الذي تفوه بكلمات تدل على سوء تربيته ، وفساد سريرته ، ولم أقابله بالتي هي أسوأ بل كظمت غيضي وبلعت لساني وأوهمت نفسي انني لم أر شيئا ( لان الرابح في تجارة السباب خاسر ) __ همت وتوهمت واوهمت وهميت ، تظن الناس شخصي عدل وهميت ( وهو ميت ) مثل __ زلخا __ البلت يوسف وهمت ، حالت بينها وبينه المنية !!!!!، على أى حال الكلام صفة المتكلم ‘وقديما قالوا : ( صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته .. فالطبع مكتسب من كل مصحوب ، كالريح آخذة مما تمر به .. نتنا من النتن أوطيبا من الطيب ) .. أريد أن أذكِر هذا ( المؤدب ) في ثانويته ( أتوعدنا بحرب أمك
هابل .. رويدك برقا لا ابا لك خلَبا ) وإليكم أقول : دعوا المكارم لاربابها ، واتركوها لاصحابها ، ولا تشدوا رحالكم اليها .. واعلموا إن أخرق الناس من ركب الخطر بلا استعداد ، واسرع في المبادرة قبل الاقتدار .. ورحم الله حاتم الطائي حين قال : ( وأغفر عوراء الكريم إدخاره .. واعرض عن شتم اللئيم تكرما ) واشكر سلفا كل من تهيأ لمهاجمتي رغم ما قلت !